أبها: الوطن

خلفت أوامر الإخلاء المستمرة الإسرائيلية اليأس في نفوس المدنيين الفلسطينيين الذين نزحوا مرات عدة. وتنطبق أوامر الإخلاء الأخيرة على مناطق في خان يونس، ثاني أكبر مدينة في غزة، بما في ذلك جزء من منطقة إنسانية أعلنتها إسرائيل، التي تقلصت بشكل مطرد خلال الحرب، بينما تكدس مئات الآلاف من الناس في مخيمات خيام بائسة مع القليل من الخدمات العامة، أو بحثوا عن مأوى في المدارس، على الرغم من أن الأمم المتحدة تقول إن مئات من هذه المدارس تعرضت لضربات مباشرة أو تضررت.

مواصلة الحصار

وأكد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن 3500 طفل في قطاع غزة معرضون للموت بسبب الجوع إثر مواصلة الاحتلال الإسرائيلي حصاره للقطاع منذ أشهر، توفي منهم 34 بسبب المجاعة وسوء التغذية.

وأشار، في تقرير له، إلى أن 70 % من جرحى العدوان الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء، محذرا من تأثر التركيب العمري والنوعي للسكان في قطاع غزة نتيجة استهداف الاحتلال الإسرائيلي المتعمد فئات محددة من السكان كالأطفال والشباب.

تصاعد الدخان

وقد أمرت إسرائيل، مرارا وتكرارا، بإجلاء أعداد كبيرة من السكان مع عودة قواتها إلى المناطق المدمرة بشدة، التي خاضت فيها معارك ضد المسلحين الفلسطينيين في السابق.

وقد جاء الأمر الجديد في منشورات ألقيت من السماء. ومع تصاعد الدخان في الأفق، غادرت مئات الأسر منازلها وملاجئها. وتقول وزارة الصحة في غزة، التي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين، إن عدد القتلى الفلسطينيين نتيجة الحرب يقترب من 40 ألف قتيل. وفي حين تكافح جماعات الإغاثة لمعالجة الأزمة الإنسانية المروعة، حذر خبراء دوليون من المجاعة.

وقد أمضت الولايات المتحدة ومصر وقطر شهورا في محاولة التوسط في وقف إطلاق النار، وإعادة نحو 110 رهينة متبقين، يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن نحو ثلثهم ماتوا. ومن المقرر استئناف المحادثات يوم الخميس. وقد هدد الصراع بإشعال حرب إقليمية، حيث تبادلت إسرائيل إطلاق النار مع إيران وحلفائها المسلحين في جميع أنحاء المنطقة.



هجمات المدارس

وأصابت غارة جوية إسرائيلية، يوم السبت، مسجدًا داخل مدرسة في مدينة غزة حيث كان الآلاف من الناس يحتمون. وقالت وزارة الصحة في غزة إن 80 شخصًا قُتلوا، وأصيب نحو 50 آخرون في أثناء صلاة الفجر. وتقول مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن إسرائيل نفذت «هجمات منهجية على المدارس»، التي كانت بمنزلة ملاجئ منذ بدء الحرب، حيث تم استهداف 21 مدرسة على الأقل منذ الرابع من يوليو، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص، بما في ذلك النساء والأطفال.

وقد أدان زعماء أوروبيون وجيران إسرائيل الضربة، بينما قالت الولايات المتحدة إنها تشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بسقوط ضحايا من المدنيين. وقالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس للصحفيين: «مرة أخرى، قُتل عدد كبير جدًا من المدنيين».

وأضافت: «نحن بحاجة إلى اتفاق بشأن الرهائن، ونحتاج إلى وقف إطلاق النار. يجب أن يتم إبرام الاتفاق، ويجب أن يتم ذلك الآن». خان يونس عانت دمارا واسع النطاق خلال هجوم جوي وبرى في وقت سابق من هذا العام.

فر عشرات آلاف السكان منها مرة أخرى الأسبوع الماضي بعد صدور أمر بالإخلاء.