عبدالله العلويط

من الأجدر والأفضل أن تطور الجمعيات الخيرية آلية عملها، بحيث تكون وسيلة ربط بين المتبرع وصاحب الحاجة أو المستفيد، إضافة لما تقوم به الآن من أعمال مفيدة، والمبادرة التي سأطرحها هنا هي آلية لهذا الربط تزيد من الموثوقية في وصول التبرعات، لأن المتبرع يستطيع التأكد من الوصول الفعلي لتبرعه إلى المستفيد، وهي متعلقة بالتبرعات الدوائية والعلاجية والغذائية لكن يمكن تعميمها على مجالات أوسع.

المبادرة عبارة عن شراء المتبرع المباشر للمحتاجين من الصيدليات والمستشفيات والمتاجر الغذائية «الهايبر ماركت»، من غير الحاجة للتحويل إلى الحسابات الجارية لأي فرد أو جهة.

تستحدث منصة لذلك «تطبيق الكتروني» تضم المشتري الفعلي «المتبرع» برقم عضوية خاصة به، والمحتاج أو المستفيد برقم عضوية تحددها الجمعية الخيرية له، والشريك منفذ الخدمة «الصيدلية أو المستشفى أو الهايبر ماركت».

يدرج المستفيد الطلب من خلال موظف المستشفى أو الصيدلية بعد أن يحضر إليه، ثم يدفع المتبرع الطلب من هاتفه المحمول، بعد أن يطلع على قائمة الطلبات التي أدرجت، ويختار ما يريد دفعه منها.

وأما الغذائية فيدرج المستفيد الطلب بنفسه من جهازه بمقدار شهري محدد -صنفًا وعددًا- من المواد الغذائية الضرورية للأسرة، ثم يشتري له المتبرع الطلب من جهازه ثم يتوجه المستفيد لاستلامه من المتجر.

إذا كان المتبرع يريد التبرع لشخص بعينه ذي معرفة شخصية به وغير مسجل في جمعية خيرية، فيمكنه توجيه المستفيد بأن يسجل كمستفيد خاص، ثم ينفذ المشتري طلبات العلاج والدواء له بوصفة طبية وبسقف سعري محدد بنفس الآلية السابقة، وكذلك يمكنه أن يشتري له الأغذية وبقدر محدود في الصنف والعدد شهريًا، حتى لا يبيع الفائض منها أو يتخذها وسيلة للتربح.. من غير الحاجة للتحويل إلى حسابه الجاري كي يضمن عدم استخدامه في مجالات أخرى.

مميزات المبادرة

الموثوقية العالية في وصول التبرعات للمستحقين، حيث يضمن المتبرع دقة وصول التبرع إلى المحتاج، مع سرعة ذلك لأنها تذهب لشخص بعينه، وهذا أفضل من التبرع إلى الحسابات الجارية، لأن بها تطويلا لمدة وصول التبرع إلى المحتاج، ويمكن للمتبرع التوجه إلى المتجر الغذائي أو المستشفى أو الصيدلية والتأكد بنفسه من صرف الطلب إلى المستفيد.

قطع الطريق على من يدعي الفقر والمرض لأخذ المال من صاحبه ثم يصرفه على غير ما دفع لأجله.

القضاء على التسول في الأماكن العامة وعند الصيدليات، والتي يدعي المتسولون بها حاجتهم للدواء أو العلاج، حيث يعلم الشخص المتبرع أن مثل هذه الحاجات قد سُدّت بهذا البرنامج، وأن المحتاج يمكنه أن يطلب من خلالها التقليل إلى حد كبير من التحويل إلى حسابات بنكية مشبوهة بحجة الحاجة للعلاج أو الغذاء.

تقليل الجهد على الجمعيات الحاصل بتوزيع المساعدات بالطريقة الحالية سواء المالية أو العينية منها، لأنها تحتاج لإدارة لتوزيعها وتصريفها، أما مع هذه المبادرة فيكون دورهم تسجيل المستفيدين فقط، والتحقق من حالهم إمكانية استثمار الأموال التي تم الشراء بها في العمل الخيري، بالتنسيق مع الشريك مما يعود على العمل الخيري بالنفع.

يمكن تطويرها لتشمل الإيجارات والكهرباء، وغيرها من المجالات لتكون بالآلية نفسها، وبمقدار معين لكل منها حتى لا يُساء استخدامها.

يمكن التواصل مع كاتب المقال لمن يطلب تفاصيل أكثر، فالمطروح هنا نبذة عن المبادرة وليس جميعها.