عدنان هوساوي

رغم أنني لست معتاداً على حضور الفعاليات المسرحية بشكل دوري، بسبب تقاعسي المتواتر،إلا انني لا اخفي إعجابي الشديد بأبي الفنون، واستمتاعي بالوقوف في صفوف شباك التذاكر.

أذكر أول مرة دخلت فيها إلى مسرح عام لمشاهدة عرض مسرحية كاملة من المشهد الأول إلى المشهد الأخير، كانت في جدة، قبل حوالي 26 عاما من الآن . كانت المسرحية تعرض ضمن فعاليات مهرجان "جدة غير" ، المهرجان الذي كان في أوج ازدهاره حينها، والذي انطلقت فعالياته عام 1998. أتذكر تلك المسرحية جيدًا، كانت من بطولة الفنان أحمد بدير وعدد من الوجوه السعودية الشابة المليئة بالنشاط والحيوية. ولا يزال في ذاكرتي كيف استمتعنا كجمهور بالعرض منذ رفع الستار وحتى إنتهائه.

بعد تلك التجربة، حضرت بعض المسرحيات الأخرى التي عُرضت هنا وهناك على فترات متباعدة جدًا، وبدعوات وجّهت إليّ من قبل القائمين عليها من فنانين أو من مخرجين. و تعود الأيام لتتكرر دعوتي لحضورالعرض الأول لمسرحية جديدة ،أطلق عليها اسم "شوقر هادي"، وأعتقد أن الاسم يوحي لك عزيزي القاريء بملخص عن فكرة المسرحية ومحتواها. بطولة هذا العمل من نصيب مجموعة من الفنانين الشباب الطامحين لتقديم محتوى هادف على خشبة المسرح. المسرحية سلطت الضوء على معاناة معينة بدأت تطفو على السطح ،تركزت في قضية العلاقات القائمة بين الرجال الكبار في السن والشباب الأقل سنا أو لنقل الأطفال. تفاعل الحضور كان واضحاً بصورة كبيرة، وتبين ذلك من خلال ردود أفعال الجمهور الذين لم يكفوا عن التصفيق طيلة العرض ،وكانوا مصدومين على ما يبدو من إحترافية وأداء وتمثيل الشباب والشابات . لقد نجح الفريق الفني بقيادة الفنان زياد السفياني في بلورة الفكرة وإيصالها للجمهور بصورة جيدة، ومعالجة قضية بدأت تظهر على الساحة بأسلوب هزلي ساخر ومؤثر.