نفى سفير جمهورية إيران الإسلامية لدى المملكة العربية السعودية علي رضا عنايتي أن يكون لدى حجاج بلاده توجهاً أو تعليمات باستغلال الحج في أي أنشطة خارج المألوف أو سكينة الشعيرة التي جاء إلى مكة نحو 1.8 مليون لأدائها هذا العام.
وكشف عنايتي في تصريح لـ"اندبندنت عربية" إن نحو 90 ألفاً من الإيرانيين قضوا في السعودية "أياماً وليالي روحانية وتمكنوا من أداء أعمالهم في مكة المكرمة بيسر وطمأنينة، كذلك تمكنوا من زيارة المسجد النبوي وساكنه عليه الصلاة والسلام والبقيع".
كما بيّن أن البعثة الإيرانية في سياق مجموع الحجيج "على أعتاب التوافد إلى المشاعر المقدسة لإكمال مناسكهم ليعودوا إلى وطنهم بحج مقبول وسعي مشكور وذكريات طيبة".
وأشار عنايتي إلى أنه لاحظ -بحكم موقعه الدبلوماسي- "تنظيماً رائعاً من قبل البعثة الإيرانية للحجيج الإيرانيين، وأن الجهات المتخصصة في المملكة بذلوا جهوداً مضنية تشكر عليها لتيسير شؤون الحجاج وتسهيل أمرهم".
وقد كانت عدة حسابات إيرانية وعربية تداولت حديث المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن تفويض رئيس بعثة الحج بتقليد تلاوة "مراسم البراءة من المشركين التي ستقام في عرفة"، وسط مخاوف بأن يدفع ذلك بعض المتحمسين إلى تجاوز الإجراء المسموح به داخل مواطن إقامة البعثة إلى إثارة الفوضى في الحج، فيما أكدت السلطات الأمنية في السعودية على أنها متيقظة لأي محاولات للتأثير في سكينة الحجاج، مشددة على أن "أمن الحج والمشاعر خط أحمر".
كذلك شدد عنايتي، الذي كان أول سفير لبلاده لدى السعودية بعد قطيعة السنوات السبع، على أن مواطنيه "من أكثر الحجاج تنظيماً وانضباطاً، إذ تقام في إيران دورات صحية وتثقيفية وإدارية ودينية عدة، للتعريف بالحج ومناسكه والأجواء الروحانية في الحج".
واعتبر أن المسؤولين في طهران "يرون بأن الحج مظهر الوحدة والتقارب بين المسلمين وفرصة كبيرة للتقرب إلى الله والتفكير في ما يهم قضايا المسلمين"، مشدداً على أن الوصية للحجاج كانت "بأن يغتنموا الفرصة في الدعاء وقراءة القرآن"، وذلك في رد ضمني على ما يتردد بأن أعضاء البعثة قد جاؤوا إلى الحج بقصد أي أهداف خارج ما أتوا من أجله.
وبالرغم من انشغال إيران بأزمتها الداخلية عبر تنظيم الانتخابات الرئاسية في أعقاب مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي المفاجئ وأعضاء في حكومته، إلا أن الخط الساخن بينها وبين جارتها السعودية لم ينقطع، لا سيما على مستوى وزيري خارجية البلدين.