في وقت لم ير فيه الرئيس الأمريكي أي علامات على إبادة جماعية في يوميات الحرب الإسرائيلية في غزة، كانت الباحثة الإسرائيلية (اريليا أزولي) تذهب إلى تأكيد وجودها منذ عام 1948، وهي تشير إلى الممارسات الصهيونية التي كانت تعمل من أجل تدمير الفلسطينيين وجعل وجودهم مستحيلا. هذه الباحثة التي انشغلت كثيرا في البحث داخل استعمالات السلطة للصورة، وهي تستدعي الأرشيف الفلسطيني المنهوب، فقدمت دراسات وأبحاثا أكاديمية ومعارض وأفلاما تتناول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لتفضح من خلالها العنف المستبطن في الممارسات الأرشيفية ضمن المؤسسات الرسمية الإسرائيلية.
ترى أزولي في مقالات وحوارات لها على هامش الأحداث الأخيرة أن سيل الصور القادم من غزة، هي (مكبرات صوت مرئية) على حد تعبيرها، تدعونا إلى الاعتراف بتلك الإبادة المستمرة لعقود، والعمل على إيقافها. صور الرعب ليست - برأيها - سوى مجسات اختبار أخلاقية، لكل العالم الذي يشاهد القتل والتدمير بلا هوادة في هذه الحرب، هي دعوة لمحاربة التضليل الطويل الذي عملت من خلاله الآلة الإعلامية الإسرائيلية، ودفعت من خلاله إلى تطبيع صورة الفلسطيني المشرد والسجين والمنتهك حتى في أبسط حقوقه.
نحن أمام طرد جماعي مستمر للفلسطينيين منذ النكبة، ومحاولات تجريف لصورة الأرض، في الوقت الذي يرفض فيه إنسان هذه الأرض الاستسلام والنسيان على حد وصفها. إصرار كان بمثابة السلاح الذي ساهم في دحض الرواية الإسرائيلية التي كانت تراهن على التباكي على ضحايا 7 أكتوبر في تنفيذ أعمال وحشية ما زالت تحصد الضحايا بلا عد. لم تعد تملك الآلة الإعلامية المبررات لتبرير صور العنف المستمرة وتسويغ هذا العدد من الضحايا، هي الآن أمام العالم تقف على ركام من صور ساهمت في زحزحة إمبراطورياتها الإعلامية عن احتكار المعنى والحقيقة معًا.
هنا تستمر الباحثة أزولي في الإشارة إلى أهمية الصورة في هذه المعركة، وأهمية الصور التي ساهم الإعلاميون في تثبيتها ونقلها للعالم. إعلاميون كانوا في مقدمة الضحايا لهذا الهجوم المتوحش، ولا تأتي الأهمية من كثرتها، وتنوعها، بل من قدرتها على إزاحة السرديات التي كانت تروج لها السلطة الإسرائيلية، فالقتل والتدمير والتجويع تسقط كل الحجج المعلنة، وتسقط كل المحاولات الإسرائيلية التي كانت وما زالت تحاول أن تستعمر كل شيء، حتى طريقة نظرنا للحقيقة، وتفسيرها.
المشهد المكشوف اليوم يصف لنا واحدة من المآسي الإنسانية التي يجري نقلها على الهواء مباشرة يوميا، من نظام بات واضحا أنه وبعد عقود من محاولة محو فلسطين الاسم، التف ليمحو الإنسان الفلسطيني ويجعل من أزمته الإنسانية رافعة سياسية لدولة لا يعرف خطابها سوى التدمير كطريق للبناء، بناء الهوية للوطن اليهودي الذي يبدو معطلًا بوجود هذا الفلسطيني الذي سيبقى يذكره بأنه آخر الكوارث الاستعمارية في هذا الكوكب.
ترى أزولي في مقالات وحوارات لها على هامش الأحداث الأخيرة أن سيل الصور القادم من غزة، هي (مكبرات صوت مرئية) على حد تعبيرها، تدعونا إلى الاعتراف بتلك الإبادة المستمرة لعقود، والعمل على إيقافها. صور الرعب ليست - برأيها - سوى مجسات اختبار أخلاقية، لكل العالم الذي يشاهد القتل والتدمير بلا هوادة في هذه الحرب، هي دعوة لمحاربة التضليل الطويل الذي عملت من خلاله الآلة الإعلامية الإسرائيلية، ودفعت من خلاله إلى تطبيع صورة الفلسطيني المشرد والسجين والمنتهك حتى في أبسط حقوقه.
نحن أمام طرد جماعي مستمر للفلسطينيين منذ النكبة، ومحاولات تجريف لصورة الأرض، في الوقت الذي يرفض فيه إنسان هذه الأرض الاستسلام والنسيان على حد وصفها. إصرار كان بمثابة السلاح الذي ساهم في دحض الرواية الإسرائيلية التي كانت تراهن على التباكي على ضحايا 7 أكتوبر في تنفيذ أعمال وحشية ما زالت تحصد الضحايا بلا عد. لم تعد تملك الآلة الإعلامية المبررات لتبرير صور العنف المستمرة وتسويغ هذا العدد من الضحايا، هي الآن أمام العالم تقف على ركام من صور ساهمت في زحزحة إمبراطورياتها الإعلامية عن احتكار المعنى والحقيقة معًا.
هنا تستمر الباحثة أزولي في الإشارة إلى أهمية الصورة في هذه المعركة، وأهمية الصور التي ساهم الإعلاميون في تثبيتها ونقلها للعالم. إعلاميون كانوا في مقدمة الضحايا لهذا الهجوم المتوحش، ولا تأتي الأهمية من كثرتها، وتنوعها، بل من قدرتها على إزاحة السرديات التي كانت تروج لها السلطة الإسرائيلية، فالقتل والتدمير والتجويع تسقط كل الحجج المعلنة، وتسقط كل المحاولات الإسرائيلية التي كانت وما زالت تحاول أن تستعمر كل شيء، حتى طريقة نظرنا للحقيقة، وتفسيرها.
المشهد المكشوف اليوم يصف لنا واحدة من المآسي الإنسانية التي يجري نقلها على الهواء مباشرة يوميا، من نظام بات واضحا أنه وبعد عقود من محاولة محو فلسطين الاسم، التف ليمحو الإنسان الفلسطيني ويجعل من أزمته الإنسانية رافعة سياسية لدولة لا يعرف خطابها سوى التدمير كطريق للبناء، بناء الهوية للوطن اليهودي الذي يبدو معطلًا بوجود هذا الفلسطيني الذي سيبقى يذكره بأنه آخر الكوارث الاستعمارية في هذا الكوكب.