(عطني المحبة.. كل المحبة.. وأعطيك حياتي
اللي بقالي.. واللي مضالي.. مع ذكرياتي).
ومضى (البدر) مخلفًا جمالًا من الذكريات وتلالًا من الكلام الراقي للأغنية العربية، منذ أن بدأ مترنمًا قبل أكثر من نصف قرن بـ(عطني المحبة) التي ترجمها لحنًا، وصدح بها صوتًا رفيق دربه( طلال مداح) الذي شكل معه ثنائيًا أثريا فضاءات الكلمة والموسيقى العربية بأغانٍ خالدة، شكلت علامات فارقة في المسيرة الفنية للأغنية السعودية أولًا والعربية تاليًا.
القمر المكتمل
حين يلقى شاعر الكلمة الغنائية الأشهر الأمير بدر بن عبدالمحسن وجه ربه الكريم، يتذكره محبوه، ويهمسون في حزن بالغ (وترحل)، فيما يتوقف عاشقو إبداعه الذي ميزته (لغة بيضاء) يستوعبها ويطرب لها، بل ربما يتغنى بها إن طرب، أي عربي من الخليج للمحيط.
من الماء إلى الماء وقف كل العشاق أمس، يتذكرون أن المحاق بداية دورة قمرية جديدة، قبل الهلال، المرحلة التالية لولادة القمر قبل أن ينير (البدر) أو ما يُعرف (بالقمر المُكتمل) الدنيا، مستويًا شديد النصاعة والسطوع، وهذا ما كانه الشاعر الراحل الأمير بدر الذي اقترن اسمه بـ(البدر) شارة تميزه وحده، كيف لا وهو الذي ظل ساطعًا في سماوات الأغنية السعودية، مرتقيًا بها لأسمى المشاعر والصور الفنية الشعرية، المتحررة من سذاجة المباشرة، أو وعورة التكلف والتصنع، متجاوزًا سطحية أفكار الحب من ألم وشجن وتوق وبهجات مضاعفة كان يصبها في كلماته التي لا تشبه أحدًا، مستدعيًا فيها كل ما هو آسر ومحرض على ابتكار قوالب موسيقية، متجاوزة نقلت وهيأت الأغنية السعودية للتحليق عاليًا في أفق الغناء العربي على مدى عقود، متفردًا بصوته، وملوحًا ببصمته في الكلمة والصورة والمعنى.
مهندس الكلمة
صابًا كل ذلك في مسافات من الدهشة والإبهار، ليبقى طيلة كل هذه السنين حفيًا بلقب (البدر)، بعيدًا عن (ميكانيكية) (مهندس الكلمة) اللقب الذي يحيل - بالضرورة - إلى الجمود، وسكون لا يتسق مع الجانب المضيء لـ (البدر) مُواجهًا للأرض التي ما فتئت تصفق له مع كل نص ينجزه ويغنيه مغن، ويا لحظ المغني الذي يمنحه البدر كلماته ليسمو بها. لذلك لم يكن مستغربًا أن يتسابق معظم المغنين والمطربين على الظفر بنص غنائي من كلمات البدر، لأنه حتمًا سيكون بوابة لقلوب الجماهير، التي باتت تمثل معيارية ما لمعادلة حققتها نصوص (البدر) بين انسيابية العميق والسهل/الممتنع ورحابة مجازات الشعر والتجربة الحرفية للإدراك البصري الحسي، متداخلة مع الرؤى غير الكلاسيكية لمفاهيم ومحتوى ما تطرحه الأغنيات من أشواق المحبين وعذابات العشاق وبراءات اللوعة والهوى واحتراقات الفؤاد.. حتى وإن كانت متناهية في المعنى المجازي:
(حبيبي يا حبيبي..
كتبت اسمك على صوتي..
كتبته في جدار الوقت
على لون السما الهادي.. على الوادي
على موتي وميلادي..)..
حين يرحل البدر.. لا يعني ذلك أفولًا للقمر أو انطفاء ضياءات البدر.. فهو قد كتب (ميلادًا) له، يتحقق ويتجدد مع استعادة لبهاء كل نص أبدعه.. فكتب له الخلود.. رحم الله الأمير بدر بن عبدالمحسن.
اللي بقالي.. واللي مضالي.. مع ذكرياتي).
ومضى (البدر) مخلفًا جمالًا من الذكريات وتلالًا من الكلام الراقي للأغنية العربية، منذ أن بدأ مترنمًا قبل أكثر من نصف قرن بـ(عطني المحبة) التي ترجمها لحنًا، وصدح بها صوتًا رفيق دربه( طلال مداح) الذي شكل معه ثنائيًا أثريا فضاءات الكلمة والموسيقى العربية بأغانٍ خالدة، شكلت علامات فارقة في المسيرة الفنية للأغنية السعودية أولًا والعربية تاليًا.
القمر المكتمل
حين يلقى شاعر الكلمة الغنائية الأشهر الأمير بدر بن عبدالمحسن وجه ربه الكريم، يتذكره محبوه، ويهمسون في حزن بالغ (وترحل)، فيما يتوقف عاشقو إبداعه الذي ميزته (لغة بيضاء) يستوعبها ويطرب لها، بل ربما يتغنى بها إن طرب، أي عربي من الخليج للمحيط.
من الماء إلى الماء وقف كل العشاق أمس، يتذكرون أن المحاق بداية دورة قمرية جديدة، قبل الهلال، المرحلة التالية لولادة القمر قبل أن ينير (البدر) أو ما يُعرف (بالقمر المُكتمل) الدنيا، مستويًا شديد النصاعة والسطوع، وهذا ما كانه الشاعر الراحل الأمير بدر الذي اقترن اسمه بـ(البدر) شارة تميزه وحده، كيف لا وهو الذي ظل ساطعًا في سماوات الأغنية السعودية، مرتقيًا بها لأسمى المشاعر والصور الفنية الشعرية، المتحررة من سذاجة المباشرة، أو وعورة التكلف والتصنع، متجاوزًا سطحية أفكار الحب من ألم وشجن وتوق وبهجات مضاعفة كان يصبها في كلماته التي لا تشبه أحدًا، مستدعيًا فيها كل ما هو آسر ومحرض على ابتكار قوالب موسيقية، متجاوزة نقلت وهيأت الأغنية السعودية للتحليق عاليًا في أفق الغناء العربي على مدى عقود، متفردًا بصوته، وملوحًا ببصمته في الكلمة والصورة والمعنى.
مهندس الكلمة
صابًا كل ذلك في مسافات من الدهشة والإبهار، ليبقى طيلة كل هذه السنين حفيًا بلقب (البدر)، بعيدًا عن (ميكانيكية) (مهندس الكلمة) اللقب الذي يحيل - بالضرورة - إلى الجمود، وسكون لا يتسق مع الجانب المضيء لـ (البدر) مُواجهًا للأرض التي ما فتئت تصفق له مع كل نص ينجزه ويغنيه مغن، ويا لحظ المغني الذي يمنحه البدر كلماته ليسمو بها. لذلك لم يكن مستغربًا أن يتسابق معظم المغنين والمطربين على الظفر بنص غنائي من كلمات البدر، لأنه حتمًا سيكون بوابة لقلوب الجماهير، التي باتت تمثل معيارية ما لمعادلة حققتها نصوص (البدر) بين انسيابية العميق والسهل/الممتنع ورحابة مجازات الشعر والتجربة الحرفية للإدراك البصري الحسي، متداخلة مع الرؤى غير الكلاسيكية لمفاهيم ومحتوى ما تطرحه الأغنيات من أشواق المحبين وعذابات العشاق وبراءات اللوعة والهوى واحتراقات الفؤاد.. حتى وإن كانت متناهية في المعنى المجازي:
(حبيبي يا حبيبي..
كتبت اسمك على صوتي..
كتبته في جدار الوقت
على لون السما الهادي.. على الوادي
على موتي وميلادي..)..
حين يرحل البدر.. لا يعني ذلك أفولًا للقمر أو انطفاء ضياءات البدر.. فهو قد كتب (ميلادًا) له، يتحقق ويتجدد مع استعادة لبهاء كل نص أبدعه.. فكتب له الخلود.. رحم الله الأمير بدر بن عبدالمحسن.