علي الشريمي

لا صوت يعلو هذه الأيام في الإعلام الرياضي على صوت البيانات الثلاثة لأندية: الاتحاد والأهلي والنصر، التي أعلنت من خلالها رفضها التام تأجيل مباراة الأهلي والهلال في الجولة الـ28 من دوري روشن. اللافت أن لغة بيانات أندية الصندوق كانت لغة حقوقية وهو في نظري يعد تطورًا وتقدمًا يحسب للرياضة السعودية، يتجلى في عبارتها المشتركة «عدالة المنافسة وتكافؤ الفرص».

خطابات الأندية موجهة لرابطة الدوري السعودي للمحترفين وهي المسؤولة الأولى لتنظيم وإدارة مسابقة الدوري السعودي للمحترفين. السؤال هل هذه البيانات مبررة أم لا؟ الجواب نعم لأن المادة الـ9 الفقرة الـ6 من اللائحة التنظيمية هي فقرة فضفاضة وعائمة، ومن خلالها أصدرت البيانات المادة تقول «إنه يجوز لإدارة المسابقات تعديل تاريخ أو توقيت أو مكان إقامة المباراة متى رأت ضرورة ذلك وفقاً لما تقتضيه المصلحة العامة وتماشيًا مع الروزنامات المذكورة». هذه المادة ولأنها ليست محددة بنصوص دقيقة وهي التي تعطي الرابطة حرية القرار والتشخيص للمصلحة التي تراها، وهو في نظري فراغ تشريعي يجب إعادة النظر فيه ضمانًا لحقوق الأندية واللاعبين، هذا أولًا. ثانيًا نجد أن الاتحاد الدولي «الفيفا» عندما أصدر قرارًا يقضي بمنح اللاعبين مدة لا تقل عن 72 ساعة لاستعادة اللياقة بعد كل مباراة، لم تأتِ من فراغ بل استجابة لمطالبات الأندية واللاعبين، إذ تفاعلت معهم وعملوا جميعًا على دراسة المقترحات شملت 543 لاعبًا كرة قدم محترف. وأجريت في الفترة بين فبراير وأبريل 2018. وأكد ثلث اللاعبين الذين شملتهم الدراسة أنهم يلعبون مباريات كثيرة جداً ولا ينالون الراحة الكافية. وعليه.. رابطة الدوري السعودي وهي الجهة المسؤولة عن توفير بيئة آمنة وصحية للاعبين وأنديتهم والجماهير، وتضمن المساواة بين الجميع بحيث تكون فرص اللعب والمشاركة متاحة للجميع من دون تمييز. وهنا لدي عدة ملاحظات في شأن الرابطة وطريقة تعاطيها مع البيانات

1 - الشفافية والعدالة:

الرابطة اكتفت بالتزام الصمت ولم نسمع منها سوى أخبار رياضية من هنا وهناك عن رفض لجنة المسابقات بيان الاتحاد بشأن تأجيله مباراته مع الهلال في نصف نهائي كأس الملك، أما بالنسبة للنقاط الأخرى في تظلمه والبيانات الأخرى لنادي النصر والأهلي فلا شيء يذكر. من الأهمية بمكان أن تتفاعل الرابطة بشكل سريعة مع بيانات أندية الصندوق، كونها الفرق الأهم في المملكة، إذ يسهم ذلك في تعزيز شفافية القرارات وضمان عدم وجود تفضيلات أو تحيز في تعاملها مع الأندية المشاركة.

2 - بناء الثقة:

جمال البيانات هو أهمية إعطاء الأندية الفرصة للتوضيح والاستماع إلى مخاوفهم ومقترحاتهم، وهو ما يعزز الثقة بين الأطراف المعنية، ويسهم في بناء علاقات قوية ومستدامة.

3 - مناقشة النزاعات:

كان بودي أن تستجيب الرابطة سريعا لبيانات الأندية، بحيث تجتمع معهم وتتناقش حول مواجهة البيان بصورة مباشرة وعلني، بحيث يمكن للرابطة والأندية التعاون في إيجاد حلول بناءة وتجنب تفاقم المواقف.

4 - العمل الجماعي:

تعزيز فكرة العمل الجماعي بين الأندية والرابطة، من شأنه أن يسهم في تعزيز صورة الرياضة وتقدمها في المملكة.