تتداول مؤخرًا وسائل التواصل إحصائيات متعلقة بظاهرة تناقص أعداد المواليد في السعودية، التي يعتبرها كثيرون أنها «إنذار مبكر» لاضمحلال أعداد السكان تدريجيًا واختلال التركيبة السكانية، مما يضطرنا مستقبلا للاستعانة بالمزيد من الوافدين لتلبية حاجات التنمية الوطنية للمزيد من الأيدي العاملة.
هناك من يعتقد أن غلاء الأسعار وصعوبة توفير سبل الحياة الكريمة للأطفال سبب رئيس لعزوف كثير من الشباب عن الزواج والإنجاب.
في المقابل هناك من يعتقد أن زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع، جعلهم يفضلون تقليل النسل لأضيق نطاق، كي يحظى الأبناء برعاية واهتمام أكبر. وهناك من يعتقد أن صعوبة الزواج وزيادة تكاليفه أجبرت الشباب على العزوف عن الزواج حتى سن متأخر.
في الواقع، إن تحديد النسل اليوم وقلة معدلاته لا يقتصر على أصحاب الدخل المحدود، فأصحاب الدخل المرتفع أيضًا أصبحوا يتبنون مفهوم العائلة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد أفرادها الطفل أو الطفلين. وبعضهم يؤجل مشروع الزواج وتكوين أسرة لعمر متأخر قد يصل الأربعين.
تناقص عدد المواليد في المملكة غير مرتبط جوهريًا في حقيقة الأمر بغلاء الأسعار أو تكاليف الزواج الصعبة.
إن مشكلة تناقص المواليد مرتبط بنمط حياة المدينة، ومؤشر على ترك الناس لقيم الريف واعتناقهم الكلي لقيم المدينة.
يقول الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو: «وقد يقال إن النساء لا يحملن الأطفال في جميع الأوقات وهذا حق، بيد أن مصيرهن محدد بذلك الهدف. فهذا هو غرض وجودهن، والشذوذ هو حالة نساء المدن اللواتي يرخصن لأنفسهن التقليل من إنجاب الأطفال. ولكن يعوض هذا النقص إخلاص نساء الريف لفطرتهن في الخصوبة ومعيشتهن في حدود الطهارة والبساطة. فيعوضن بذلك عن عقم نساء المدن».
يلوم جان جاك روسو نساء المدن في قضية قلة الإنجاب، وفي الحقيقة هو قرار مشترك بين الزوج والزوجة في المدينة، فالمسؤول الأول عن قلة الإنجاب هو نمط حياة المدينة. فالمدن الحديثة تقوم أساسًا على مبادئ اقتصادات السوق وبالتالي تؤثر مبادئ السوق في الأسر وتبرمج الأزواج على نمط ثقافي واجتماعي يتوافق مع مبادئ وقيم سوق العمل.
كل من يسكن المدينة سوف يتبنى قيم السوق دون وعي منه. لذلك يعقد روسو مقارنة بين نساء الريف ونساء المدينة ليؤكد أن هجرة الناس من الريف إلى المدينة تسببت في هبوط معدلات الإنجاب، وتسببت كذلك في تبني مفهوم الأسرة الصغيرة التي تتكون من الزوج والزوجة واثنين من الأبناء كحد أقصى. فمجتمع المدينة يتجه تدريجيًا نحو المزيد من تقليص عملية الإنجاب لأنه يتماشى مع تقسيم العمل في اقتصادات السوق القائمة على الاستهلاك.
قضية قلة الإنجاب مسؤول عنها كل أفراد مجتمع المدينة، الأغنياء والفقراء على حد سواء، من زاد لديه الوعي أو قل، فعند انتقال الناس من الريف إلى المدينة فهم معرضون لجملة من الإكراهات بسبب عوامل اقتصادية كبرى وشاملة تفرض عليهم أنماطا معينة من العيش والسلوك، يتبنونها دون وعي منهم، مع أنها أحيانا تعاكس طبيعتهم البشرية الراغبة في الإنجاب والتمتع بدفء الأسرة الهانئة، وصخب الأطفال البريء.
الناس معرضون لجملة من الإكراهات بسبب عوامل اقتصادية كبرى وشاملة تفرض عليهم أنماطا معينة من العيش والسلوك، يتبنونها دون وعي منهم
هناك من يعتقد أن غلاء الأسعار وصعوبة توفير سبل الحياة الكريمة للأطفال سبب رئيس لعزوف كثير من الشباب عن الزواج والإنجاب.
في المقابل هناك من يعتقد أن زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع، جعلهم يفضلون تقليل النسل لأضيق نطاق، كي يحظى الأبناء برعاية واهتمام أكبر. وهناك من يعتقد أن صعوبة الزواج وزيادة تكاليفه أجبرت الشباب على العزوف عن الزواج حتى سن متأخر.
في الواقع، إن تحديد النسل اليوم وقلة معدلاته لا يقتصر على أصحاب الدخل المحدود، فأصحاب الدخل المرتفع أيضًا أصبحوا يتبنون مفهوم العائلة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد أفرادها الطفل أو الطفلين. وبعضهم يؤجل مشروع الزواج وتكوين أسرة لعمر متأخر قد يصل الأربعين.
تناقص عدد المواليد في المملكة غير مرتبط جوهريًا في حقيقة الأمر بغلاء الأسعار أو تكاليف الزواج الصعبة.
إن مشكلة تناقص المواليد مرتبط بنمط حياة المدينة، ومؤشر على ترك الناس لقيم الريف واعتناقهم الكلي لقيم المدينة.
يقول الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو: «وقد يقال إن النساء لا يحملن الأطفال في جميع الأوقات وهذا حق، بيد أن مصيرهن محدد بذلك الهدف. فهذا هو غرض وجودهن، والشذوذ هو حالة نساء المدن اللواتي يرخصن لأنفسهن التقليل من إنجاب الأطفال. ولكن يعوض هذا النقص إخلاص نساء الريف لفطرتهن في الخصوبة ومعيشتهن في حدود الطهارة والبساطة. فيعوضن بذلك عن عقم نساء المدن».
يلوم جان جاك روسو نساء المدن في قضية قلة الإنجاب، وفي الحقيقة هو قرار مشترك بين الزوج والزوجة في المدينة، فالمسؤول الأول عن قلة الإنجاب هو نمط حياة المدينة. فالمدن الحديثة تقوم أساسًا على مبادئ اقتصادات السوق وبالتالي تؤثر مبادئ السوق في الأسر وتبرمج الأزواج على نمط ثقافي واجتماعي يتوافق مع مبادئ وقيم سوق العمل.
كل من يسكن المدينة سوف يتبنى قيم السوق دون وعي منه. لذلك يعقد روسو مقارنة بين نساء الريف ونساء المدينة ليؤكد أن هجرة الناس من الريف إلى المدينة تسببت في هبوط معدلات الإنجاب، وتسببت كذلك في تبني مفهوم الأسرة الصغيرة التي تتكون من الزوج والزوجة واثنين من الأبناء كحد أقصى. فمجتمع المدينة يتجه تدريجيًا نحو المزيد من تقليص عملية الإنجاب لأنه يتماشى مع تقسيم العمل في اقتصادات السوق القائمة على الاستهلاك.
قضية قلة الإنجاب مسؤول عنها كل أفراد مجتمع المدينة، الأغنياء والفقراء على حد سواء، من زاد لديه الوعي أو قل، فعند انتقال الناس من الريف إلى المدينة فهم معرضون لجملة من الإكراهات بسبب عوامل اقتصادية كبرى وشاملة تفرض عليهم أنماطا معينة من العيش والسلوك، يتبنونها دون وعي منهم، مع أنها أحيانا تعاكس طبيعتهم البشرية الراغبة في الإنجاب والتمتع بدفء الأسرة الهانئة، وصخب الأطفال البريء.
الناس معرضون لجملة من الإكراهات بسبب عوامل اقتصادية كبرى وشاملة تفرض عليهم أنماطا معينة من العيش والسلوك، يتبنونها دون وعي منهم