ارتبطت الفلسفة اليونانية ومنذ قديم الزمن، بالشعائر الدينية والأسطورة، ومن ثم بنوع من الاعتقاد، وكل نتاج الفلاسفة اليونان لم يخلو بشكل أو بآخر برغبة في فهم معتقداتهم الدينية ومحاولة تفسيرها. ومن الخطأ الكبير تصوير نشاطهم الفلسفي وكأنه خال تماما من أي معتقد ديني أو تقديمه بصورة النشاط العقلي الخالص أو المشترك الإنساني المحايد.
وعند الاطلاع على فلسفة سقراط أو أفلاطون أو أرسطو في الفلسفة اليونانية القديمة أو حتى ديكارت وسبينوزا وكانط في الفلسفة الحديثة، فإنك تقرأ بين السطور معتقداتهم ودوافعهم الدينية.
كان التساؤل عن أصل العالم ونشأة الكون حاضرا وبقوة عند كل الشعوب، يمثل في حقيقته خطابهم الديني ومحاولة تأويلهم للكتب السماوية التي شاعت في عصرهم.
يحضر السلوك الفلسفي لتلبية حاجات دينية عند الشعوب من أجل فهم العلل الأولى التي تدبر الكون. لذا نستطيع القول أن البحث في مسألة نشأة العالم والعلل الأولى كانت القضية الأساسية التي ناقشتها الفلسفة اليونانية انطلاقًا من معتقداتهم الدينية، فكانت نظرية الفيض الإلهي هي إحدى نتائج الفقه اليوناني (الفلسفة اليونانية) لفهم شعائرهم الدينية.
نظرية الفيض وغيرها من النظريات والأفكار التي حاولت تفسير نشأة الكون عندما دخلت المجتمع الإسلامي أصبح يطلق عليها (الفلسفة الإسلامية) ومن يعتقدون بها (الفلاسفة المسلمين) بمعنى أن الحديث عن المعتقدات اليونانية في تفسير نشأة الكون وربطها بالدين الإسلامي يعني أنها تتوافق مع وجهة نظر القرآن الكريم بصفته المرجع الأول في الدين الإسلامي.
وهذا بطبيعة الحال لا يقبله عقل, فنظرية الفيض لا يمكن بأي حال من الأحوال التوفيق بينها وبين التعاليم الإسلامية.
لذا القول بوجود فلسفة إسلامية يحتاج لإعادة نظر، كون الفلسفة الإسلامية ترمز بشكل أو بآخر للمعتقدات اليونانية حول نشأة الكون التي دخلت المجتمع الإسلامية.
يقول المفكر المغربي محمد الجابري حول هذه القضية: «إن أخلاق هذه الموروثات، أو نظم القيم فيها، قد انتقلت إلى الثقافة العربية كما كانت مبنية في مصدرها، وبالتالي فالعلاقة بينها وبين الإسلام لم تكن على مستوى البناء بل على مستوى التساكن أو التعايش أو التوفيق وأحيانًا الاحتواء المتبادل.
وفي جميع الأحوال فهي لم تشيد أول مرة انطلاقًا من القرآن والسنة حتى تكون إسلامية خالصة».
تناول فلاسفة اليونان بشكل أساسي مسألة نشأة الكون، وانتقلت معتقداتهم الدينية حول هذه القضية للمجتمع الإسلامي وأثرت فيه، وتعرضت للمقاومة كونها تتضارب جملة وتفصيلا مع المفاهيم الإسلامية حول نشأة الكون.
والقول بأن هناك «فلسفة إسلامية» يعني أن معتقدات الشعوب اليونانية حول نشأة الكون يمكن التوفيق بينها وبين النظرة الإسلامية.
والمطلع على معتقدات الفلاسفة اليونان حول هذه القضية يدرك جيدا استحالة التوفيق بينهما، وبالتالي القول بوجود فلسفة إسلامية قول غير دقيق ولا يستند على أساس قوي.
ولهذا عاشت المعتقدات اليونانية حالة صراع داخل المجتمعات العربية كونها تتضارب مع تعاليم الدين الإسلامي وقيمه.
الفلسفة اليونانية من المستحيل أسلمتها، فالمرجعية واللغة مختلفتان ووجهات النظر متباينة، والفلسفة اليونانية يقابلها الفقه الإسلامي وكلاهما ينطلق من مرجعية مختلفة، ومن الصعب إيجاد أرض مشتركة بينهما دون الإخلال بالجوهر الذي يحكمهما، وهذا يعني أن الفلسفة الإسلامية في الحقيقة ليست إلا محض أسطورة.
وعند الاطلاع على فلسفة سقراط أو أفلاطون أو أرسطو في الفلسفة اليونانية القديمة أو حتى ديكارت وسبينوزا وكانط في الفلسفة الحديثة، فإنك تقرأ بين السطور معتقداتهم ودوافعهم الدينية.
كان التساؤل عن أصل العالم ونشأة الكون حاضرا وبقوة عند كل الشعوب، يمثل في حقيقته خطابهم الديني ومحاولة تأويلهم للكتب السماوية التي شاعت في عصرهم.
يحضر السلوك الفلسفي لتلبية حاجات دينية عند الشعوب من أجل فهم العلل الأولى التي تدبر الكون. لذا نستطيع القول أن البحث في مسألة نشأة العالم والعلل الأولى كانت القضية الأساسية التي ناقشتها الفلسفة اليونانية انطلاقًا من معتقداتهم الدينية، فكانت نظرية الفيض الإلهي هي إحدى نتائج الفقه اليوناني (الفلسفة اليونانية) لفهم شعائرهم الدينية.
نظرية الفيض وغيرها من النظريات والأفكار التي حاولت تفسير نشأة الكون عندما دخلت المجتمع الإسلامي أصبح يطلق عليها (الفلسفة الإسلامية) ومن يعتقدون بها (الفلاسفة المسلمين) بمعنى أن الحديث عن المعتقدات اليونانية في تفسير نشأة الكون وربطها بالدين الإسلامي يعني أنها تتوافق مع وجهة نظر القرآن الكريم بصفته المرجع الأول في الدين الإسلامي.
وهذا بطبيعة الحال لا يقبله عقل, فنظرية الفيض لا يمكن بأي حال من الأحوال التوفيق بينها وبين التعاليم الإسلامية.
لذا القول بوجود فلسفة إسلامية يحتاج لإعادة نظر، كون الفلسفة الإسلامية ترمز بشكل أو بآخر للمعتقدات اليونانية حول نشأة الكون التي دخلت المجتمع الإسلامية.
يقول المفكر المغربي محمد الجابري حول هذه القضية: «إن أخلاق هذه الموروثات، أو نظم القيم فيها، قد انتقلت إلى الثقافة العربية كما كانت مبنية في مصدرها، وبالتالي فالعلاقة بينها وبين الإسلام لم تكن على مستوى البناء بل على مستوى التساكن أو التعايش أو التوفيق وأحيانًا الاحتواء المتبادل.
وفي جميع الأحوال فهي لم تشيد أول مرة انطلاقًا من القرآن والسنة حتى تكون إسلامية خالصة».
تناول فلاسفة اليونان بشكل أساسي مسألة نشأة الكون، وانتقلت معتقداتهم الدينية حول هذه القضية للمجتمع الإسلامي وأثرت فيه، وتعرضت للمقاومة كونها تتضارب جملة وتفصيلا مع المفاهيم الإسلامية حول نشأة الكون.
والقول بأن هناك «فلسفة إسلامية» يعني أن معتقدات الشعوب اليونانية حول نشأة الكون يمكن التوفيق بينها وبين النظرة الإسلامية.
والمطلع على معتقدات الفلاسفة اليونان حول هذه القضية يدرك جيدا استحالة التوفيق بينهما، وبالتالي القول بوجود فلسفة إسلامية قول غير دقيق ولا يستند على أساس قوي.
ولهذا عاشت المعتقدات اليونانية حالة صراع داخل المجتمعات العربية كونها تتضارب مع تعاليم الدين الإسلامي وقيمه.
الفلسفة اليونانية من المستحيل أسلمتها، فالمرجعية واللغة مختلفتان ووجهات النظر متباينة، والفلسفة اليونانية يقابلها الفقه الإسلامي وكلاهما ينطلق من مرجعية مختلفة، ومن الصعب إيجاد أرض مشتركة بينهما دون الإخلال بالجوهر الذي يحكمهما، وهذا يعني أن الفلسفة الإسلامية في الحقيقة ليست إلا محض أسطورة.