يستنكر المتشددون مواسم الترفيه السعودية متذرعين بالحرص على فضيلة المجتمع وقدسية البلاد، وكعادتهم فهم لا يحملون على الفرح ضغينة إلا عندما نعيشه نحن في بلادنا وحجتهم الدائمة أن ما يعد مرحا بريئا في كل العالم هو ذنب لا يغتفر في البلاد التي تضم الحرمين الشريفين. ولكن هل لهذا القول تأصيل شرعي أم هو صورة ذهنية ترسخت في أذهان البعض وأصبح يكرره من دون وعي؟
وحتى نكون رأيا شرعيا صحيحا، ينبغي علينا مراجعة أحكام الحل والحرم، كما وردت في الفقه الإسلامي، وليس آراء مرتادي شبكات التواصل الاجتماعي.
ومن يقرأ في أحكام الحرم يجد بوضوح أن فقهاء الأمة من أولهم لآخرهم لم يضمنوها أحكاما خاصة بمظاهر الفرح واللهو. فأحكام الحرمين على اختلافات الفقهاء في تفاصيلها تمحورت بشكل عام، إما حول الأحكام التعبدية كالإحرام والصلاة والذبح أو القتال والحدود أو اللقطة أو الصيد أو أخذ شيء مما تنبت الأرض، ونحو ذلك. بل ويعلم كل قارئ للتاريخ الثقافي الحجازي مدى انتشار فنون الشعر والغناء وتطور آلات الموسيقى في صدر الإسلام، وتذكر المراجع التاريخية عددا غير قليل من المغنين والقينات في مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما يذكر التاريخ أن أول صالون ثقافي أدبي كان في المدينة المنورة، حيث كانت السيدة سكينة بنت الحسين تستضيف فيه الشعراء والفقهاء والروايات في هذا المجال كثيرة.
فمن أين جاءت فكرة تحريم الاحتفال والترفيه والمظاهر الثقافية في أرض الحرمين، هل يوحى للقوم دين جديد فهم يبشرون به، أم أن هذا التباكي هو جزء من صورة أكبر لمشروع مضاد للتنوع الاقتصادي الذي بدأت السعودية تجني ثماره؟
ختاما أقول للمرجفين أصحاب النوايا السيئة، لقد تجاوز السعوديون خطابكم بسنوات ضوئية، ومحاولات العودة بالمجتمع لحالة الخوف لن تفلح.
أما لأصحاب النوايا الحسنة، فأقول السعودية ليست معبدا كبيرا، والسعوديون ليسوا رهبانا، نحن مجتمع بشري طبيعي يخطئ ويصيب والمجتمعات المتحضرة تعالج أخطاء أفرادها بالقانون وليس بالترهيب والحشد وتثبيط الهمم، كما أن استثمار الدولة لجميع إمكاناتها ومواردها المستدامة ومن ضمنها الترفيه والسياحة ليس رفاهية، بل هو واجب ومسؤولية تتحملها الحكومة تجاه الأجيال القادمة، وأن دعم نمو الاقتصاد غير النفطي هو قلب الرؤية النابض وبوصلتها نحو المستقبل، واليوم نحن نتقدم ونحن أفضل من أي وقت مضى فاطمئنوا وكونوا في المكان المناسب لتشاهدوا بوضوح شروق الشمس السعودية على كوكب الأرض.
وحتى نكون رأيا شرعيا صحيحا، ينبغي علينا مراجعة أحكام الحل والحرم، كما وردت في الفقه الإسلامي، وليس آراء مرتادي شبكات التواصل الاجتماعي.
ومن يقرأ في أحكام الحرم يجد بوضوح أن فقهاء الأمة من أولهم لآخرهم لم يضمنوها أحكاما خاصة بمظاهر الفرح واللهو. فأحكام الحرمين على اختلافات الفقهاء في تفاصيلها تمحورت بشكل عام، إما حول الأحكام التعبدية كالإحرام والصلاة والذبح أو القتال والحدود أو اللقطة أو الصيد أو أخذ شيء مما تنبت الأرض، ونحو ذلك. بل ويعلم كل قارئ للتاريخ الثقافي الحجازي مدى انتشار فنون الشعر والغناء وتطور آلات الموسيقى في صدر الإسلام، وتذكر المراجع التاريخية عددا غير قليل من المغنين والقينات في مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما يذكر التاريخ أن أول صالون ثقافي أدبي كان في المدينة المنورة، حيث كانت السيدة سكينة بنت الحسين تستضيف فيه الشعراء والفقهاء والروايات في هذا المجال كثيرة.
فمن أين جاءت فكرة تحريم الاحتفال والترفيه والمظاهر الثقافية في أرض الحرمين، هل يوحى للقوم دين جديد فهم يبشرون به، أم أن هذا التباكي هو جزء من صورة أكبر لمشروع مضاد للتنوع الاقتصادي الذي بدأت السعودية تجني ثماره؟
ختاما أقول للمرجفين أصحاب النوايا السيئة، لقد تجاوز السعوديون خطابكم بسنوات ضوئية، ومحاولات العودة بالمجتمع لحالة الخوف لن تفلح.
أما لأصحاب النوايا الحسنة، فأقول السعودية ليست معبدا كبيرا، والسعوديون ليسوا رهبانا، نحن مجتمع بشري طبيعي يخطئ ويصيب والمجتمعات المتحضرة تعالج أخطاء أفرادها بالقانون وليس بالترهيب والحشد وتثبيط الهمم، كما أن استثمار الدولة لجميع إمكاناتها ومواردها المستدامة ومن ضمنها الترفيه والسياحة ليس رفاهية، بل هو واجب ومسؤولية تتحملها الحكومة تجاه الأجيال القادمة، وأن دعم نمو الاقتصاد غير النفطي هو قلب الرؤية النابض وبوصلتها نحو المستقبل، واليوم نحن نتقدم ونحن أفضل من أي وقت مضى فاطمئنوا وكونوا في المكان المناسب لتشاهدوا بوضوح شروق الشمس السعودية على كوكب الأرض.