حضرة الأديب الكبير الأستاذ الطيب صالح،
في رسالتك إليّ تدعوني إلى نشر لقاءاتي مع أبي الطيب وتزكي هذه اللقاءات والهذيان الصوتي، فشكراً على إحسانك الظن بهذيان خرج من القلق وانطرح على الورق بعد أن خرج من فم البيت الذاتي والنفس القلقة بمثل هذا الصدى.
أتصور أيها الصديق، أن شعر أبي الطيب وقصائده ومن أتى بعده أو قبله أخلقهم في ذهن هذا العصر ورؤيته قصائد لشعراء لا يزنون القافية بموازين الجار والمجرور، ولا يضربونها بالعصا مثلما يضرب زيد عمرو، ولكنهم يلقون قصائدهم سفنا في الفضاء وسفنا على جبين هذه الصخرة، أداروا رحى ثقيلة على كل شيء ورثه الإنسان.
أداروها ودققوا الطحن فبارت رحى عمرو بن كلثوم..!
وهانت على اليد التي أدارتها !!
أخفق مقياس الإنسان لنفسه ومستقبله، يمشي مشيا حثيثاً في سرعة الضوء ولا يدري أن العجلة من الشيطان، أأخشى عليه غيلان الطريق؟
صور تضجر في الفضاء الإنساني، وهو غافل عن أن يراها، مشغول بشؤون الساعة التي تدنو عقاربها من أذان العصر وآخر النهار.
صديقي:
لا أعرف كيف جنحت بي سفينتي في ضباب النفس وغيومها فسارت إليك على هذه الشاكلة.
فمعبر في الصحراء لجمال أثقلت ظهورها أحمال لم تزنها على ظهورها يد رحيمة تساويها عندي في معبر النفس أحمال من الهموم والأحزان والمعاناة، لم تزنها عندي مواريثي ولا تجربتي ولا فهمي ووعيي للبعيد مني والقريب.
رسالتي هذه إليك معبر خلجانه وشطآنه تعاريج وتضاريس حادة.
فمثل هذه الرسالة يوم يهديها القدر إلى المعبر تسرع إليه فرحة به وخجلة من عجلتها وضيق صدرها، فإذا جاءتك من صديق رآك من بعيد فمشى إليه دون أن يخشى البعيد، فظني أنها لن تعود إليّ، فبيتك بيت مضياف ستأخذ مكانها فيه ضنينة بأن تكون ضيفة على أحد سواك.
وقبل أن أودعها وأمنحها حرية السير إليك، اسمح لي أن أعترضك في شكرك لي وشعوري نحوي، فليس لي فضل في شيء.
الفضل لمن سعى وأتى واستجاب ولم يتردد.
وهذا هو الطيب صالح، لا شيء يساوي عندي تلك اللحظات القصيرة التي تقابلنا فيها على صخرة الوادي الزمني، نسأل الصخرة والوادي من مر بك؟ من رأيت؟ من أناخ جمله في ظل الصخرة ثم رحل؟
تساءلنا كثيرا مثلما تساءل أبو الطيب، ثم افترقنا، مثلما افترق السؤال عن الجواب. فهل من لقاء؟
هذا هو السؤال والجواب عنه عند الطيب صالح.
وختاما تقبل تحياتي.
في رسالتك إليّ تدعوني إلى نشر لقاءاتي مع أبي الطيب وتزكي هذه اللقاءات والهذيان الصوتي، فشكراً على إحسانك الظن بهذيان خرج من القلق وانطرح على الورق بعد أن خرج من فم البيت الذاتي والنفس القلقة بمثل هذا الصدى.
أتصور أيها الصديق، أن شعر أبي الطيب وقصائده ومن أتى بعده أو قبله أخلقهم في ذهن هذا العصر ورؤيته قصائد لشعراء لا يزنون القافية بموازين الجار والمجرور، ولا يضربونها بالعصا مثلما يضرب زيد عمرو، ولكنهم يلقون قصائدهم سفنا في الفضاء وسفنا على جبين هذه الصخرة، أداروا رحى ثقيلة على كل شيء ورثه الإنسان.
أداروها ودققوا الطحن فبارت رحى عمرو بن كلثوم..!
وهانت على اليد التي أدارتها !!
أخفق مقياس الإنسان لنفسه ومستقبله، يمشي مشيا حثيثاً في سرعة الضوء ولا يدري أن العجلة من الشيطان، أأخشى عليه غيلان الطريق؟
صور تضجر في الفضاء الإنساني، وهو غافل عن أن يراها، مشغول بشؤون الساعة التي تدنو عقاربها من أذان العصر وآخر النهار.
صديقي:
لا أعرف كيف جنحت بي سفينتي في ضباب النفس وغيومها فسارت إليك على هذه الشاكلة.
فمعبر في الصحراء لجمال أثقلت ظهورها أحمال لم تزنها على ظهورها يد رحيمة تساويها عندي في معبر النفس أحمال من الهموم والأحزان والمعاناة، لم تزنها عندي مواريثي ولا تجربتي ولا فهمي ووعيي للبعيد مني والقريب.
رسالتي هذه إليك معبر خلجانه وشطآنه تعاريج وتضاريس حادة.
فمثل هذه الرسالة يوم يهديها القدر إلى المعبر تسرع إليه فرحة به وخجلة من عجلتها وضيق صدرها، فإذا جاءتك من صديق رآك من بعيد فمشى إليه دون أن يخشى البعيد، فظني أنها لن تعود إليّ، فبيتك بيت مضياف ستأخذ مكانها فيه ضنينة بأن تكون ضيفة على أحد سواك.
وقبل أن أودعها وأمنحها حرية السير إليك، اسمح لي أن أعترضك في شكرك لي وشعوري نحوي، فليس لي فضل في شيء.
الفضل لمن سعى وأتى واستجاب ولم يتردد.
وهذا هو الطيب صالح، لا شيء يساوي عندي تلك اللحظات القصيرة التي تقابلنا فيها على صخرة الوادي الزمني، نسأل الصخرة والوادي من مر بك؟ من رأيت؟ من أناخ جمله في ظل الصخرة ثم رحل؟
تساءلنا كثيرا مثلما تساءل أبو الطيب، ثم افترقنا، مثلما افترق السؤال عن الجواب. فهل من لقاء؟
هذا هو السؤال والجواب عنه عند الطيب صالح.
وختاما تقبل تحياتي.