نفاد كامل
وحذر برنامج الغذاء العالمي من أن مخزونه الحالي في غزة قد لا يكفي لتشغيل المخابز والمطابخ لأكثر من أسبوعين، ما قد يضطره إلى تقليص الحصص الغذائية لتلبية احتياجات أكبر عدد ممكن من السكان. ومن جهتها، أكدت منظمة اليونيسف أن العاملين في المجال الإنساني يحاولون تقييم ما تبقى لديهم من إمدادات وكيفية استخدامها بأقصى كفاءة، محذرة من «نتائج كارثية» إذا لم يتم استئناف تدفق المساعدات فورًا.
وكارل بيكر، منسق الأزمات الإقليمي في المنظمة الدولية للهجرة، كشف أن المنظمة تحتفظ بـ22.500 خيمة في مستودعاتها في الأردن، بعد أن اضطرت شاحناتها للعودة دون تسليم حمولتها نتيجة القيود الإسرائيلية.
المساعدات الطبية
وأما منظمة المساعدات الطبية للفلسطينيين، فقد أكدت أن شاحناتها المحملة بالأدوية والمعدات الطبية لا تزال عالقة عند المعابر، في وقت يتفاقم فيه نقص الأدوية داخل القطاع. وقالت المتحدثة باسم المنظمة، تيس بوب، إنهم يملكون كميات محدودة من الأدوية الاحتياطية، لكن «ليس لدينا مخزون كافٍ لمواصلة العمل في حال طال أمد الحصار».

ارتفاع الأسعار
وأدى قطع إسرائيل للإمدادات الإنسانية إلى قفزة غير مسبوقة في أسعار السلع الأساسية، ما زاد من معاناة سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، والذين يعتمدون بالكامل على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
وقد ارتفعت أسعار الدقيق والخضروات بشكل ملحوظ، في حين تضاعفت أسعار الوقود وغاز الطهي، ما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة في ظل تدهور الظروف المعيشية.
وقال أحد المواطنين في سوق غزة: «التجار يذبحوننا، الأسعار تتضاعف بين ساعة وأخرى، فمثلاً السكر الذي كان بـ5 شيكل صباحًا، أصبح الآن 10 شيكل». وفي مدينة دير البلح، قفز سعر كيلو الدجاج من 21 إلى 50 شيكل، بينما بلغ سعر أسطوانة غاز الطهي 1480 شيكل، مقارنة بـ90 شيكل سابقًا.
الضغط السياسي
وتقول إسرائيل إن تشديد الحصار يهدف إلى دفع حركة حماس للموافقة على مقترحات وقف إطلاق النار، وهو ما أكده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال إنه «مستعد لتشديد الضغوط، ولن يستبعد قطع الكهرباء بالكامل عن غزة إذا لم تستجب حماس». وقد وصفت منظمات حقوق الإنسان هذه السياسة بأنها «تجويع متعمد»، محذرة من أن استمرار الحصار يهدد بانهيار كامل للأنظمة التي تبقي السكان على قيد الحياة، مثل المستشفيات، ومضخات المياه، والمخابز، والاتصالات.
تكرار السيناريو
وفي أكتوبر 2023، قطعت إسرائيل جميع المساعدات عن غزة لمدة أسبوعين عقب هجوم حماس، ما أدى إلى واحدة من أشد فترات القصف الإسرائيلي على القطاع، وأثار اتهامات دولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. واليوم، يخشى الفلسطينيون من أن تتكرر تلك الفترة، مع تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق. نداءات عاجلة
ووسط هذا الوضع المتدهور، تجددت الدعوات الدولية لإسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية فورًا لمنع وقوع كارثة غير مسبوقة. وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من أن التأخير في إدخال المساعدات قد يؤدي إلى انهيار شامل للقطاع الصحي والخدمي، ما سيعرض أرواح آلاف المدنيين للخطر خلال الأيام المقبلة.
ومع استمرار الأزمة، يترقب سكان غزة والعاملون في المجال الإنساني ما ستؤول إليه الأوضاع، في ظل غياب أي مؤشرات على انفراج قريب.

أبرز الأضرار الناتجة عن وقف المساعدات ومنعها في غزة:
1. ارتفاع الأسعار الحاد، حيث تضاعفت أسعار السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود وغاز الطهي، مما زاد من معاناة السكان
2. نقص حاد في الغذاء، إذ قد ينفد مخزون برنامج الغذاء العالمي خلال أقل من أسبوعين، مما يهدد بتفاقم الجوع
3. أزمة وقود خانقة تهدد بإيقاف تشغيل المستشفيات، ومضخات المياه، والمخابز، والاتصالات
4. تفاقم الوضع الصحي بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية، مع وجود شاحنات إغاثية عالقة خارج القطاع
5. تدهور أوضاع النازحين مع نقص حاد في الخيام ومواد الإيواء، مما أدى إلى وفاة أطفال بسبب البرد
6. انهيار الخدمات الأساسية مع توقف بعض المستشفيات والمرافق الحيوية نتيجة نقص الموارد
7. خطر مجاعة كارثية، حيث تحذر الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة في حال استمرار الحصار