أهمية التحركات السعودية
وتعكس المناورات الدبلوماسية التي تقوم بها المملكة طموحاتها في تأكيد وجودها على المستوى العالمي مع تأمين مصالحها الجيوسياسية. ومن الممكن أن يعزز دعمها للسلام المتفاوض عليه في أوكرانيا نفوذها لدى واشنطن وموسكو، في حين تؤكد قيادتها في غزة على سلطتها الإقليمية.
ويعكس اختيار المملكة لاستضافة القمة التي تجمع الرئيسين الأمريكي والروسي مكانة المملكة ودورها القيادي على المستوى الدولي، وحرص قيادات الدول الكبرى على تعزيز التواصل مع القيادة والتنسيق معها حيال إيجاد حلول للأزمات والتحديات الدولية.
دور سعودي في المحادثات الروسية الأوكرانية
قالت السعودية، الجمعة، إنها رحبت بمكالمة هاتفية جرت مؤخرا بين ترمب وبوتن، مشيرة إلى استعدادها للتوسط في المناقشات لإنهاء الحرب الأوكرانية المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وأكدت المملكة التزامها الراسخ بجهود السلام، مذكّرة باللقاءات السابقة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع كل من بوتن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ويعد ولي العهد أحد القلائل من القادة العالميين الذين يتمتعون بعلاقة وثيقة مع كل من ترمب وبوتين، في حين يرى معظم رؤساء الدول العربية أنه أمر بالغ الأهمية للتعامل مع واشنطن التي أصبحت أكثر تقلبًا.
مقترح مضاد لخطة ترمب
وفي الوقت نفسه، تقود السعودية الجهود الرامية إلى التوصل إلى بديل لرؤية ترامب بشأن غزة، والتي تتضمن نقل الفلسطينيين إلى الأردن ومصر. وتعمل المملكة، إلى جانب مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، على وضع إطار من شأنه ضمان بقاء الدولة الفلسطينية على الطاولة.
ويقترح أحد المكونات الرئيسية للخطة الناشئة، التي تقودها مصر، تشكيل لجنة وطنية فلسطينية للإشراف على إدارة غزة، بدعم من جهود إعادة الإعمار المدعومة من دول الخليج.
وتقول نيجار مرتضوي، من مركز السياسة الدولية لمجلة «نيوزويك» الأمريكية: «تعكس الدبلوماسية السعودية الأخيرة نضجًا متزايدًا من الرياض لم نشهده خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترمب. يبدو أن المملكة قد انتقلت من نهج السياسة الخارجية غير الواقعي تجاه المنطقة، ويبدو أنها بدلاً من ذلك تستخدم نفوذها وتتبنى الدبلوماسية كأداة للاستقرار الإقليمي والتأثير الاستراتيجي».
ماذا سيحدث بعد ذلك
ومن المتوقع أن تقدم المملكة العربية السعودية مقترحها بشأن غزة في القمة العربية المقبلة في 27 فبراير، سعيًا إلى التوصل إلى إجماع إقليمي قبل التعامل مع واشنطن.
وفي الوقت نفسه، ستستمر الجهود الدبلوماسية التي تبذلها المملكة بشأن أوكرانيا، حيث تؤمن الرياض بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل جميع الأزمات الدولية ومنها الأوكرانية.