تعمل مكالمات زووم المستمرة وقوقل ميتز على تغيير جذري في الطريقة التي ينظر بها الأفراد إلى مظهر وجوههم.

وتُظهِر دراسة جديدة أن الناس لا يقضون وقتًا أطول في التحديق في انعكاساتهم الرقمية مقارنة بالمتحدث الفعلي فحسب، بل إنهم يجدون أنفسهم أكثر ميلًا إلى التفكير في الإجراءات التجميلية نتيجة لذلك، وذلك بفضل الفلاتر التي تعمل على تحسين المظهر.

نشرت الدراسة التي تقرر ذلك في مجلة «الأمراض الجلدية السريرية والتجميلية»، وتقدم الظاهرة التي يطلق عليها «تشوهات مؤتمرات الفيديو».


يقول باحثون من مؤسسات طبية متعددة، بما في ذلك كلية الطب بجامعة هارفارد وجامعة بوسطن، إنها ظهرت بشكل بارز أثناء جائحة كوفيد-19 ولكنها لا تزال تؤثر على تصور الذات وقرارات جراحة التجميل حتى مع دمج الاتصال الافتراضي بشكل دائم في الحياة اليومية.

تشير نتائج استطلاع رأي شمل أكثر من 500 مشارك إلى أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الأفراد في تحليل مظهرهم أثناء مكالمات الفيديو، زاد احتمال تفكيرهم في الإجراءات التجميلية.

وكما هو الحال مع التحديق في المرآة لفترات طويلة، فإن قضاء ساعات في مكالمات الفيديو قد خلق شكلًا جديدًا من التدقيق الذاتي. وتعمل ميزات المنصة مثل مرشحات «تحسين مظهري»، التي توفر تأثيرًا مُعدلًا، على تضخيم هذا التأثير من خلال تقديم نسخة مثالية من أنفسهم للمستخدمين.

صور مفلترة

تقول الدكتورة نيلام فاشي، مديرة كلية الطب تشوبانيان وأفيديسيان بجامعة بوسطن: «تتشابه هذه الظاهرة مع «تشوهات سناب شات»، حيث يسعى الناس إلى إجراء تغييرات جراحية لتكرار صورهم المفلترة. ويتردد صدى هذا لدى عدد من الأشخاص الذين بدأوا، من خلال مؤتمرات الفيديو، في فحص مظهرهم عن كثب أكثر من أي وقت مضى، مما أدى إلى زيادة الطلب على الإجراءات التجميلية».

وتُظهِر نتائج الاستطلاع أن ما يقرب من 89% من المشاركين استخدموا منصات مؤتمرات الفيديو أكثر من 3 أيام في الأسبوع. ولعل الأمر الأكثر دلالة هو أن 68% أفادوا باستخدام مرشحات تحسين المظهر أكثر من نصف الوقت أثناء مكالماتهم. واعترف ثلثا المشاركين بالتركيز على صورتهم الشخصية أكثر من التركيز على المتحدث أو المادة المقدمة أثناء اجتماعات الفيديو.

كانت التركيبة السكانية للمشاركين في الدراسة منحرفة إلى أصغر سنًا، حيث كان 80% منهم تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عامًا. وشكلت النساء 68% من المشاركين، وأظهرت المجموعة تنوعًا عرقيًا كبيرًا، حيث حدد 58% منهم أنفسهم بأنهم من غير البيض. وكان معظم المشاركين متعلمين جيدًا، حيث حصل 89% منهم على درجات جامعية أو أعلى، وأفاد أكثر من نصفهم بمداخيل سنوية تتجاوز الـ50 ألف دولار.

ارتباطات قوية

كشف التحليل الإحصائي عن وجود ارتباطات قوية بين سلوكيات مؤتمرات الفيديو والمواقف تجاه الإجراءات التجميلية. فقد أشار ما يقرب من 56% من المشاركين إلى أن تجربة مؤتمرات الفيديو أثرت على رغبتهم في التدخلات التجميلية. وعلى نحو مماثل، أفاد 58% منهم أن استخدام المرشحات التي تعمل على تحسين المظهر أثرت على اهتمامهم بهذه الإجراءات.

كان الأمر الأكثر لفتًا للانتباه هو الارتباط بين سلوك مشاهدة الذات والاهتمام بإجراءات التجميل. ومن بين أولئك الذين يشاهدون أنفسهم بشكل متكرر أثناء مكالمات الفيديو، أعرب أكثر من 80% عن اهتمامهم بالعلاجات التجميلية. وشملت الإجراءات الشائعة قيد الدراسة التقشير الكيميائي وتقليل الدهون والعلاجات بالليزر وإعادة البناء الجراحي والحشو الجلدي ومنظمات الأعصاب مثل البوتوكس.

تأثير معاكس

من المثير للاهتمام أن ارتداء الكمامات أثناء الجائحة بدا وكأنه كان له تأثير معاكس. فمن بين الأشخاص الذين يشاهدون أنفسهم بشكل متكرر، أفاد ما يقرب من 69% منهم بتحسن احترام الذات أثناء ارتداء الكمامات، وأشار 67% منهم إلى أن استخدام الكمامات قلل من رغبتهم في الإجراءات التجميلية.

وقد برز الوضع المالي كمؤشر مهم لاستخدام المرشحات، حيث كان الأفراد من ذوي الدخل المرتفع أكثر عرضة بمقدار الضعف لاستخدام الميزات التي تعزز المظهر أثناء مكالمات الفيديو. إضافة إلى ذلك، أظهر أولئك الذين حصلوا على تعليم جامعي معدلات أعلى لاستخدام مؤتمرات الفيديو بشكل عام.

التركيز المتزايد

أعرب الباحثون عن قلقهم بشكل خاص بشأن كيف يمكن أن يؤدي التركيز المتزايد على المظهر أثناء مؤتمرات الفيديو إلى تفاقم مشكلات أو اضطرابات صورة الجسم، وخاصة اضطراب تشوه الجسم (BDD).

يوضح الدكتور فاشي «في المستقبل، قد يؤدي هذا إلى مزيد من التدخلات التي تركز على الرفاهية النفسية إلى جانب العلاجات التجميلية، وقد يؤثر على كيفية تشخيص اضطراب تشوه الجسم أو علاجه، خاصة في الحالات التي ينشغل فيها المرضى بملامح الوجه التي يتم تسليط الضوء عليها أثناء مكالمات الفيديو».

مع استمرار الاتصالات الافتراضية في تشكيل بيئة العمل والتفاعلات الاجتماعية الحديثة، أصبح فهم هذه الأنماط النفسية الناشئة أكثر أهمية بالنسبة لمقدمي الرعاية الصحية.

تشير الأبحاث إلى أن معالجة الجوانب الجمالية والنفسية لمخاوف المظهر المرتبطة بمؤتمرات الفيديو ستكون حاسمة لضمان نتائج العلاج المناسبة.

500 مشارك

%89 منهم استخدموا منصات مؤتمرات الفيديو أكثر من 3 أيام في الأسبوع

%68 منهم أفادوا باستخدام مرشحات تحسين المظهر أكثر من نصف وقت مكالماتهم

%80 منهم تراوحت أعمارهم بين 18 و39 عاما

%68 من المشاركات هن نساء

%89 من المشاركين حاصلين على درجات جامعية أو أعلى

%50 وأكثر منهم دخلهم السنوي يتخطى الـ50 ألف دولار

%56 من المشاركين أقروا بأن مكالمات الفيديو أثرت على رغبتهم في التدخلات التجميلية

%58 من المشاركين أقروا أن استخدام المرشحات المحسنة للمظهر أثر على اهتمامهم بالتدخلات الجراحية.