فرض الحصار
يشهد السودان تصعيدًا عسكريًا حادًا، حيث يستمر الجيش السوداني في تقدمه داخل الخرطوم بعد سيطرته على مواقع إستراتيجية، بما في ذلك أجزاء من ولاية الجزيرة. وأكد رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، أن الجيش بات قريبًا من تحقيق «النصر الكامل» على قوات الدعم السريع.
وفي العاصمة، يفرض الجيش حصارًا على منطقة شرق النيل تمهيدًا للتوغل نحو وسط الخرطوم، بينما يستمر في تعزيز مواقعه جنوب وشرق العاصمة. وأفادت التقارير بأن وحدات عسكرية تحركت من ولاية النيل الأبيض، مما يزيد الضغط على «الدعم السريع» عبر محور جبل الأولياء.
مواجهات عنيفة
على صعيد آخر، تشهد ولاية شمال دارفور مواجهات عنيفة بين الجيش و«الدعم السريع»، حيث تمكنت القوات المسلحة من تدمير 13 مركبة قتالية تابعة للميليشيا في الفاشر، وصدّت محاولات تسلل باتجاه معسكر الفرقة السادسة هناك. وإذا نجحت الميليشيا في السيطرة على هذا المعسكر فقد يكون مطار الفاشر هدفها التالي، لتعزيز نفوذها في شمال دارفور. أما في شمال كردفان، فشنت قوات الدعم السريع هجومًا بطائرات مسيرة على مواقع الجيش في منطقتي ود عشانا والغبشة، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة. كما شهدت أمروابة مواجهات أسفرت عن مقتل 14 شخصًا وإصابة 15 آخرين، وسط تقارير عن استهداف المدنيين عمدًا.
المزيد من الضغط
أما في ولاية الجزيرة، فقد أفادت مصادر في الجيش بدخوله مدينة الكاملين في الجزيرة.
في تلك الأثناء، رجحت مصادر عسكرية أن يشكل تقدم قوات الجيش المتوجهة من ولاية النيل الأبيض جنوب الخرطوم ومنطقة المناقل غرب ولاية الجزيرة مزيد الضغط على قوات الدعم السريع عبر طريق جبل الأولياء، وهو المنفذ البري الوحيد لـ«الدعم السريع» في طريقها نحو جنوب وغرب الخرطوم. كما أشارت توقعات مراقبين إلى أن ولاية الخرطوم قد تكون منطقة عمليات عسكرية نشطة في حال تمكنت متحركات الجيش من الوصول إلى عمق العاصمة، واشتباكها مع «الدعم السريع» هناك.
يذكر أن الجيش السوداني كان قد استعاد، قبل نحو أسبوعين، مقر القيادة العامة في الخرطوم التي استولت عليها «الدعم السريع» منذ أغسطس 2023.
وقبل ذلك، فك الحصار عن مصفاة الجيلي النفطية في شمال الخرطوم، وهي الأكبر من نوعها في البلد. كما استعاد أيضا ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة.
علما بأنه في بداية الحرب، التي تفجرت في أبريل 2023، سيطرت قوات الدعم على جزء كبير من الخرطوم متقدّمة نحو الجنوب، واستولت على ولاية الجزيرة.
خطر المجاعة
الوضع الإنساني يزداد سوءًا مع استمرار النزوح الجماعي، إذ يواجه الملايين خطر المجاعة نتيجة القتال المستمر منذ أبريل 2023، الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، وتشريد أكثر من 12 مليون شخص.
مستقبل السودان في ظل استمرار الحرب:
احتمالية توسع النزاع إلى حروب أهلية طويلة الأمد بين القبائل والفصائل المختلفة.
زيادة التدخلات الإقليمية والدولية، مما قد يحوّل السودان إلى ساحة صراع بالوكالة بين قوى خارجية.
أكثر من 12 مليون نازح بالفعل. وإذا استمرت الحرب، فسيزداد العدد ليشمل غالبية السكان.
نقص حاد في الغذاء والدواء، مما يرفع معدلات الجوع وانتشار الأوبئة.
انهيار الخدمات الصحية بسبب تدمير المستشفيات ونقص الكوادر الطبية والإمدادات الأساسية.
استمرار القتال سيؤدي إلى دمار شامل للبنية التحتية، مما يجعل أي محاولات لإعادة الإعمار صعبة.
تدهور العملة الوطنية، وارتفاع التضخم، وانعدام الاستثمارات بسبب عدم الاستقرار.
فقدان السودان موارده الطبيعية، مثل الذهب والنفط، لمصلحة الجماعات المسلحة، مما سيؤدي إلى نهب ثرواته، وتقويض فرص التنمية المستقبلية.
مع استمرار الصراع، قد تنشأ حركات انفصالية في مناطق مثل دارفور وجنوب كردفان، مما قد يؤدي إلى تقسيم البلاد كما حدث مع جنوب السودان في 2011.
زيادة النزعة القبلية والإثنية، مما يعزز احتمالية تفكك السودان إلى دويلات صغيرة متناحرة.
استمرار الحرب سيجعل السودان دولة معزولة دوليًا، مع فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية عليه.
غياب الحلول الدبلوماسية يعني استمرار الصراع لعقود، كما حدث في دول مثل الصومال وسوريا.
انعدام الثقة في أي حكومة مستقبلية بسبب تدمير المؤسسات السياسية، والفساد الناتج عن الحرب.
استمرار القتال يعني تفكك المؤسسات الأمنية، مما قد يؤدي إلى سيطرة الميليشيات المسلحة على مناطق واسعة.