يؤكد الرفض العربي الجماعي لمقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب أن أي حلول تتجاوز إقامة دولة فلسطينية مستقلة ستُواجه بمعارضة حازمة، وأن أي محاولات لفرض تغيير ديموغرافي في المنطقة لن تُكتب لها النجاح.

في ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل غزة رهينًا بالمفاوضات الجاريةوتبادل الأسرى والرهائن، وسط ضغوط عربية ودولية لإيجاد حل سلمي عادل يضمن حقوق الفلسطينيين ويحافظ على استقرار المنطقة.

رفض قاطع


وجاء اعلان الدول العربية الكبرى رفضها القاطع لمقترح ترمب الذي دعا إلى ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، تأكيدًا على أن هذه الخطة تمثل تهديدًا خطيرًا لاستقرار المنطقة وتقويضًا لآفاق السلام.

وفي بيان مشترك، شددت مصر، الأردن، السعودية، الإمارات، قطر، السلطة الفلسطينية، وجامعة الدول العربية على رفض أي محاولات لفرض تهجير قسري للفلسطينيين من أراضيهم، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، محذرين من العواقب الكارثية لمثل هذه الخطط على الأمن الإقليمي.

الخطة الأمريكية

وطرح ترمب الشهر الماضي فكرة إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة، مدعيًا أن الحرب الإسرائيلية حولت القطاع إلى «منطقة غير صالحة للعيش»، وأنه يسعى لإقناع مصر والأردن باستقبال سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، سواء بشكل مؤقت أو دائم.

لكن هذا المقترح أثار غضبًا واسعًا في الأوساط العربية، حيث اعتبرته مصر والأردن والفلسطينيون تهديدًا وجوديًا، وسط مخاوف من أن إسرائيل لن تسمح بعودة من يتم تهجيرهم، مما يحول الأمر إلى عملية تطهير عرقي بدلًا من حل مؤقت للأزمة.

مخاطر التهجير

وحذر البيان العربي من أن أي محاولة لنقل الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم تهدد استقرار المنطقة، وتوسع دائرة الصراع، وتقوض فرص السلام، مشددين على أن الحل يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وخلال اجتماع عقد في القاهرة، ضم دبلوماسيين كبار من مصر، الأردن، السعودية، الإمارات، قطر، والسلطة الفلسطينية، أكد المشاركون رفضهم لأي محاولات لإعادة رسم الخريطة الديموغرافية للمنطقة.

إعمار غزة

ودعا البيان العربي المجتمع الدولي إلى المشاركة في إعادة إعمار قطاع غزة، بدلًا من السعي لتهجير سكانه، مؤكدين أن الفلسطينيين يجب أن يبقوا في أرضهم، مع ضرورة توفير الدعم الدولي لإعادة بناء منازلهم ومرافقهم الأساسية التي دمرتها الحرب.



ملف الأسرى

وفي سياق متصل، شهدت المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة في غزة إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية مقابل 2000 أسير فلسطيني إضافة إلى تخفيف القيود المفروضة على تنقل الفلسطينيين داخل القطاع وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية.

ومن المقرر أن تبدأ إسرائيل وحماس الأسبوع المقبل مفاوضات حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي تشمل إطلاق سراح المزيد من الرهائن، وتمديد الهدنة لفترة أطول، وسط مخاوف من استئناف الحرب في حال فشل التوصل إلى اتفاق جديد بحلول مارس المقبل.

المعاملة القاسية

وبعد إطلاق سراحهم ضمن صفقة التبادل، كشف عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين عن ظروف اعتقال قاسية في السجون الإسرائيلية، حيث تحدثوا عن التعذيب الجسدي، سوء التغذية، والإهمال الطبي، مؤكدين أن حياة المعتقلين الفلسطينيين معرضة للخطر بسبب الأوضاع المأساوية داخل المعتقلات.