تجددت معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة بعد أن منعت إسرائيل آلاف السكان من العودة إلى منازلهم في المناطق الشمالية، بحجة عدم التزام حركة حماس باتفاق الهدنة، التوتر تفاقم مع إطلاق القوات الإسرائيلية النار على مدنيين تجمعوا عند نقاط التفتيش، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين، بينهم طفل، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

خلافات الرهائن

واتفاق وقف إطلاق النار، الذي كان من المفترض أن يسمح بعودة النازحين عبر ممر «نتساريم» إلى شمال غزة، تعطل بسبب خلاف بين إسرائيل وحماس حول إطلاق سراح رهينة إسرائيلية. واتهمت إسرائيل حركة حماس بتغيير ترتيب الإفراج عن الرهائن المتفق عليه، بينما ردت حماس بتحميل إسرائيل مسؤولية انتهاك الهدنة وعرقلة عودة النازحين.


فادي السنوار، أحد النازحين، عبّر عن استيائه قائلاً: «مصير أكثر من مليون إنسان مرتبط بشخص واحد، لا قيمة لنا، نحن مجرد أرقام»، وعلى الجانب الآخر، ناشدت نادية قاسم، وهي أم لخمسة أطفال، السماح لهم بالعودة قائلة: «نعيش في عذاب منذ أشهر، لا نملك سوى الانتظار».

إطلاق نار

وبحسب مستشفى العودة في غزة، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على التجمعات ثلاث مرات خلال الليل وحتى صباح الأحد، ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي بشأن الحادث، في حين استمر التحذير الإسرائيلي للسكان بالبقاء بعيدًا عن المنطقة العازلة ونقاط التفتيش، التي ما زالت تخضع لسيطرة الجيش.

أزمة ممتدة

والحرب، التي اندلعت في أكتوبر 2023 بعد هجوم حماس، أدت إلى مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، إضافة إلى تدمير مساحات شاسعة من القطاع وتشريد أكثر من مليوني شخص، وعلى الرغم من الهدنة، فإن التوترات ما زالت قائمة مع استمرار إطلاق سراح الرهائن بالتزامن مع الإفراج عن أسرى فلسطينيين، حيث أُطلق سراح أكثر من 200 أسير فلسطيني مقابل عدد من الرهائن الإسرائيليين. المرحلة المقبلة

ويعد وقف إطلاق النار الحالي جزءًا من خطة طويلة الأمد لإنهاء الحرب المستمرة، لكنه يواجه تحديات متزايدة.

بينما تعمل الوساطات الدولية بقيادة الولايات المتحدة وقطر ومصر على معالجة النزاعات، لا تزال المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تتضمن إطلاق سراح مزيد من الرهائن وإنهاء العمليات العسكرية، بعيدة عن التحقق.

وفي الوقت الذي يتمسك فيه الفلسطينيون بحق العودة وإعادة إعمار ديارهم، تقول نادية: «سنعود إلى منازلنا مهما كانت التحديات، حتى لو كانت أطلالاً، سنبنيها من جديد».



أبرز النقاط حول الخلاف بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار:

1. تعليق عودة النازحين الفلسطينيين

إسرائيل منعت آلاف الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة، رغم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار يسمح بذلك.

2. الخلاف على ترتيب الرهائن

إسرائيل اتهمت حركة حماس بتغيير ترتيب الإفراج عن الرهائن، حيث كان من المفترض إطلاق سراح رهينة إسرائيلية محددة يوم السبت، لكن ذلك لم يحدث.

3. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق

إسرائيل اتهمت حماس بعدم الالتزام ببنود الهدنة.

حماس ردت باتهام إسرائيل بعرقلة تنفيذ الاتفاق واستخدام قضية الرهائن كذريعة لتأخير عودة الفلسطينيين.

4. إطلاق النار على المدنيين

القوات الإسرائيلية أطلقت النار على حشود من الفلسطينيين الذين تجمعوا عند نقاط التفتيش للعودة إلى منازلهم، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

5. المنطقة العازلة وممر نتساريم

إسرائيل حذرت الفلسطينيين من الاقتراب من المنطقة العازلة على طول الحدود ومن ممر «نتساريم»، الذي كان يفترض أن يكون الممر الآمن لعودة النازحين.

6. ضغط دولي لحل الأزمة

وسطاء دوليون مثل الولايات المتحدة وقطر ومصر يعملون على معالجة النزاع لضمان استمرارية وقف إطلاق النار وتنفيذ بنوده.

7. التبعات الإنسانية

الفلسطينيون يعانون من أوضاع إنسانية صعبة مع استمرار النزوح، وسط اتهامات لإسرائيل بتأخير عودتهم واستمرار الحصار المفروض على القطاع.