ذكرت كوريا الشمالية أنها اختبرت نظام صواريخ كروز، وهو ثالث عرض معروف لأسلحتها هذا العام، وتعهدت برد «قاسٍ» على ما وصفته بتصعيد التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التي تستهدف الشمال.

وتشير هذه التحركات إلى أن كوريا الشمالية من المرجح أن تحافظ على سلسلة تجارب الأسلحة وموقفها العدائي ضد الولايات المتحدة في الوقت الحالي، على الرغم من أن الرئيس دونالد ترمب قال إنه ينوي التواصل مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون. اختبار الأسلحة

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية، إن كيم أشرف على اختبار أسلحة موجهة إستراتيجيًا من البحر إلى السطح.


ويشير مصطلح «إستراتيجي» إلى أن الصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية، إن الصواريخ أصابت أهدافها بعد أن قطعت مسافة 1500 كيلومتر (932 ميلًا) في مسارات بيضاوية وثمانية الشكل، لكن لم يتسن التحقق من ذلك بشكل مستقل.

الردع الكوري

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن كيم قوله، إن قدرات الردع الحربي لكوريا الشمالية «يتم تطويرها بشكل أكثر شمولًا» وأكد أن بلاده ستبذل «جهودًا مضنية» للدفاع عن الاستقرار «على أساس القوة العسكرية الأكثر تطورًا».

وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، إن كوريا الشمالية أطلقت «عدة» صواريخ كروز باتجاه مياهها الغربية من منطقة داخلية. وأضافت أن كوريا الجنوبية تحافظ على استعدادها لصد أي استفزازات من كوريا الشمالية «بشكل ساحق» بالتزامن مع تحالفها العسكري مع الولايات المتحدة.

استفزازات عسكرية

وفي بيان منفصل، نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية، انتقدت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية الولايات المتحدة لارتكابها «استفزازات عسكرية خطيرة» تستهدف كوريا الشمالية من خلال سلسلة من التدريبات العسكرية مع كوريا الجنوبية هذا الشهر.

وجاء في بيان وزارة الخارجية: «إن الواقع يؤكد أن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية يجب أن تواجه الولايات المتحدة بأشد الإجراءات المضادة من الألف إلى الياء طالما أنها ترفض سيادة ومصالح جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الأمنية، وهذا هو الخيار الأفضل للتعامل مع الولايات المتحدة».

بينما تنظر كوريا الشمالية إلى التدريبات العسكرية الأمريكية مع كوريا الجنوبية باعتبارها تدريبات على الغزو، رغم أن واشنطن وسول أكدتا مرارًا وتكرارًا أن تدريباتهما دفاعية بطبيعتها. وفي السنوات الأخيرة، وسعت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من تدريباتهما العسكرية ردًا على البرنامج النووي الكوري الشمالي المتقدم.



إحياء الدبلوماسية

وتثير بداية ولاية ترمب الثانية احتمالات إحياء الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، حيث التقى ترمب بكيم ثلاث مرات خلال ولايته الأولى. وانهارت دبلوماسية ترمب وكيم في عامي 2018 و2019 بسبب الخلاف حول العقوبات الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة على كوريا الشمالية.

وخلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز، وصف ترمب كيم بأنه «رجل ذكي» و«ليس متعصبًا دينيًا». وعندما سُئل عما إذا كان سيتواصل مع كيم مرة أخرى، أجاب: «نعم سأفعل».

ويقول العديد من الخبراء، إن كيم يعتقد على الأرجح أنه يتمتع بقوة تفاوضية أكبر مما كان عليه في جولته السابقة من الدبلوماسية مع ترمب بسبب ترسانة بلاده النووية الموسعة وتعميق العلاقات العسكرية مع روسيا.

تقليص التدريب

وفي كوريا الجنوبية، يخشى كثيرون من أن ترمب قد يقلص التدريبات العسكرية مع حليف الولايات المتحدة الآسيوي ويتخلى عن هدف نزع السلاح النووي الكامل من كوريا الشمالية ويركز على القضاء على برنامجها الصاروخي بعيد المدى، والذي يشكل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة، مع ترك قدراتها الهجومية النووية ضد كوريا الجنوبية سليمة.

ووصف ترمب كوريا الشمالية بأنها «قوة نووية» أثناء حديثه عن علاقاته الشخصية مع كيم، خلال مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي بعد تنصيبه.

لطالما تجنبت واشنطن وسول وشركاؤهما وصف كوريا الشمالية بأنها دولة نووية؛ لأن ذلك قد يُنظر إليه على أنه قبول لسعي كوريا الشمالية للحصول على أسلحة نووية في انتهاك لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.