اللافت أن هذا الاقتراح لم يأتِ من فراغ، بل كان نتاج تواصل مباشر وشفاف مع الطلاب السعوديين الدارسين على حسابهم الخاص في الصين. بادرت الملحقية الثقافية في الصين، بالتعاون مع المسؤولين في برنامج الابتعاث، إلى عقد لقاء مفتوح مع هؤلاء الطلاب، استمعوا فيه إلى آرائهم وشكاواهم، وقدموا لهم الإرشادات والحلول الممكنة بقدر الإمكان. وخلال هذا الاجتماع، أظهر الدكتور أحمد الزهراني، الذي يُعد من خريجي إحدى الجامعات الصينية ويتمتع بفهم عميق للتحديات التي يواجهها الطلاب، تعاطفًا كبيرًا مع مشكلاتهم. وأكد أنه سيقوم برفع اقتراح رسمي إلى برنامج الابتعاث لتعديل شروط القبول، بحيث يكون اجتياز اختبار اللغة الصينية كافيًا دون الحاجة إلى إثبات الكفاءة في اللغة الإنجليزية التي لا تُعد اللغة الأساسية للدراسة في الصين.
الاقتراح يعكس تفكيرًا جديدًا وواقعيًا يتماشى مع أهداف رؤية 2030، التي تسعى لتوسيع آفاق التعليم السعودي وتعزيز التفاهم الثقافي مع الدول الشريكة. كما أن المبادرة لعقد لقاءات مباشرة مع الطلاب والاستماع إليهم تمثل نموذجًا يُحتذى به في العمل المؤسسي، حيث يتم إشراك المستفيدين مباشرة في صياغة الحلول التي تناسب احتياجاتهم.
السؤال الأهم الآن: هل ستتجاوب الجهات المسؤولة مع هذا الاقتراح؟ أم أن البيروقراطية ستظل عقبة أمام تنفيذ تغييرات قد تحدث فرقًا كبيرًا في مستقبل الطلاب؟ اقتراح الملحق الثقافي في الصين ليس مجرد تغيير في شرط، بل هو خطوة نحو فهم أكثر إنسانية وواقعية لما يناسب الراغبين في الدراسة بجمهورية الصين الشعبية. إذا كنا جادين في دعم أبنائنا في الخارج، فإن اعتماد هذا الاقتراح ليس خيارًا، بل ضرورة يجب أن تنفذ.