ابتكر الباحث البلجيكي، كليمنت مارتن، طريقة لتصنيع روائح، محاكية لرائحة العظام البشرية المجففة، بالتعاون مع الشرطة الفدرالية.

والغاية من هذا المجهود، تتمثل بمساعدة الكلاب البوليسية، بالعثور على بقايا الهياكل العظمية المفقودة، وقد تمكن مارتن فيما سبق من عزل رائحة اللحم البشري المتحلل، والتي تُستخدم الآن في تدريب كلاب الشرطة في بلجيكا، ولكن عندما تختفي الأنسجة الرخوة مثل العضلات والدهون والأوعية الدموية والأعصاب والأوتار وبطانات المفاصل، تصبح جزيئات الرائحة للعظام المتبقية أقل بكثير.

وصرح مارتن لـ«رويترز»، بأن رائحة العظام تتغير مع مرور الوقت، فالعظم الذي عمره 3 سنوات، يختلف في رائحته عن عظم عمره 10 سنوات، وهكذا دواليك، بالإضافة إلى ذلك، فإن بقايا العظام مسامّية وتمتص الروائح من البيئة المحيطة، سواء من التربة أو الأشجار الصنوبرية، مما يزيد من تعقيد عملية اكتشاف الرائحة.


ويشكل ذلك عونًا للمحققين فيما يسمى القضايا الباردة، والتي تتعلق بجرائم غامضة يُخطط لها بشكل طويل للتخلص من الأدلة، مما يؤدي إلى طول فترة معالجتها وتحولها إلى قضايا باردة قيد الدراسة والتحقيق، وقد تظل معلقة في بعض الأحيان.

وعمل مارتن على تطوير نسخة صناعية من رائحة العظام، لسدّ الفجوة الموجودة في عمل المحققين في القضايا الجنائية الباردة.

وأجرى كلب بوليسي من نوع سبانيل «بونز»، في مركز تدريب للشرطة، خارج العاصمة البلجيكية «بروكسل»، عرضًا لتدريبات خاصة باستخدام رائحة الجثث التي طوّرها مارتن، وشملت التجربة إخفاء أنسجة بين كتل خرسانية، مع تلويث بعضها، وقد اكتشف الكلب الرائحة بسرعة ونبح للإشارة إلى اكتشافها.

وتعتمد الشرطة البلجيكية على كلاب الشم المدربة، وتخصص لها برنامجًا تدريبيًا صارمًا، يخضع فيه كل كلب لحوالي ألف ساعة من التدريب.

ويعمل الفريق البحثي الآن على تطوير روائح عظام صناعية، باستخدام عينات متنوعة من العظام المجففة، والتي تُحفظ في أسطوانة زجاجية، مما يسمح لجزيئات الرائحة بالانتشار في فضاء مغلق، جاهز لاستخراجه واستخدامه في التدريب.