ومع تطور الحياة في المملكة العربية السعودية، وتنوع مصادر الدخل، وازدياد مظاهر التحضر، أصبح هناك تنظيم يحدد أماكن تربية وبيع المواشي. إلا أن بعض القرى في منطقة عسير وجنوب المملكة لا تزال تحتفظ بعادات من الماضي، حيث نجد في كل قرية تقريبًا شخصًا أو اثنين يربون الأغنام داخل التجمعات السكنية، بينما يقطنون هم في المدن بعيدًا عن الآثار السلبية التي تنجم عن هذه الممارسات، مثل الروائح الكريهة والمخلفات.
اليوم، أصبح من الضروري أن يتحلى هؤلاء الأفراد بالمسؤولية المجتمعية، والالتزام بالتعاليم الإسلامية التي تحث على احترام حقوق الجار وعدم الإضرار به.
ومن الأضرار الناجمة عن تربية المواشي داخل النطاق السكني التلوث البيئي الناتج عن تراكم الفضلات والذي يؤدي إلى انتشار الجراثيم والحشرات، وانتشار الروائح الكريهة التي تزعج السكان وتحرجهم أمام ضيوفهم وتشوه المنظر العام للقرى، كما أنها تفاقم الأمراض التنفسية، خاصة لدى الفئات الأكثر ضعفًا، مع احتمالية انتشار الأمراض المعدية عبر المخلفات والحشرات.
ولحل هذه الظاهرة المزعجة وتعزيز جودة الحياة في القرى، أقترح ما يلي:
1- إصدار توجيه رسمي من أمير المنطقة لأمين المنطقة ورؤساء المراكز لإبلاغ السكان بضرورة الالتزام بالتعليمات المنظمة لتربية الماشية، والتي تشترط نقل الحظائر بعيدًا عن النطاق السكني، مع متابعة تطبيق ذلك عبر البلديات الفرعية وفرض عقوبات على المخالفين.
2- إطلاق جائزة تنافسية لأفضل قرية حضرية خالية من التشوه البصري والضرر البيئي، وفق شروط محددة.
3- إنشاء مزارع وحظائر نموذجية بعيدًا عن المناطق السكنية، تلبي احتياجات مربي الأغنام بشكل يضمن نظافة البيئة.
4- تنظيم حملات توعية لتعزيز الوعي بالأضرار الناتجة عن تربية الماشية داخل القرى، وتشجيع المجتمع على الالتزام بالنظافة العامة والتخلص الآمن من المخلفات.
وختامًا .. تعزيز المسؤولية المجتمعية تجاه البيئة والصحة العامة ، ركيزة أساسية للارتقاء بجودة الحياة في القرى. ومع تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية، يمكن تحقيق توازن بين الحفاظ على التراث وتقليل الآثار السلبية لهذه الظاهرة.