وبين الجهود المبذولة للحد من تداعيات التسرب النفطي والاتهامات الدولية المتبادلة، لا يزال الموقف يشكل تحديًا بيئيًا وسياسيًا للمنطقة، وسط مطالبات دولية بزيادة الرقابة على الأنشطة البحرية الروسية في مضيق كيرتش والمناطق المحيطة.
تفاصيل الحادث
تسرب وقود الزيت من ناقلتين تعرضتا لعاصفة يوم 15 ديسمبر قرب مضيق كيرتش، الواقع شرق شبه جزيرة القرم على بعد 250 كيلومترًا من سيفاستوبول.
وأدى التسرب إلى تلوث أربعة شواطئ في المدينة، حيث سارعت السلطات المحلية والمتطوعون إلى إزالة النفط، وفقًا لما أعلنه، ميخائيل رازفوزهايف، حاكم المنطقة، الذي أكد عدم وجود «تلوث جماعي» للساحل.
إجراءات الطوارئ
وتم إعلان حالة الطوارئ في منطقة كراسنودار جنوب روسيا الأسبوع الماضي، حيث استمرت مياه نهر زيت الوقود في حمل الملوثات نحو الساحل. وأفاد حاكم كراسنودار، فينيامين كوندراتييف، بأن أكثر من 5 آلاف شخص يعملون على تنظيف المنطقة، حيث تمت إزالة أكثر من 86 ألف طن من الرمال والتربة الملوثة حتى الآن. الأبعاد البيئية
وتُقدر وزارة الموارد الطبيعية الروسية أن كمية الملوثات قد تصل إلى 200 ألف طن من المازوت، وهو منتج نفطي ثقيل، ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحادث بأنه «كارثة بيئية».
وفي المقابل، وصف ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التسرب بأنه «كارثة بيئية واسعة النطاق»، ودعا إلى فرض عقوبات إضافية على الناقلات الروسية، مشيرًا إلى أن مضيق كيرتش كان ولا يزال نقطة صراع حادة بين روسيا وأوكرانيا منذ ضم شبه الجزيرة في 2014.
مضيق كيرتش
ويُعد مضيق كيرتش ممرًا إستراتيجيًا يربط بين بحر آزوف والبحر الأسود، ما يجعله نقطة حيوية للملاحة العالمية، كما كان الموقع محط صراع متكرر بين روسيا وأوكرانيا، مما يُضيف تعقيدًا سياسيًا إلى الكارثة البيئية الحالية.