تواجه إسرائيل انتقادات دولية شديدة بسبب المستويات غير المسبوقة من الضحايا المدنيين والظروف الإنسانية المزرية في غزة، حيث قُتل أكثر من 45 ألف فلسطيني خلال 14 شهرًا من الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس.

وفي جهة أخرى، تثير إسرائيل الاشباكات في سوريا، بقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن القوات الإسرائيلية ستحتل المنطقة العازلة في المستقبل المنظور، واستولت إسرائيل على المنطقة العازلة بعد وقت قصير من انهيار حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. لذا وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع على قرار يمدد عمل قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الحدود الإسرائيلية السورية ويؤكد ضرورة عدم ممارسة أي أنشطة عسكرية في المنطقة العازلة منزوعة السلاح.

ويعرب القرار عن القلق من أن الأنشطة العسكرية الجارية في منطقة الفصل من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد التوترات بين إسرائيل وسوريا وتعريض وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في عام 1974 للخطر. كما يعرب القرار عن قلقه من أن العنف في سوريا «يهدد باندلاع صراع خطير في المنطقة».




فض الاشتباك

وأكد القرار الذي تم تبنيه أن كلا البلدين ملزمان «باحترام اتفاق فض الاشتباك بين القوات لعام 1974 الذي أنهى حرب عام 1973 بين سوريا وإسرائيل وأنشأ المنطقة العازلة». وقد شارك في رعاية القرار الولايات المتحدة وروسيا.

كما زار وفد دبلوماسي أمريكي دمشق لإجراء محادثات مع القيادة السورية الجديدة. وهذه هي أول زيارة رسمية لوفد أمريكي لسوريا منذ أكثر من عقد من الزمان، وتأتي بعد أقل من أسبوعين من إطاحة المعارضة بحكومة الرئيس بشار الأسد.

ومدد مجلس الأمن ولاية قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تراقب منطقة الحدود، المعروفة باسم قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، حتى 30 يونيو 2025، ودعا إلى وقف جميع الأعمال العسكرية في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.

ومع ذلك ذكر الجيش الإسرائيلي أن جنوده أطلقوا النار على متظاهر في قرية المعرة السورية وأصابوه بجروح.

ومنذ سقوط حكومة بشار الأسد في سوريا، احتل الجيش الإسرائيلي عدة مواقع في البلاد على طول الحدود مع إسرائيل.

وفي أثناء احتجاج شارك فيه عشرات السوريين ضد الوجود الإسرائيلي في قرية المعرة، الجمعة، أطلق جنود إسرائيليون النار على رجل قال الجيش إنه اقترب من موقعهم، ما أدى إلى إصابته في ساقه.

وقالت إن القوات تصرفت «وفقًا لإجراءات التشغيل القياسية».

وأكد الجيش الإسرائيلي أن «جيش الدفاع الإسرائيلي لا يتدخل في الأحداث التي تجري في سوريا».

وقال سكان في المنطقة في وقت سابق إن القوات الإسرائيلية تمنع المزارعين من الوصول إلى حقولهم.

ويقول القادة الإسرائيليون إنهم سيبقون في المنطقة إلى أجل غير مسمى.

عودة واسعة

وقال رئيس وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة إن عودة السوريين على نطاق واسع إلى وطنهم في هذه المرحلة من شأنها أن «تغمر» البلاد.

نظرًا لأن الحرب الأهلية في سوريا أدت إلى نزوح الملايين من الناس منذ عام 2011. وقد أدى سقوط حكومة بشار الأسد في وقت سابق من هذا الشهر إلى تأجيج الحديث عن مغادرة اللاجئين بعض البلدان التي ذهبوا إليها.

وقالت إيمي بوب، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، للصحفيين بعد عودتها من زيارة إلى سوريا، إن رسالة وكالتها إلى الدول في أوروبا وأماكن أخرى هي أن «هذا ليس الوقت المناسب للحديث عن العودة على نطاق واسع».

وقالت إن المجتمعات المحلية «ليست مستعدة لاستيعاب الأشخاص النازحين الذين يرغبون في العودة». وأضافت أنه إذا عادت «أعداد هائلة» من الناس، «فسيغمر ذلك البلاد وقد يؤدي إلى المزيد من التأثير المدمر على عملية السلام الهشة للغاية».

غارة إسرائيلية

وفي غزة قال مسؤولون صحيون إن غارة جوية إسرائيلية على مبنى سكني وسط قطاع غزة أدت إلى مقتل سبعة فلسطينيين على الأقل، بينهم أربعة أطفال، وإصابة 16 آخرين.

وأفاد أحد المراسلين أن القصف أصاب شقة سكنية في برج يافا السكني بمخيم النصيرات، وتم نقل القتلى والجرحى إلى مستشفيي الأقصى والعودة.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الغارة على الفور. وتقول إسرائيل إنها تهاجم المسلحين فقط وتلقي باللوم على حماس في مقتل المدنيين لأن مقاتليها يعملون في مناطق سكنية.

وتواجه إسرائيل انتقادات دولية شديدة بسبب المستويات غير المسبوقة من الضحايا المدنيين في غزة وأسئلة حول ما إذا كانت قد فعلت ما يكفي لمنع وقوع تلك الضحايا.



هجمات المستوطنين

وفي أحدث هجوم عنيف على القرى الفلسطينية، أضرم مستوطنون إسرائيليون النار في مسجد وخربوا ممتلكات في شمال الضفة الغربية المحتلة، الجمعة، حسب ما قاله رئيس مجلس قروي فلسطيني، في حين تعهدت الشرطة الإسرائيلية بالتحقيق في الحادث.

وشهدت الضفة الغربية تصاعدًا في أعمال العنف من جانب المستوطنين اليهود خلال الحرب في غزة، وتقول جماعات حقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي يغض الطرف في كثير من الأحيان عن هذه الأعمال.

وقال نصفت الخفش، رئيس مجلس قروي مردا حيث وقع الهجوم، إن مجموعة من المستوطنين وصلت في وقت مبكر من الصباح وأضرمت النار في المسجد وخطت عبارات كراهية عليه.

وأظهر مقطع فيديو نشرته وكالة أسوشيتد برس نجوم داوود المرسومة بالطلاء وكلمات باللغة العبرية، «سيتم حرق المسجد، وسيتم بناء المعبد»، في إشارة واضحة إلى الرغبة القومية المتطرفة في إنشاء معبد ثالث لليهود في القدس في أقدس موقع وأكثرها إثارة للجدال في الأرض المقدسة.

وقال الخفش إن «هذه الشعارات تعكس تربيتهم وكراهيتهم للفلسطينيين والعرب»، مضيفًا أن المستوطنين تلقوا «الدعم الكامل» من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهي الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.

وبينت الشرطة الإسرائيلية والجيش وجهاز الأمن الداخلي «شين بيت» إنهم يحققون في الحادث. وأضافوا في بيان «ننظر إلى الحادث بجدية وسنعمل بكل عزم على تقديم المسؤولين عنه إلى العدالة».

وقالت منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية إن هجمات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون هذا الخريف «تضاعفت ثلاث مرات على الأقل» في عام 2024 مقارنة بكل عام من الأعوام الثلاثة الماضية.

وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية، يحمل أكثر من 700 ألف مستوطن يهودي الجنسية الإسرائيلية، في حين يعيش ثلاثة ملايين فلسطيني في المنطقة تحت القانون العسكري الإسرائيلي.



آخر التحديثات عن الأونروا:

الحكومة السويدية توقف الدعم الأساسي لوكالة الأونروا

تحويل المساعدات إلى منظمات مثل برنامج الغذاء العالمي واليونيسف والصليب الأحمر

التشريع الإسرائيلي يحظر أنشطة الأونروا في الأراضي الفلسطينية ويؤثر على عملها

السويد قدمت 451 مليون كرونة للأونروا هذا العام

الأونروا تواجه أزمة ثقة بحسب الحكومة السويدية

الأونروا تلعب دورًا رئيسيًا في التعليم والرعاية الصحية وتشغيل اللاجئين في غزة والضفة ودول الجوار