تتوالى إنجازات المملكة العربية السعودية في شتى المجالات ومنها مجال الرياضة لتثبت قدرتها على أن تصبح مركزًا رياضيًا عالميًا يجذب أرقى الفعاليات الرياضية الكبرى.

في 4 أكتوبر 2024 فازت المملكة بحق استضافة كأس العالم 2034 محققة إنجازًا تاريخيًا يعكس الرؤية الطموحة التي وضعتها القيادة الرشيدة حفظها الله لجعل الرياضة رافدًا رئيسيا من روافد التنمية الوطنية.

وعلى مدار السنوات الماضية دخلت السعودية عالم الرياضة العالمية بشكل تدريجي وبأسلوب مبهر، بدءًا من استضافة سباقات الفورمولا 1 التي كانت خطوة بارزة رفعت من مكانتها على خريطة الرياضة العالمية. فقد تم توقيع اتفاقية استضافة سباق جدة في ديسمبر 2022، لتستمر المملكة في تنظيم البطولة حتى عام 2030 ، وكان السباق الذي انطلق في عام 2021 عرضًا مدهشًا عن البنية التحتية المتطورة للمملكة، حيث امتزجت التكنولوجيا والترفيه وسط أجواء مثيرة على ضفاف البحر الأحمر.


ولا يمكن تجاهل النجاحات الملموسة التي حققتها المملكة مع استضافتها لبطولة كأس السوبر الإسباني في نسختي 2020 و2021 بعد الاتفاق مع الاتحاد الإسباني لكرة القدم، حيث جمعت البطولة أبرز الأندية الإسبانية مثل برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد، ما أظهر الإمكانيات التنظيمية والمهنية للسعودية وأكد التطور المتسارع للبنية التحتية الرياضية.

وإضافة لذلك في 4 أكتوبر 2024 تكللت جهود المملكة بالحصول على شرف استضافة كأس العالم 2034 ، لتبدأ صفحة جديدة في سجلها الرياضي الحافل بالإنجازاتـ و لم تكن هذه الاستضافة مجرد حدث رياضي بل جسدت رؤية المملكة المستقبلية لتصبح إحدى القوى الرياضية الرائدة عالميًا، وساندت أهداف رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تنمية شاملة ومتوازنة في جميع المجالات.

وتقام البطولة على أحدث الملاعب مثل ملعب جدة الدولي ومدينة نيوم الرياضية لتقديم تجربة استثنائية للمشجعين والزوار من جميع أنحاء العالم. كما سيكون التنظيم مدعومًا بأحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي لضمان تجربة سلسة تضاهي أفضل الممارسات العالمية.

تقع السعودية في قلب العالم، لكنها اليوم أصبحت محط أنظار العالم أجمع وهذا ما عبرت عنه وسائل الإعلام الأجنبية عن إعجابها بالإنجازات المتتابعة للمملكة في مجال الرياضة.

وأكدت صحيفة “ذا صن” البريطانية في تقريرها الصادر في نوفمبر 2024 أن استضافة السعودية لكأس العالم 2034 تمثل “خطوة استراتيجية نحو تحقيق رؤية المملكة 2030”، مشيرة إلى أن هذا الحدث الرياضي ليس مجرد مناسبة عابرة بل هو رمز لطموح سعودي غير مسبوق نحو التنمية المستدامة والنمو الاجتماعي والاقتصادي. كما أكدت مجلة “إلموندو” الإسبانية في مقالها الصادر في أكتوبر 2024 أن السعودية أصبحت جاهزة لتنظيم أكبر الفعاليات الرياضية، مشيدة بالاستثمارات الضخمة التي بذلتها المملكة لتطوير بنيتها التحتية. كما أشارت مجلة “فوربس” الأمريكية إلى أن فوز السعودية بتنظيم كأس العالم 2034 يعكس استراتيجية المملكة لتحقيق طموحاتها في الاقتصاد والسياحة.

استضافة المملكة لكأس العالم 2034 ليست مجرد حدث رياضي، بل هي فرصة لدعم السياحة وزيادة العائدات الاقتصادية من خلال جذب الزوار والمشجعين، كما توفر فرصة لنقل صورة إيجابية عن الثقافة والتراث السعودي مع دمجها بالمستقبل الحديث.

من خلال هذه الإنجازات، تواصل السعودية ريادتها في الساحة الرياضية العالمية، مؤكدة أن الرياضة هي منصة للتواصل وبناء السلام بين الأمم.