الاهتمام بالتغذية
شددت أستاذ التغذية والعلوم النفسية المساعد في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتورة دعاء صالح الطويرقي على أن اهتمامات الأفراد بالتغذية السليمة وأهمية تناول الوجبات الصحية ازدادت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى ظهور عدد من الحسابات الشخصية والمشاريع الصغيرة والتطبيقات الغذائية التي تروج لمنتجات من هذا النوع.
وقالت «أسهمت رؤية المملكة 2030، بإستراتيجياتها الشاملة الهادفة إلى تحقيق التحول الاقتصادي والاجتماعي، في دعم الأسر والمشاريع متناهية الصغر من خلال تقديم تسهيلات مالية مثل القروض، وتصاريح العمل الحر، حيث سهم الدعم الحكومي في تسهيل بدء الأفراد مشاريعهم الخاصة في مجال التغذية، مما عزز من انتشار الخيارات الصحية المتاحة».
وأضافت «تقدم هذه المنصات مجموعة متنوعة من الوجبات الصحية المصممة لتلبية احتياجات المستهلكين، كما تسهم في نشر الوعي حول أهمية التغذية السليمة. إضافة إلى توفر التطبيقات المتخصصة بخدمات توصيل هذه الوجبات الصحية، مما يجعلها أكثر سهولة وراحة، خاصة للأشخاص ذوي الجداول الزمنية المزدحمة».
ونوه إلى أن «جودة المعلومات الغذائية التي تستند إليها هذه الحسابات تختلف من حساب إلى آخر، حيث تعتمد بعض المشاريع على دراسات علمية أو إرشادات مختصين في التغذية عند تصميم الوجبات، فيما يفتقر بعضها الآخر إلى الدقة والمصداقية. لذا، يصبح من الضروري على المستهلكين التحقق من مصادر المعلومات ومدى موثوقيتها وملاءمتها لاحتياجاتهم الصحية والتغذوية».
تحديات ارتفاع الأسعار
أكدت الطويرقي أن «كثيرا من المشاريع الصغيرة تواجه تحديات عدة متعلقة بارتفاع الأسعار، نتيجة لعدة عوامل، منها تكلفة الإنتاج والاعتماد على قطاع التجزئة لشراء المكونات الغذائية، ويسهم ارتفاع الطلب على الخيارات الصحية وقلة توفر الوجبات الصحية الطازجة في زيادة هذه الأسعار».
وتابعت «كما أنه يتعين على هذه المشروعات مواكبة التطورات في صناعة الأغذية وتلبية ذائقة المستهلك الرفيعة، مما يستلزم استخدام عبوات تغليف بتصاميم وخامات مميزة، غالبًا ما تكون مرتفعة التكلفة، وهذه العناصر مجتمعة تجعل من الضروري على المشروعات الصغيرة تحقيق توازن الجودة، أي التوازن بين التكلفة وتوقعات المستهلك».
تأثر المذاق
أوضحت الطويرقي أن «الأسواق تشهد في الوقت الحاضر انتشار وجبات مسبقة التحضير في السوبرماركت، والتي غالبًا ما تكون مجمدة أو مبردة، وعلى الرغم من سهولة الحصول عليها إلا أن مذاقها وجودتها قد تتأثر بسبب تقنيات الحفظ، مما يجعلها أقل جاذبية مقارنةً بالوجبات الصحية المصنوعة من مكونات طازجة والتي تقدمها المشروعات الصغيرة».
آليات للتحسين
عددت الطويرقي عددًا من الآليات لجعل الوجبات الصحية في متناول الجميع، ومنها تعزيز الشراكات مع المزارع المحلية، مما يساعد في تقليل التكاليف وزيادة توافر المكونات الطازجة، وتقديم خيارات مرنة، مثل خطط اشتراك أو خيارات اقتصادية، والتثقيف الغذائي عبر ورش عمل وفعاليات لزيادة الوعي بأهمية التغذية الصحية، وتنويع المنتجات لتلبية احتياجات فئات مختلفة من المستهلكين.
دقة المعلومات
أضافت الطويرقي أن «الانتشار المتزايد لاعتماد الأشخاص على التغذية السليمة عنصرًا إيجابيًا، إلا أنه يتوجب التأكد من دقة المعلومات المتاحة والالتزام بالاشتراطات الصحية للحصول على وجبات صحية وآمنة، فتحسين هذه الجوانب يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز الوعي والغذاء الصحي في المجتمع».
ميزانية شهرية
يوضح مازن محمد، وهو أحد المشتركين بالأندية الصحية، ومهتم بهذه الوجبات الصحية أن الالتزام بها يتطلب تخصيص ميزاينة لها، وقال «أنفقت تقريبًا قرابة الـ600 ريال شهرًيا على هذه الوجبات التي أتناولها بشكل يومي، وبمعدل وجبتي الغداء والعشاء عدا يوم الجمعة».
وأضاف «تتكون الوجبة من طبق مكون من صنفين لمواد كربوهيدرات وبروتين، وبجرامات محددة إما 150 أو 200 جرام للصنف الواحد، وهي تعطي نتائج جيدة إذا ما تم الالتزام بالبرنامج، إلا أن الأمر متعب جدًا وبحاجة إلى انتظام كلي في النوم والعمل وممارسة الرياضة كون هذه الأمور من العوامل المؤثرة في بناء الجسم وخسارة الوزن».
وتابع «مع ذلك تظل أسعار هذه الوجبات مرتفعة، ولو أنه يمكن تحضيرها في المنزل، وحينئذ لن تكلف ما تكلفه الوجبات الجاهزة والتي باتت مجال تجارة في الآونة الأخيرة»، وحذر من أن «بعض المنتجات لا نعلم عن مصدرها الأساسي، وهل هي منتج مجمد أم مبرد أم طازج».
مبيعات في الأندية
من جهته، يؤكد ياسر حمدان، وهو أحد المشتركين في الأندية الرياضية الخاصة أن «هناك وجبات ومشروبات وسناكات متواجدة في موقع مخصص بالنادي، ولكن الأسعار المرتفعة لا تمكن البعض من الشراء منه، خصوصًا أن الأسعار فيه تكون مرتفعة أكثر عنها في المحلات الأخرى، لذا دائمًا، ما اعتمد على تناول ما أريد ولكن بكميات قليلة مع ممارسة الرياضة، وهذا الأمر له مردود إيجابي دون الدخول في هذه الوجبات التي لا أعلم كيف طريقة تحضيرها وتخزينها».
كيف تكون الوجبات أكثر صحية
1- بتعزيز الشراكات مع المزارع المحلية.
2- بتقديم خيارات مرنة مثل خطط اشتراك أو خيارات اقتصادية.
3- بالتثقيف الغذائي حول أهمية التغذية الصحية.
4- بتنويع المنتجات لتلبية احتياجات فئات مختلفة من المستهلكين.