استذكر عدد من محتضي الأطفال الأيتام، معاني احتضانهم لهؤلاء الأيتام، وذلك تزامنًا مع اليوم العالمي للاحتضان في 9 نوفمبر الجاري، وإقامة «الملتقى الإثرائي للأسر المحتضنة» في 18 منه، مجمعين على أهمية تكاتف المجتمع في رعاية الأيتام من فاقدي الرعاية الوالدية، والأخذ بيد الأيتام واحتضانهم في كنف أسر صالحة ليكونوا أفرادًا مميزين في المجتمع.

وسرد عدد من المحتضنين للأطفال الأيتام قصص تحول حياتهم إلى الأفضل باتخاذهم قرار الاحتضان، وأكدوا أن لحظة قبول طلبهم بالاحتضان طفل يتيم تعد شرفًا عظيمًا لن يُنسى، وأشاروا إلى أنهم تلمسوا أثر قرارهم بالاحتضان على الواقع بالخير الوفير الذي نالوه، مؤكدين أنهم استشعروا المعنى الحقيق للاحتضان مع كل مناسبة للأعياد أو السفر أو الترفيه.

صعوبة يحلها الاحتضان


تروي الأم المحتضن، أمل الحربي، حكايتها مع الاحتضان، وتبين أنها كانت تواجه صعوبة في الإنجاب لسنوات طويلة، وقد حاولت مع زوجها كل شيء من علاجات وغيرها، لكنهما لم يرزقا بطفل.

وقالت «بعد تفكير عميق واستشارة، قررنا احتضان طفل، فبدأت إجراءات الاحتضان من جمعية الوداد الخيرية، وامتدت تلك الإجراءات عدة أشهر إلى أنه استلمنا طفلا نمنحه كل الحب والحنان، وكأنه ابننا البيولوجي، وقد حوّل حياتنا لتصبح مليئة بالسعادة، كما أن علاقتنا ببعضنا بعضًا تغيرت بشكل إيجابي، وأصبحا أكثر قربًا من بعضنا بعضًا».

تجربة ملهمة

تواصل الحربي «بعد فترة من احتضان الطفل، حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ بدأت أشعر بأعراض غير معتادة، وعندما زرت الطبيب أكد لي أنني حامل!، كان الخبر مدهشًا وعاطفيًا للغاية، إذ لم نكن نتوقع هذا الأمر بعد كل تلك السنوات من الانتظار».

وتابعت «هكذا، أصبحت للأسرة طفلين، أحدهما بالاحتضان والآخر من رحم الأم، لكننا نحبهما بشكل متساوٍ تمامًا، كانت تجربة الاحتضان تجربة ملهمة، ليس فقط لأنها فتحت أبواب الفرح لنا، بل أيضًا لأنها جعلتنا ندرك قيمة الحب والعائلة بمعانٍ أعمق».

الإيمان بقيمة الاحتضان

بدورها، تروي عبير عواجي قصة تعود بداياتها إلى ما قبل 16 عامًا عندما احتضنت من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ابنةً كانت بحاجة إلى عائلة تمنحها الحب والرعاية، وقالت «عبر هذه السنوات، أصبح حضني ملاذًا دافئًا لطفلتي بشائر، حيث نشأت في بيئة أسرية حانية وملأتها المودة والحنان».

وكررت الأم تجربتها مع الاحتضان، ولكن هذه المرة من خلال جمعية الوداد الخيرية، حيث قررت احتضان طفلة ثانية، لتمنحها نفس الحب والرعاية التي قدمتها لابنتي الأولى.

تعزيز الوعي

يذكر أن جمعية الوداد الخيرية لرعاية الأيتام، الذراع التنفيذي لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بدور الأسر المحتضنة في حياة اليتيم وما تقدمه لبناء استقرار الطفل المحتضن.

وأوضح الرئيس التنفيذي للجمعية، الدكتور ضيف الله بن أحمد النعمي، أن احتفاء الجمعية هذا العام باليوم العالمي للاحتضان كان له طابع خاص ومختلف هذا العام عن الأعوام السابقة، سواء من حيث إبراز أهمية الاحتفاء بهذا اليوم، أو من حيث إبراز إنجازات الجمعية في رعاية الأيتام.

وأضاف «أخذ الاحتفاء باليوم العالمي للاحتضان هذا العام منحنى تصاعديًا عبر 3 فعاليات رئيسية بداية من إطلاق الحملة الرقمية «أجمل قرار» على مواقع التواصل الاجتماعي بمشاركة أكثر من 10 آلاف أسرة محتضنة من جميع مناطق المملكة، والحديث عن أجمل قرار اتخذته في حياتها، مرورًا بإقامة «الملتقى الإثرائي للأسر المحتضنة» بنسخته الثانية، وبمشاركة نخبة من المتحدثين والمختصين في 5 محاور رئيسة تدور حول كيفية التربية السليمة للطفل المحتضن، والحكم الشرعي في التحفيز والرضاعة، وعن أثر السعادة الزوجية في الاستقرار النفسي للطفل المحتضن، وتسليط الضوء على الرضاعة الطبيعية وانتقال الهرمونات الوراثية من الأم للطفل، إلى جانب المحور الأهم والذي يدور عن كيفية مصارحة الابن المحتضن بواقعه الاجتماعي.

خطوة خير

أشار النعمي إلى أن الجمعية ستتواجد ميدانيًا حول المملكة تحت مبادرة «خطوة خير»، والتي ستنفذ في 5 مراكز تجارية في مدن الرياض، جدة، حائل، أبها، جازان، وذلك لإبراز دور الجمعية في المسؤولية المجتمعية ومقابلة الجمهور، وإضفاء السعادة على الأطفال الأيتام وأسرهم وكافة الزوار.

محاور الملتقى الإثرائي للأسر المحتضنة

1ـ كيفية التربية السليمة للطفل المحتضن.

2ـ الحكم الشرعي في التحفيز والرضاعة.

3ـ أثر السعادة الزوجية في الاستقرار النفسي للطفل المحتضن.

4ـ الرضاعة الطبيعية وانتقال الهرمونات الوراثية من الأم للطفل.

5ـ كيفية مصارحة الابن المحتضن بواقعه الاجتماعي.