فالملك سلمان منظومة شاملة من الخصال والمزايا والفضائل والمعاني الإنسانية التي تمثل حقيقته الإنسانية وتصل به إلى حد النموذج المثالي للإنسانية، حيث يحظى- حفظه الله- بقبول واسع وكبير، وذلك لامتلاكه مزايا وخصائص منحته هذا التكامل الفريد في شخصيته.
وفي هذا يقول الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أثناء تدشينه كتاب «الملك سلمان» في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي إثراء الذي صدر بمبادرة من مؤسسة التراث غير الربحية، وبرعاية من «أرامكو» السعودية:
«إن خادم الحرمين الشريفين أمضى حياته في خدمة الوطن والمواطن، ولازم جميع ملوك هذه البلاد وعاش مع المواطنين وبين المواطنين، وله تقاطعات مع كل شرائح المجتمع الذين كانوا يأتون إلى مكتبه في قصر الحكم بالرياض بشكل يومي».
مضيفًا، «أن سيرة خادم الحرمين الشريفين مع الناس مشهودة وفي أفضل صورة فأبوابه مفتوحة ومحبته للناس كانت عنوان هذه العلاقة ولهذا كانت علاقته مع الناس استثنائية».
فالملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المبادرات والتحولات الكبيرة، التي تتسم بالحيوية والديناميكية سواء على صعيد بناء المجتمع أو العلاقات الدولية أو التحولات الحضارية، وهو شخصية كبيرة في التاريخ العالمي ومن أذكى الشخصيات العالمية قام بدور بارز في صناعة وصياغة تاريخنا الحديث في فترة قصيرة.
فقد قام- حفظه الله- بسلسلة من المبادرات غير العادية والتحولات الكبيرة التي تعتبر نقلة في الزمن.
فقد لاحظ – حفظه الله – أننا نعيش في عالم متغير ولا بد أن تختلف الوسائل لمواجهة التحدي الذي يفرضه هذا العالم المتغير.
واليوم المملكة قوة فاعلة في المسرح العالمي لا يمكن الاستغناء عنها دينيًا وسياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وتكمن أهميتها في مواقفها المعتدلة ونفوذها السياسي وقوتها الاقتصادية وموقعها الإستراتيجي ومكانتها القيادية في العالمين العربي والإسلامي، مما جعلها تأخذ صدر الصورة في أي منحى إقليمي أو عالمي وذلك بما تتمتع به اليوم من حكمة وحنكة وقوة ومكانة في المجتمع الدولي بحيث أصبحت كيانًا يجمع وقوة توحد.
فالملك سلمان- حفظه الله- ذو حس حضاري ويتمثل ذلك الحس الحضاري في إيمانه بالموضوعية والتوازن الدقيق ومواجهة الحقائق سبيلاً للتعامل الدولي مع كل القوى الإقليمية والعالمية، وفي إيمانه الواعي بالحوار ليس فقط لتوضيح وجهات النظر وإنما كذلك للسعي الإيجابي لتأكيد الذات والعمل على بلورة الخيار الحضاري لأن الحوار هو البديل العاقل للصراع ولأنه الوسيلة المثلى لتحقيق الأهداف الوطنية والقومية في هذا العالم المتشابك المصالح.
لقد أخذت العلاقات الدولية أشكالاً جديدة أملتها الأوضاع العالمية الجديدة، فالمتغيرات السياسية العالمية استدعت دخول المملكة كبلد رئيسي في ساحة الأحداث بقوة واستخدمت ثقلها السياسي إقليمياً وعالمياً من أجل الوصول إلى مشاريع حلول عادلة في أي مسعى سياسي، وذلك بما هي عليه اليوم من حكمة ونظرة واسعة ومتسامحة ومن مكانة في المجتمع الدولي، حيث أصبحت كياناً يجمع وبلداً يوحد وقوة تعزز قدرة الأشقاء وتدعم الحق وتقف إلى جانب المبادئ.
فالمملكة التي يعرفها العالم اليوم هي المملكة التي قال عنها أحد المفكرين البارزين في الأوساط الأمريكية البروفيسور مجيد قدوريل إنه لم يحدث تطور لدولة ما في العالم كالذي حدث للمملكة العربية السعودية لقد أصبحت المملكة قوة اقتصادية وسياسية مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط بل أصبحت تؤثر على مجريات الأحداث في العالم.
ولذا فإن النهج الإستراتيجي للمملكة يقوم على فلسفة التفوق النوعي، حيث تسبق كثيرًا من الدول في التفوق النوعي الاقتصادي «الطاقة» فالمملكة العضو الأكبر بحكم حجم الإنتاج وأحد أكبر الأعضاء الفاعلين في منظمة التجارة العالمية وأحد الأعضاء الكبار في مجموعة العشرين الاقتصادية وهذه المقاييس لا تنحصر في الاقتصاد فحسب لقد أحدثت المملكة تفوقًا نوعيًا في شبكة العلاقات والمصالح من خلال تفعيل الدبلوماسية على أعلى المستويات وتبني إستراتيجية القوة الذكية وبناء التحالفات والشراكات العالمية، يضاف إلى ذلك أن المملكة دولة قائدة ومحورية على مستوى العالم العربي والإسلامي وذات مكانة عالمية لا يمكن الاستغناء عنها دينيًا وسياسيًا واقتصاديًا وإنسانياً.