ورغم أن الإعلام التقليدي كان يؤدي دورًا في شيطنة الأشخاص، فإن تأثيره كان أبطأ وأقل شمولية مقارنة بما نشهده اليوم مع وجود شبكات التواصل الاجتماعي. فتجسيد الأشخاص على أنهم الشر بعينه أصبح صنعة احترافية ومتاحة مع الأسف للجميع وهنا مكمن الخطورة. حيث يتمثل الخطر في أن هذه التصورات قد تؤدي إلى تصرفات غير عادلة أو عنيفة تجاه الأفراد أو الجماعات المستهدفة، بالإضافة إلى تعزيز التعصب والعدوانية.
اليوم مع الانتشار السريع للمعلومات يمكن أن تنتشر المعلومات المغلوطة بسرعة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي. هذه السرعة تُسهل تشويه سمعة الأشخاص أو الجماعات من خلال تضخيم الأخطاء أو التركيز على نقاط معينة بطريقة غير منصفة. بالإضافة إلى الخوارزميات التي تستخدمها هذه الشبكات والتي غالبًا ما تدفع بالمحتويات المثيرة للجدل أو التي تثير ردود فعل عاطفية قوية إلى الواجهة. هذا يعزز التفاعل بين المستخدمين ويؤدي إلى إنشاء صورة «نحن ضدهم»، حيث يعتبر الطرف الآخر عدوًا أو شريرًا. مع المزيج من التحريض الجماعي والقدرة على التعبير السريع والمباشر وبلا قيود ولا حدود، فتنطلق حينها رحلة الشيطنة من التنمر إلى العدائية والإقصائية.
إجمالاً، شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة خصبة لشيطنة الأشخاص بسبب التفاعلية العالية وسرعة انتشار المحتوى. لذا يجب الحذر عند التعامل مع المعلومات المنتشرة على هذه المنصات، والتأكد من صحتها قبل إصدار الأحكام. والملامة الأكبر على من أضاع سنوات من عمره في التعليم.