أقول هذا لأني قرأت كتاب (عيال البسة) لداود الشريان، العناوين «مدرسة» ومثال أكاديمي جيد لكيفية اختيار عنوان جاذب، ما صدمني هو جرأة الطرح.
من المقالات التي عصفت بانتباهي عصفا: (انكسر الشاهد)، لن أستطيع الحديث عنها لأنه لا توجد أي طريقة لشرحها كما كتبها صاحبها، المقالة الأخرى التي وكأنها كتبت اليوم: (المثقفون والطقاقات)، لن تجد عندي أي تلميح، أنا لست محترفة في الحديث عن فكرة حساسة كما يفعلها داود.
المميز في المقالات هو التصوير المجازي الذي يسمح لك بمعرفة القصة أو الحدث دون التصريح بذلك، خاصة مقال (على شان المعزبة)، يا إلهي كيف يكتب هذا الإنسان، ولم للتو أكتشف ذلك؟!
الطريف بالأمر أن المقالات تحمل من التصنيفات ما لا رأت عينك ولم يعقله عقلك، تصنيفات جديدة من نوعها لكنها حقيقية، وهنا الأمر المضحك، رغم معارضتي للتصنيفات؛ لكن تناولها بشكل فكاهي فقبلتها ولما أمتعض، وهنا التميز، أن الكاتب يستطيع إيصال أي فكرة بغض النظر عن سلامتها أو صحتها، الكاتب يستطيع تشكيل عقل واحد على الأقل، فما بالك بقراء؟
نحتاج أن نبدأ من حيث انتهى داوود الشريان، نريد شبابًا لديهم ملكة الكتابة للمساهمة في استمرار التوعية الاجتماعية والتبادل الثقافي.
أخيرًا.. كنت أعتقد أني جريئة في تناول الأفكار، لكن اكتشفت أنه حلم، وبدده كتاب (عيال البسه) للعظيم داوود الشريان.