أصبح تهديد غارات إسرائيل لجماعة حزب الله قويا، خاصة بعد مقتل 7 من قياداتها خلال ما يزيد قليلا على أسبوع، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل مسؤولا كبيرا آخر في حزب الله بغارة جوية في الوقت الذي كانت فيه الجماعة المسلحة اللبنانية تعاني سلسلة من الضربات المدمرة، ومقتل أمينها العام حسن نصر الله.

وقال الجيش الإسرائيلي إن نبيل قاووق، نائب رئيس المجلس المركزي لحزب الله، قُتل، وأكد حزب الله مقتله، مما يجعله سابع زعيم كبير في حزب الله يُقتل في غارات إسرائيلية. ومن بين القتلى أعضاء مؤسسون نجوا من الموت أو الاعتقال لعقود من الزمن.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربة مستهدفة أخرى على بيروت في وقت لاحق، مشيرا إلى أن التفاصيل ستأتي لاحقا.


بينما ذكر نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف أن المرشد الأعلى، علي خامنئي، سيقرر الرد على الضربات الإسرائيلية بلبنان «في الوقت المناسب».

شخصيات بارزة

وقد أكد حزب الله، في وقت سابق، مقتل علي كركي، وهو قائد كبير آخر، بالغارة التي وقعت يوم الجمعة، وأسفرت عن مقتل نصر الله. في حين قال الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، إن كركي قُتل في الغارة الجوية التي استهدفت مجمعًا تحت الأرض في بيروت، حيث كان يجتمع نصر الله وشخصيات بارزة أخرى من حزب الله.

وأفاد الجيش بأن ما لا يقل عن 20 مسلحا آخرين من حزب الله قتلوا في الضربة، بما في ذلك اثنان من المقربين من نصر الله، أحدهما كان مسؤولا عن حراسته الشخصية.

كما تعرض حزب الله لهجوم متطور على أجهزة النداء واللاسلكي التابعة له، وألقي باللوم فيه على إسرائيل على نطاق واسع. ووفقا لوزارة الصحة اللبنانية، أسفرت موجة من الغارات الجوية الإسرائيلية عبر أجزاء كبيرة من لبنان عن مقتل ما لا يقل عن 1030 شخصا ــ بما في ذلك 156 امرأة و87 طفلا ــ في أقل من أسبوعين.

وقف النار

وفي أول بيان له منذ التصعيد الأخير مع إسرائيل، وبعد مقتل زعيم حزب الله، دعا الجيش اللبناني إلى الهدوء «في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة».

ويخشى المسؤولون الحكوميون أن تؤدي الانقسامات السياسية العميقة بالبلاد في وقت الحرب إلى إشعال الصراع الطائفي والعنف في الدولة الصغيرة المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

وقالت قيادة الجيش في بيان لها: «العدو الإسرائيلي يعمل على تنفيذ مخططاته التدميرية، وبث الفرقة بين اللبنانيين».

وقد انتشرت آليات عسكرية في أنحاء مختلفة من العاصمة، مع استمرار تدفق آلاف النازحين من الجنوب إلى بيروت.

ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أحد الوسطاء بين إسرائيل وحماس، إلى «وقف فوري وشامل لإطلاق النار في غزة ولبنان» وسط تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وحزب الله. وقد جاءت تصريحاته بعد مقتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله، في غارة جوية إسرائيلية.

وإلى جانب الولايات المتحدة وقطر، ترأست مصر لأشهر عدة المفاوضات بين إسرائيل وحماس من أجل إنهاء الحرب في غزة. لكن المفاوضات تعثرت، مرارا وتكرارا، وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، حليف حماس. ويرى الدبلوماسيون أن وقف إطلاق النار في غزة هو أفضل وسيلة لتجنب حرب إقليمية.

عضو مخضرم

وكان قاووق عضوًا مخضرمًا في حزب الله، إذ يعود تاريخه إلى ثمانينيات القرن العشرين، وشغل منصب القائد العسكري لحزب الله في جنوب لبنان خلال حرب 2006 مع إسرائيل، وكان يظهر كثيرًا في وسائل الإعلام ، حيث كان يعلق على التطورات السياسية والأمنية، وألقى كلمات التأبين في جنازات كبار المسلحين. وقد أعلنت الولايات المتحدة عن عقوبات ضده في 2020.

وقالت كورين فلايشر، المديرة الإقليمية للوكالة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية: «لبنان عند نقطة الانهيار، ولا يمكنه تحمل حرب أخرى».

نزوح المئات

وقد نزح مئات الآلاف من الناس عن منازلهم في لبنان بسبب الضربات الجوية الأخيرة. وتقدر الحكومة أن نحو 250 ألف شخص يعيشون في الملاجئ، وأن ثلاثة إلى أربعة أضعاف هذا العدد يقيمون مع الأصدقاء أو الأقارب أو يخيمون في الشوارع، بحسب ما قاله وزير البيئة، ناصر ياسين، لوكالة «أسوشيتد برس».

وبينما واصل حزب الله إطلاق الصواريخ والقذائف على شمال إسرائيل، فإن أغلبها تم اعتراضها أو سقوطها في مناطق مفتوحة. كما لم يُقتل أي إسرائيلي منذ بدأت الموجة الأخيرة من الضربات على كبار قادة حزب الله في العشرين من سبتمبر.

وتقول إسرائيل إنها عازمة على إعادة نحو 60 ألفا من مواطنيها إلى المجتمعات التي تم إخلاؤها في الشمال منذ ما يقرب من عام.



لبنان:

أعلن برنامج الغذاء العالمي أنه أطلق عملية طارئة، لتوفير الغذاء لما يصل إلى مليون شخص نازح بسبب العنف في لبنان.

توزع الوكالة التابعة للأمم المتحدة، الأحد، حصصا غذائية جاهزة للأكل، وخبزا ووجبات ساخنة، وطرودا غذائية على الأسر في الملاجئ.

تقول الوكالة إنها تحتاج إلى 105 ملايين دولار، لمساعدتها على مواصلة العمل حتى نهاية العام.

بيّن وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين أن الحكومة تقدر أن نحو 250 ألف شخص يقيمون في الملاجئ.

يقول ياسين إن أربعة أمثال هذا العدد قد يكونون نازحين خارج الملاجئ.