أكدت جماعة حزب الله اللبنانية مقتل زعيمها وأحد مؤسسيها، حسن نصر الله، بغارة جوية إسرائيلية على بيروت في اليوم السابق.

وتعهدت الجماعة بـ«مواصلة الجهاد ضد العدو ودعم فلسطين».

يعد نصر الله، الذي قاد حزب الله لأكثر من ثلاثة عقود، الهدف الأقوى الذي قتلته إسرائيل خلال أسابيع من القتال المكثف مع حزب الله.


وقال رئيس الأركان الإسرائيلي، الفريق أول هيرتسي هاليفي، إن القضاء على نصر الله «ليس نهاية أدواتنا»، مشيرًا إلى أنه تم التخطيط لمزيد من الضربات. في حين وصف وزير الدفاع، يوآف غالانت، هذه الضربة بأنها «أهم ضربة مستهدفة منذ تأسيس دولة إسرائيل». كما تعهدت إسرائيل بتكثيف الضغوط على حزب الله.

فرصة سانحة

أشارت أورنا ميزراحي، الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب والمحللة الاستخباراتية السابقة للجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء، إلى أن نصر الله كان في بعض الأحيان «صوت العقل» المهتم بإشراك إسرائيل في حرب استنزاف، ومنع الجماعة المسلحة من استخدام القوة الكاملة لترسانتها الهائلة ضد إسرائيل.

وأضافت أن مقتل نصر الله قد يدفع بعض أعضاء حزب الله الأقل رتبة إلى استخدام أسلحة أقوى بكثير من تلك التي استخدمت في تبادل الأعمال العدائية الذي استمر قرابة العام بين حزب الله ولبنان. لكن ميزراحي قالت إن علامة الاستفهام الأكبر الآن هي كيف سترد إيران ؟؟.

وأوضحت أن مقتل نصر الله قد يوفر فرصة، في الوقت الذي تضعف فيه المنظمة بشكل كبير، للبنان من أجل تخفيف نفوذ حزب الله الواسع النطاق، خاصة في الجنوب، الذي يهدد بجر لبنان إلى حرب شاملة مع إسرائيل.

غارة دقيقة

قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارة جوية دقيقة بينما كان قادة حزب الله يجتمعون في مقرهم بالضاحية جنوب بيروت.

وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بأن ستة أشخاص قتلوا وأصيب 91 آخرون في الضربات التي دمرت ستة مبان سكنية. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن علي كركي، قائد الجبهة الجنوبية لحزب الله، وقادة آخرين قتلوا أيضا.

من جهتها، أعلنت إيران مقتل جنرال بارز في الحرس الثوري الإيراني، فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه، بالغارة الجوية نفسها. وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) أن عباس نيلفوروشان (58 عاما)، الذي حددته الولايات المتحدة كنائب قائد العمليات في الحرس الثوري، قُتل يوم الجمعة.

تعقب طويل

قال المقدم ناداف شوشاني، المتحدث باسم الجيش، إن الغارة الجوية كانت مبنية على سنوات من تعقب نصر الله، إلى جانب «معلومات في الوقت الفعلي»، ما جعلها قابلة للتطبيق.

ورفض شوشاني أن يوضح ما هي الذخائر المستخدمة في الضربة أو تقديم تقدير لعدد القتلى المدنيين.

وفي بيان لها، قدمت حركة «حماس» الفلسطينية تعازيها لحليفها حزب الله.



مواصلة الهجمات

تعهدت إسرائيل بتكثيف الضغوط على حزب الله حتى يوقف هجماته التي أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الإسرائيليين من المجتمعات القريبة من الحدود اللبنانية. كما أدت المعارك الأخيرة إلى نزوح أكثر من 200 ألف لبناني في الأسبوع الماضي، وفقا للأمم المتحدة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحشد جنودا احتياطيين إضافيين مع تصاعد التوترات مع لبنان، وفعّل ثلاث كتائب من جنود الاحتياط للخدمة في جميع أنحاء البلاد. كما أرسل لواءين إلى شمال إسرائيل في وقت سابق من الأسبوع، للتدريب على غزو بري محتمل. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل ألحقت أضرارًا جسيمة بقدرات حزب الله خلال الأسبوع الماضي من خلال استهداف مجموعة من التهديدات المباشرة والأسلحة الإستراتيجية، مثل الصواريخ الموجهة الأكبر حجمًا. لكنه لفت إلى أن الكثير من ترسانة حزب الله لا تزال سليمة، وإن إسرائيل ستستمر في استهداف المجموعة. وحدّث الجيش الإسرائيلي المبادئ التوجيهية للمواطنين الإسرائيليين بإلغاء التجمعات التي تضم أكثر من 1000 شخص بسبب التهديد المستمر.

وقد تم إجلاء نحو 60 ألف إسرائيلي من منازلهم على طول الحدود اللبنانية منذ ما يقرب من عام. وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت الحكومة الإسرائيلية إن وقف هجمات حزب الله في شمال البلاد للسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم هو هدف حرب رسمي.

تنفيذ الغارات

نفذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 140 غارة جوية على جنوب بيروت ووادي البقاع شرق لبنان، بما في ذلك استهداف منشأة لتخزين الصواريخ المضادة للسفن في ضاحية بيروت الجنوبية. وقالت إسرائيل إن الصواريخ كانت مخزنة تحت الأرض أسفل مبان سكنية مدنية. بينما أطلق حزب الله عشرات القذائف عبر شمال ووسط إسرائيل وعمق الضفة الغربية المحتلة، ما أدى إلى إلحاق أضرار ببعض المباني في بلدة صفد الشمالية.

وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، تصاعدت أعمدة الدخان وخلت الشوارع بعد أن تعرضت المنطقة لقصف جوي إسرائيلي عنيف طوال الليل. وبينما امتلأت الملاجئ التي أقيمت في وسط المدينة للنازحين، نامت العديد من الأسر في الساحات العامة والشواطئ أو في سياراتها. وعلى الطرق المؤدية إلى الجبال المطلة على العاصمة، شوهد مئات الأشخاص وهم يخرجون سيرا على الأقدام، حاملين أطفالهم الرضع وأي شيء يمكنهم حمله.

وقال وزير الصحة اللبناني إن إجمالي عدد القتلى في الغارات الإسرائيلية على لبنان خلال أقل من أسبوعين بلغ 1030 شخصا، بينهم 156 امرأة و87 طفلا.



من هو حسن نصر الله؟

ولد عام 1960 لعائلة فقيرة في ضاحية شرشابوك شمال بيروت

قُتل وهو يبلغ من العمر 64 عاما

كان يجيد حرب العصابات درس العلوم الدينية، وانضم إلى حركة «أمل»، وهي منظمة سياسية وشبه عسكرية شيعية، قبل أن يصبح أحد مؤسسي حزب الله. بعد يومين من مقتل زعيمها السيد عباس الموسوي (39 عاما) في غارة بطائرة هليكوبتر إسرائيلية في جنوب لبنان، اختاره حزب الله أمينا عاما له في فبراير 1992. بعد 5 سنوات، صنفت الولايات المتحدة حزب الله منظمة إرهابية. تحت قيادته، استطاع حزب الله قيادة حرب الاستنزاف التي أدت إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في عام 2000، بعد احتلال دام 18 عامًا. قُتل نجله الأكبر (هادي) في عام 1997 خلال قتاله ضد القوات الإسرائيلية. أعاد تشكيل حزب الله، ليصبح عدوا لدودا لإسرائيل. عزز التحالفات مع الزعماء الدينيين الشيعة في إيران والجماعات المسلحة مثل حماس. يحظى بإعجاب أتباعه الشيعة في لبنان. يُنظر إليه باعتباره متطرفا في الولايات المتحدة ومعظم دول الغرب. شكل قيادات منوعة رغم الظروف الصعبة والمواقف المناهضة



كيف سيكون الرد؟

تهديدات من حزب الله برد حاسم

العالم يتابع المستجدات ترجيحات بتدخل إيران في الصراع

إسرائيل تراقب التحركات بين إيران وحزب الله

صواريخ كروز وطائرات دون طيار تهدد إسرائيل من جميع الاتجاهات

استعدادات غير اعتيادية في جنوب لبنان

واشنطن تتبرأ من استهداف نصر الله.

روسيا تستنكر وتحذر من «عواقب وخيمة».

الصين تطالب بوقف شامل لإطلاق النار في الشرق الأوسط.

ألمانيا: زعزعة أمن لبنان ليس في مصلحة إسرائيل.

العراق يعلن الحداد 3 أيام على وفاة نصر الله.

إيران تتوعد إسرائيل بالندم.

تركيا تندد بالهجمات الإسرائيلية

سعد الحريري: لبنان سيدخل في مرحلة عنف جديدة.