مؤخراً وبتوجيه مولاي خادم الحرمين الشريفين وقيادة سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان حققت المملكة قفزات ضخمة وقياسية في سنوات قليلة بعد إطلاق خطة إستراتيجية بعيدة الأمد تعرف برؤية 2030، وكانت نتائج تلك الرؤية واضحة وجلية ولا يمكن التشكيك فيها، فلغة الأرقام دائماً هي البيان والحكم الذي لا يمكن هزيمته، فالاقتصاد السعودي حقق نمواً مذهلاً متغلبا على محنة جائحة كورونا ومحققاً نمواً سنوياً متتالياً في السنوات الثلاثة السابقة، كواحد من أعلى الدول بمجموعة العشرين، تحقيقاً للنمو الاقتصادي، وتوقع صندوق النقد الدولي تحقيق الاقتصاد السعودي نمواً ب 1.7 % في العام الحالي، مع زيادة نسبة النمو إلى 4.7 % في عام 2025، كما سجلت السعودية أعلى مستوى تاريخي لمساهمة الأنشطة غير النفطية بنسبة 50 % من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لعام 2023، وبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي للأنشطة غير النفطية 4.7 % خلال عام 2023.
واستمرت عجلة التقدم بالمملكة حيث أشار التقرير السنوي لرؤية 2030 أن 87 % من المبادرات البالغ عددها 1064 للعام 2030 مكتملة، أو تسير على المسار الصحيح، وهو ما يفسر التقدم المذهل في جميع المجالات ومن أهمها التحول الضخم في تملك المواطنين للإسكان، وقد كان هذا الملف هاجساً كبيراً للحكومات السعودية المتلاحقة ولكن تم تحقيق تقدم كبير فيه بعد رؤية 2030، حيث زادت نسبة تملك المواطنين مساكنهم من 47 % إلى 63 % مما أدى إلى تأثيرات اجتماعية ضخمة أثبتت أن المواطن هو محور اهتمام رؤية 2030، والجدير بالذكر أن المستهدف النهائي هو الوصول إلى 70 %من تملك السعوديين للمنازل قبل 2030، وبما أن الإنسان هو محور رؤية 2030، فمع التركيز على مبدأ الوقاية خير من العلاج وتكثيف التوعية وتشجيع انتشار الرياضة وتوفر الرعاية الصحية الشاملة فقد حققت المملكة زيادة في معدل متوسط الأعمار إلى 78 عاما، مع العمل على الوصول ال 80 عاماً قبل نهاية 2030.
وفي تحول نوعي لم يحدث في تاريخ المملكة انخفضت البطالة بين السعوديين لأرقام قياسية مسجلة 7.7 % في الرابع من 2023، وهذا التحسن اللافت يؤكد قدرة الاقتصاد السعودي على خلق مزيد من الوظائف الجيدة، واستدامة العمل الحكومي والخاص ورفع مشاركة الشباب السعودي، ومما لاشك فيه أن رؤية 2030 أحدثت زخماً كبيراً في المجتمع السعودي من نواحٍ مختلفة، فهناك نمو ضخم بقطاعات مثل السياحة والترفيه وتحول رياضي كبير كان له الأثر في لفت الأنظار العالمية إلى التغيير الشامل الذي تمر به المملكة، وكان من حسنات الرؤية المباركة انتقال هذا الحراك الاقتصادي والحضاري إلى دول مجاورة تريد اللحاق ومحاولة نسخ التجربة السعودية المباركة، وأصبح الأمير محمد بن سلمان ملهماً للعديد من قيادات العالم وأيضا للشباب الصاعد، وحقق سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان لقب الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيرًا لمدة 3 سنوات متواصلة حسب استطلاعات الرأي، فقد ثبت جلياً أن وجود رؤية واضحة وهدف بعيد مع العمل الجاد والإصرار على تحقيق الأهداف وديناميكية شابة هو الوصفة الأمثل والأكمل لتحقيق النجاح، وكأني أرى سمو سيدي يمضي بخطاه نحو تحقيق المزيد من النجاحات وينطبق عليه قول الشاعر العربي الفرزدق حينما قال:
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا
وإِن نحن أومأنا إِلى الناس وقفوا