استبشرنا خيراً بالمبادرات المتتالية والبرامج والمشاريع الثقافية القيمة والتي أطلقتها وزارة الثقافة لبناء مجتمع معرفي وتحسين جودة الحياة من خلال هيئاتها المتعددة والتي كان آخرها السماح بإضافة نشاط بيع الكتب كنشاط إضافي ضمن 8 أنشطة تجارية وذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والاسكان وهذا إن دل فيدل على إهتمام وزارة الثقافة بالعقل الإنساني وأهمية تغذيته بالعلم والمعرفة وكل مامن شأنه الإرتقاء به ومايزيد من وعيه . وبمناسبة هذه المبادرة نتمنى من وزارتنا الموقرة الإلتفات للصحف الورقية وتفعيل نقاط بيعها وتكثيفها ودعمها وتوفيرها بكل الوساىل وبقدر الإمكان ولو بكميات ونسخ قليلة ، وأن تتكفل بها الوزارة - ولو جزئياً- بكل مراحلها طبعاً ونشراً وتوزيعاً لتخفيف النفقات والعبء على المؤسسات المختصة لتشجيع المجتمع وحثه على القراءة - وبالأخص أولئك الذين لايقرأون - وذلك من خلال توفير الصحف في الأماكن العامة، في محطات المطارات والقطارات والأسواق والمهرجانات والفعاليات الحكومية وفي القطاعات الخاصة وفي كل التجمعات وأماكن الترفيه وغيرها في كل مدينة ومحافظة .

قراءة الصحف الورقية ليست كغيرها من الكتب أو المجلات المتخصصة ، فأولاً وقبل كل شيء هي كغيرها من الإعلام الحكومي والرسمي تمتع بالمصداقية والموثوقية في الأخبار واستقاء المعلومات، فهي إذن مرجعية من أهم المراجع مهما كثرت الوسائل ومصادر الخبر والمعرفة ، وصفحات الصحف الورقية قليلة وهي لاتحتاج قراءة متعمقة بل تتميز بمواضيعها وموادها الخفيفة المتنوعة التي تلبي إحتياجات كل فرد حسب اهتمامه وميوله من ثقافة واقتصاد وسياسة ورياضة وأخبار.

ولذلك فالصحف الورقية تجمع كل تلك المواد والتقارير في قالب سهل تجعل القاريء يستفيد منها ويقرأها في وقت محدد دون ان يتشعب، عكس مواقع الأنترنت وبرامج التواصل التقنية التي تشتته وتجعل القيمة المعرفية المستفادة أقل بكثير من القراءة من الورق. ولاننسى بأن قراءة الصحف الورقية تعد بمثابة مدخل أو تدريب على القراءة لأولئك الذين لايقرأون ولاتستهويهم القراءة مطلقاً أيا كانت وبأي شكل من الأشكال لأن بمجرد رؤيتهم للصحف الورقية والإطلاع عليها يجعل لديهم مع الوقت قابلية لقراءة الكتب وغيرها. وهذا هو الهدف المنشود للوزارة وهو بناء مجتمع معرفي واع ومثقف ومبدع، تماشياً مع الإستراتيجية الوطنية وفق رؤية المملكة 2030 .