عارض عدد من الخبراء الأمريكيين قرار قام به الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يسمح لأوكرانيا سرًا بالإذن باستخدام الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لضرب أهداف محدودة داخل روسيا، مشيرين إلى أن هذا القرار لا يخدم المصالح الأمريكية، بل يجرها إلى حرب نووية مع روسيا.

وقال خبير عسكري في أولويات الدفاع، دانييل إل. ديفيس، ليس هناك ما تكسبه الولايات المتحدة، بل لن تخسر الكثير من خلال توسيع قائمة الأهداف المسموح بها لأسلحتنا وذخائرنا لتشمل أوكرانيا، وإن المخاطرة بالتصعيد النووي أمر غبي إلى أعلى درجة، ويجب إلغاء إذن بايدن الأسبوع الماضي فورًا قبل حدوث أي ضرر.

بلا إستراتيجية

وبين ديفيس أنه لا يوجد دليل على أن أي شخص في البيت الأبيض، أو وزارة الخارجية، أو وزارة الدفاع قد رسم إستراتيجية منطقية قبل اتخاذ القرار بالسماح بتنفيذ أعمال فتاكة بدعم أمريكي على الأراضي الروسية.

وقد أوضح، أنتوني جون بلينكن، وزير خارجية الولايات المتحدة أن هذه الخطوة كانت لمجرد «التكيف» مع ظروف ساحة المعركة المتغيرة، ولكن حتى في هذا البيان، لم يقدم أي تعليق حول كيفية تغيير السياسة لمسار الحرب، أو يؤدي إلى تحسين الظروف لأوكرانيا، أو تحقيق نتيجة إيجابية لأمريكا.

ولا يتطلب الأمر الكثير من التحليل لفهم أن هذا الإجراء لن يفعل أيًا من هذه الأشياء، لكن ما قد يفعلونه قد يؤدي إلى تفاقم الوضع بالنسبة لكل من أوكرانيا والولايات المتحدة. مواجهة الروس ويضيف ديفيس قائلا: «إننا نتمتع بالجزء الأفضل من قرن من الخبرة بين الولايات المتحدة، والغرب بشكل عام، في مواجهة الروس، والسوفييت من قبل، في إدارة الحروب بالوكالة»، لقد دأبت الديمقراطيات من جهة، والشيوعيون أو المستبدون من جهة أخرى، على تأجيج الحروب على أطراف الآخرين، بهدف إثقال كاهل خصومهم، أو استنزاف مواردهم، أو إضعاف رغباتهم التوسعية، إن ما تجنبته جميع الأطراف بشكل متعمد هو تقديم المساعدة الفتاكة للقوات الوكيلة للهجوم المباشر على أراضي خصومهم المسلحين نوويًا.



نطاق الحرب

وأوضح ديفيس أنه عندما اندلعت الحرب لأول مرة في أوائل عام 2022، كان هناك الكثير من القلق في العالم الغربي بشأن توسيع نطاق الحرب، واحتمال جر روسيا إلى هجوم من الغرب، والكثير من القلق بشأن تجاوز «الخطوط الحمراء» المفترضة.

وفي البداية كانت مجرد «أسلحة هجومية»، ثم أنظمة محددة، مثل الصواريخ المضادة للدبابات، والصواريخ المضادة للطائرات، ومدافع الهاوتزر الأمريكية، ثم الدبابات الغربية الحديثة، وناقلات الجنود المدرعة، وأنظمة الدفاع الجوي، وأنظمة الصواريخ بعيدة المدى، وأخيرًا طائرات (F-16) المقاتلة، وكان يُخشى أن تكون كل هذه «خطوطًا حمراء» قد تؤدي إلى توسيع نطاق الحرب، لكن لم يحدث أي منها.

وأضاف قائلا: «إذن، فإن الافتراض السائد بين الكثيرين في الغرب هو أنه نظرًا لأن أيًا من هذه الإجراءات لم يولّد هجومًا روسيًا ضد الغرب، فلن يؤدي أي منها على الإطلاق، وهذا منطق أحمق يمكن أن نبني عليه السياسة، لأن العقلية تفشل في فهم ما يحرك الروس، وتفشل في النظر إلى التأثير التراكمي، ولا تأخذ في الاعتبار حتى كيفية الرد على سياسات مماثلة من جانب بوتين».

تحذير مهم

وقال نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، إن بوتين وجه «تحذيرًا مهمًا للغاية، ويجب أن يؤخذ بمنتهى الجدية»، مضيفًا أنه حذر القادة الأمريكيين «من الحسابات الخاطئة التي قد تكون لها عواقب وخيمة».

إن الاعتقاد في الغرب بأن السماح باستخدام أسلحة بعيدة المدى وطائرات (إف-16) لمهاجمة أهداف على البر الرئيسي الروسي من شأنه أن يغير مسار الحرب هو أمر محرج، إن أي تحليل أولي لميزان القوى بين الجانب الأوكراني «إلى جانب الدعم من الغرب»، والجانب الروسي يظهر أن قوات بوتين تتمتع بمزايا حاسمة في القوة الجوية، والدفاع الجوي، والدروع، والصواريخ، والطائرات بدون طيار، والقدرة الصناعية، والقوة البشرية.

لذا فإن إطلاق حفنة من الصواريخ بعيدة المدى على روسيا من شأنه أن يلحق الضرر بهم، ولكنه لن يفعل شيئًا لتغيير مسار الحرب، ناهيك عن نتائجها، ولنتأمل وعلى نحو مماثل، لن تسفر أي حملة مستدامة وواسعة النطاق من جانب الغرب ضد روسيا إلا عن نتائج ضئيلة، ولكنها قد تدفع روسيا إلى الانتقام.



كيف تتفادى أمريكا هجومًا نوويًا مع روسيا:

السعي إلى تسوية عن طريق التفاوض بأفضل الشروط المتاحة

إنهاء الحرب الحالية، وبذل كل الدبلوماسية لمنع اندلاع حرب أخرى في المستقبل عدم المخاطرة بحرب وجودية مع روسيا لتفادي الخطر على الأمن القومي الأمريكي