بعد أن عرّضت حقيبة اليد "بيركين" شركتها المنتجة والتي تعد رمزا للعلامات التجارية الفاخرة "Hermès" لدعوى قضائية في ولاية كاليفورنيا الأميركية، بسبب ادعاءات مفادها أن الشركة تسمح فقط للعملاء الذين لديهم تاريخ شراء كافٍ بشراء حقائب اليد الأكثر طلبا .

حيث تسعى الدعوى التي قدمها اثنان من سكان الولاية إلى دعم الآلاف من العملاء الأميركيين، حيث يحاول المدعون الحصول على أمر من المحكمة، بما قد يجبر Hermès على الحد من هذه الممارسات.

فماهي قصة هذه الحقيبة ولماذا أصبحت أشهر حقيبة في عالم الحقائب ورمزا من رموزها؟

رمز للموضة

تعد حقائب "بيركين" رمزا للموضة مما يرفع عليها الطلب بشكل كبير رغم ثمنها المرتفع، وذلك نظراً لارتباطها بإحدى رموز الموضة في العقود الماضية، وهي الممثلة البريطانية جين بيركين، والتي سميت على اسمها، وأيضاً لارتباط إنتاجها بالعلامة التجارية العريقة في مجال الموضة وهي شركة Hermès الفرنسية.

ووفقا لتقرير من صحيفة "ديلي ميل البريطانية" بعد أن أصبحت أول حقيبة من نوع بيركين متاحة للشراء في عام 1984، ظلت تباع بشكل مطرد منذ ذلك الحين، مع تجاوز الطلب العرض باستمرار.

فحتى العملاء الذين لديهم الرصيد البنكي المطلوب لا يمكنهم ببساطة الدخول إلى متجر Hermès وشراء الحقيبة. هناك دائماً قائمة انتظار، حجمها الدقيق محاط بالسرية، لكن يمكن للعملاء أن يتوقعوا بشكل روتيني الانتظار عدة سنوات، وذلك بالإضافة إلى سعرها الباهظ.

كما قالت الصحيفة أن عديداً من خبراء الموضة يعتبرون أن Hermès هي القمة في العلامات التجارية الفاخرة، وهي دار عريقة ذات تاريخ مقنع مثل منتجاتها.

قصة أول حقيبة

في العام 1980، تصادف جلوس النجمة البريطانية جين بيركين البالغة من العمر 33 عاماً في ذلك الوقت بجوار جان لويس دوماس، الرئيس التنفيذي لشركة Hermès آنذاك، على متن طائرة من باريس إلى لندن.

عندما حاولت النجمة البريطانية وضع حقيبة سفرها المصنوعة من القش في المقصورة العلوية، سقط كل شيء، وتساقط على كل منهما.

اعتذرت جين وأوضحت لدوماس أنه كان من المستحيل العثور على حقيبة عطلة نهاية الأسبوع الجلدية التي أعجبتها والتي يمكن أن تحتوي على جميع العناصر التي تحتاجها كأم شابة.

وأمضى الثنائي معظم الرحلة وهما يتحدثان عن الشكل المثالي لحقيبتهما، والنتيجة: حقيبة يد بسيطة مستطيلة الشكل مع غطاء وخياطة مميزة، لتصبح أول حقيبة من منتج بيركين متاحة للشراء بعدها بنحو 4 سنوات . لموقع "CNBC ARABIA "

نبذة عن Hermès

تأسست الشركة في باريس عام 1837 على يد تييري هيرميس، وبدأت مسيرتها في صناعة أحزمة الخيول، وفي عام 1880، افتتحت أول متجر لها، وتفرعت إلى السلع الجلدية في عام 1922 والملابس في عام 1925. وتبعتها الأوشحة الحريرية في عام 1937، وما زالت أندرها يتم جمعها بشغف مثل حقائب اليد.

اليوم، تنتج الشركة حقائب اليد، والملابس الرجالية، والملابس النسائية، والمجوهرات، والمنسوجات، والأدوات المنزلية، والعطور، وكل قطعة تحظى بالاحترام لجودتها، والتي تميل إلى أن تأتي بسعر باهظ الثمن.

وبالرغم من أن الجميع مرحب بهم من الناحية النظرية، فإن منتجاتها ترف لا يستطيع تحمله سوى القليل، وقاعدة المعجبين هي عبارة عن قائمة لأسماء النساء الأكثر أناقة وشهرة في العالم، بما في ذلك فيكتوريا بيكهام (التي يقال إن مجموعتها الشخصية من حقائب بيركين يبلغ عددها أكثر من 100)، وجيري هول، وجوليا روبرتس، وكيت موس، وجنيفر لوبيز، وعائلة كارداشيان جينر بأكملها.

حقيقة ندرتها

تقول صحيفة "ديلي ميل" أن مسألة نُدرة حقائب بيركين هو أمر واقع، وذلك لأن تصنيعها يستغرق وقتاً طويلاً للغاية.

وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة Hermès أكسل دوماس، فإن إتقان فن صناعة تمثال بيركين للتمساح، وهو أحد أكثر النماذج تعقيداً، يستغرق 7 سنوات.

مع ارتفاع الطلب على منتجات بيركين الجديدة تماماً، وندرة العرض، فإن قيمة إعادة بيعها مرتفعة بشكل مفهوم.

وفقاً لموقع إعادة البيع الفاخر "Vestiaire Collective"، تعد حقيبة بيركين واحدة من أكثر الحقائب طلباً دائماً، وهو اتجاه تردده شركات إعادة البيع الراقية الأخرى.

وتشير التقديرات إلى أن بيركين تحقق حوالي 130% من قيمتها الأصلية للبيع بالتجزئة عند إعادة البيع، وهو عائد يتفوق بشكل مثير للإعجاب على الاستثمارات التقليدية مثل الماس والذهب وأسواق الأسهم والعقارات.

وتتوقع منصة Baghunter عبر الإنترنت، التي ساعدت العملاء على شراء وبيع حقائب Hermès منذ عام 2014، ارتفاعاً في القيمة يتراوح بين ثمانية وعشرة أضعاف القيمة السوقية اليوم على مدى الخمسين عاماً القادمة.

وبحسب الديلي ميل أنه و على الرغم من أن سعر بيركين باهظ الثمن، فإنه تم وتصميمه ليدوم طويلاً. مثل الساعة أو الخاتم ونحو ذلك، فقد تم تصميمها لتنتقل إلى الجيل التالي.