انتشرت المتاحف الشخصية في كثير من محافظات جازان بعد الإقبال الكبير عليها من هواة جمع الأدوات والقطع الأثرية القديمة، ما ساهم في نشر ثقافة الاهتمام بمقتنيات الآباء والأجداد والماضي وتفاصيلها وتوثيقها وعرضها للأجيال الحالية. «الوطن» رصدت في زيارة ميدانية لعدد من المتاحف التي أسسها مواطنون وبجهودهم الذاتية وما تضمه من مقتنيات وأدوات ووثائق ومعلومات قديمة وتاريخية.

الماضي الجميل

أوضح الهاوي بالتراث من محافظة صبيا أحمد عثمان: «أهتم بالتراث منذ فتره طويلة وأحب الماضي الجميل ولكن من عام 1435 أجمع عملات الملك فهد وبعد التعرف على التراث في المناطق بدأت أجمع التراث عام 1441 وجمعت الكثير من الأشياء القديمة ومتنوع فيها وهذا ما يميزني لأن كل متحف يتميز عن الآخر وبعضها تكون محصورة على نوع واحد فقط والمتحف يتكلم عن العملات المعدنية والورقية وعن دكان زمان وعن التعليم وعن الإلكترونيات وأدوات الزراعة وألعاب الأطفال والطوابع وأدوات المطبخ القديمة».

سلبية وإيجابية

ذكر عثمان أن هذه الهواية لها جوانب إيجابية وسلبية ومنها أن البيئة حولهم محطمة ولا يوجد اهتمام ودعم للتراث وغير محفزين للهاوي لأن الهواة يقومون بتأسيس المتاحف وجمع الأدوات والصور والوثائق بجهود ذاتية وأعمال شخصية ومن باب حبهم وعشقهم لهذه الهواية ولحياة الماضي الجميل وهنا نجد القيمة الحقيقة لهذه المتاحف وما تضمه خلف جدرانها.

صعبة وشاقة

ومن محافظة بيش يقول هاوي التراث يحيى جندلي «جمع الأدوات والقطع التراثية عملية صعبة وشاقة وتحتاج إلى جهود كبيرة وتفرغ تام لأنك عندما تقرر فتح متحف شخصي لابد وأن تستقبل الزوار وتقوم على الشرح بشكل يومي لهم عن الأدوات والمقتنيات وتاريخها وكيفية استخدامها وغير ذلك من الأمور، ويقول إننا ساهمنا في عرض هذه المقتنيات الهامة أمام زوار المتحف سواء أفراد أم طلاب وطالبات المدارس الذين استفادوا من هذه المتاحف وما تضمه من إرث قيم ومفيد».

تراث الآباء والأجداد

وأشار إلى أن الهواة وأصحاب المتاحف يقومون بأعمال لها أثر كبير في حفظ تراث الآباء والأجداد والدول والمدن وعلى سبيل المثال هنا يوجد في متحفي صور لأول أمير عين في بيش من قبل الملك سعود وكذلك صور لأول محافظ عين في بيش من قبل الملك فهد وأول مدير للكهرباء وأول مدير للهيئة ومدرسة أبو هريرة وأول قاضي عين في بيش وأيضا صورة لأول طبيب قبل العهد السعودي وكذلك صورة لأحد قادة مدربي الجيش السعودي بجازان أيام الحرب بريطانيا وعدن ومن ضمن المؤسسين للإذاعة البريطانية والذي لا يزال يتقاضى 45 ريال ترسل إلى أولاده وكذلك صورة والدي مؤسس التعليم ببيش قبل العهد السعودي باسم المدرسة الجندلية، وغيرها من القطع والتواريخ والأحداث المهمة التي يضمها المتحف.