دفع حب الشعر والتراث الأدبي مواطنا سبعينيا لا يقرأ ولا يكتب بإحدى القرى النائية التابعة لمركز الشقيق شمال جازان إلى جمع العديد من القصائد الشعرية القديمة لشعراء قريته والقرى المجاورة المشهورين في ذلك الوقت، وحفظها وحفظ المناسبة وزمانها التي قيلت فيها، ويصل عمر بعض القصائد منها إلى سبعين عام.

قامت «الوطن» بزيارة إلى منزل المواطن علي يحيى المرشدي المطمي بقريته النائية والذي جمع العديد من القصائد الشعرية، وبخط أصحابها الشعراء المعروفين في محافظة الدرب وبوثائق تاريخية لديه، موضحا أنه محب ومتذوق للشعر والأدب والتراث الأصيل منذ أن كان صغيراً، ولكن لم تسنح له فرصة التعليم بشكل وافٍ في ذلك الوقت نظراً للظروف وغيرها من الأمور.

شعراء قدامى

قال المطمي: «أحفظ الشعر وأتمتع بطريقتي الخاصة في الإلقاء في المناسبات الخاصة بنا نحن جماعات الأصدقاء والجيران في الزواجات وغيرها، ودائماً ما يطلب مني القصائد الحربية للشعراء القدامى المعروفين في زمان الأجداد وغيرها من القصائد، مشيرا إلى أنه يمتلك العديد من المخطوطات الشعرية القديمة ويقوم على تجويدها بمساعدة أبنائه، فهم من يكتبونها بشكل واضح وخط جميل وجديد، ويساعدونني بعد ذلك بقراءتها علي مرات إلى أن أتم حفظها وبعضها، أذكر أنني سمعتها مباشرة من الشاعر نفسه فاحفظها مباشرة».

الشعر والأدب

ذكر أن محافظة الدرب ومنذ القدم تمتاز بالشعر والأدب فهي معقل الشيوخ الكبار والفرسان المشهورين، ولهم معركة الكد التاريخية المشهورة، والني شارك فيها من كافة قبائل الدرب ضد الحاميات العثمانية وقيلت فيها القصائد المشهورة في ذلك الزمان، ومن الشعراء المعروفين قديماً دلاك القصادي، وإبراهيم أمسحاقي، وأحمد برثابت، وأحمد برهادي قصادي، وبين أن هناك لون شعر الرثاء، وأيضاً قيل الكثير من القصائد في هذا اللون، والقصص شاهدة عليها وكلها محفوظة عندي، وفي كل مناسبة تجمعني بالأصدقاء يطلب مني إلقاء القصائد الشعرية وذكر مناسبتها والأعوام التي قيلت فيها، مشيرا إلى أنه مولع بالشعر منذ صغره ولكن ظروف الحياة في قريته النائية كان لها أثر بعزوفه عن التعليم في ذلك الوقت، ولكن لم يكن عائقاً أمام عشقه وحبه للشعر والشعراء وحفظ العديد من القصائد الشعرية والتي يحدد عمرها إلى سبعين عام.

عادات وتقاليد

أوضح المطمي أن للدرب عادات وتقاليد قديمة معروفة سواء في الزواجات أو الختان والذي كان يقام فيها الأهواد (الهود)، الأفراح واللعب الشعبي الدرجة والربش، ثلاثة أيام بلياليها، وتقام فيها السمرات الشعرية التي تمتد إلى الصباح، كانت ذات تكاليف بسيطة، وكنا نحرص على حضورها، فمثلا عند سماع الناس بسمرة كان يذهبون من الشعف والهجنبة، وإلى قرى ثانية في الدرب حباً في السمرات التي كانت متنفسا للأهالي في ذلك الزمان، على الرغم من المشقة وقلة الإمكانات، وأما في يومنا هذا تطورت الأمور وتعددت الألوان والحفلات والشعراء في الزواجات.