تشهد عدد من السجون في مختلف مناطق المملكة ما بين فترة وأخرى إقامة حفلات زواج لأحد نزلائها ممن يقضون فترات أحكامهم داخل أحد عنابرها، حيث تتكفل القيادة الرشيدة عبر وزارة الداخلية ورئاسة أمن الدولة بنفقات الحفل والولائم والإقامة، إضافة إلى تقديم هدايا مالية وعينية للعروسين.

وتوجه الدعوات إلى أهالي وأقارب العروسين لحضور الحفل، مع الترحيب بهم وتهيئة مكان إقامة الحفل الذي يضاهي أماكن إقامة أرقى الحفلات.

وتأتي هذه المبادرة ضمن الفلسفة والنظرة السعودية للسجون كأماكن إعادة تأهيل الأبناء وإصلاح للسجناء.


وتتباين رؤى كثيرين حول مسألة القبول بتزويج بناتهم من نزلاء السجون، وما هي ردة فعلهم في حال تقدم أهل وأسرة أحد النزلاء لطلب الزواج من فتاة، فيما ما يزال النزيل قابعا خلف القضبان.

زواج 5 نجوم

يقول أبو علي، وهو ولي أمر عروسة وافق على ارتباطها وزواجها من أحد نزلاء سجن الدمام «تقدم لي ذوو أحد نزلاء السجن لخطبة ابنتي، ولأنني أعلم من هم، ومن يكونون، وأعلم عن النزيل أنه على خلق عال ودين، لذلك أبديت موافقتي المشروطة والمقرونة بموافقة ابنتي، فهي صاحبة الشأن وبيدها القرار النهائي، وبعد أن أمهلناها وأعطيناها الوقت الكافي للتفكير والاستخارة أبدت موافقتها».

وأضاف «النزيل فرد من أفراد المجتمع حكمت عليه الظروف والأقدار بأن يدخل السجن، وهذا لا يعني حرمانه من حقه في الزواج والارتباط وتكوين أسرة، ومن هذا المنبر أحب أولا أن أتقدم بالشكر للقيادة الرشيدة لتوجيهها بأن تقدم للنزلاء خدمات تسهم في إعادة تأهيلهم وإصلاحهم، وأشكر إدارة السجون على بادرتها وتكفلها بحفل الزواج الذي ضاهى حفلات الخمس نجوم سواء في استقبالهم أو ضيافتهم أو ترحيبهم، أو اهتمامهم بكافة الترتيبات وفقرات الحفل التي كانت في غاية الروعة والاتقان».

وأضاف «هاتفت مدير السجن، واطلعته على رغبة جماعية لإقامة حفل الزواج، فكان تجاوبه سريعا، وكانت ترتيباتهم مذهلة، كما قدموا عددًا من الهدايا للعريس وللعروسة، وكذلك لذويهم الذين قدمت لهم بطاقات دعوة للحضور من جانب أهل العريس وأهل العروسة ليشاركوا العريسين فرحتهما في تلك الليلة، كما تكفلوا بجميع تكاليف إقامة الزواج من مأدبة عشاء فاخرة مع أسبوع إقامة يتمتع فيه العروسين بأمتع الأوقات مع توفير كل الخدمات والوجبات، وكل ما يتمناه أي عريس وعروسة في ذلك الوقت».

حدث للتاريخ

يستذكر حمد، وهو نزيل احتفل بزواجه قبل عام تقريبًا داخل أروقة سجنه بحضور الأهل والأقارب تلك المناسبة، ويقول «تولي القيادة الحكيمة أبناءها من المواطنين والمقيمين كل الرعاية والاهتمام، وتقدم الغالي والنفيس لأجل أبنائها، وهو ما لمسته أكثر حين جاء موعد زواجي، ولا أخفيكم أنني حتى الآن ما زلت مأخوذا بالدهشة وعدم التصديق من الفرح، فقد خاطبت في ذلك الوقت إدارة السجن برغبتي بالزواج، وكنت بين مشكك ومتيقن من موافقتها، ولم يكن يخطر في بالي أن تأتيني الموافقة بشكل سريع».

وأضاف «أبلغت إدارة السجن برغبتي بالزواج من ابنة عمي، متسائلًا عما إن كان النظام يسمح، وكان ردهم أجمل وأروع المفاجآت، حيث وافقوا على طلبي، وباركوا لي تلك الخطوة، وتم استدعاء الأهل وأخبروهم واجتمعوا بي وناقشنا الموضوع، وكان الجميع في قمة السعادة».

وأكمل «تكفلت رئاسة أمن الدولة بكافة تكاليف الزواج وتنظيم الحفل ووليمة المناسبة للرجال والنساء، وجاء تنظيم الحفل بشكل رائع، كما قدموا هدية لي وأخرى لزوجتي».

وواصل «جاء حفل الزواج رائعًا، وتخللته عدد من الفقرات والألعاب الشعبية، وستبقى كل تفاصيله في ذاكرتي فلن أنساه ما حييت، لذا لا أقول إلا اللهم لك الحمد على ما ننعم به في هذه البلاد الغالية».

هدايا مالية وعينية

أوضح م. القحطاني، وهو أحد نزلاء سجن الحاير أنه احتفل بزواجه داخل السجن، وقال «الحمد لله بعد موافقة إدارة السجون على طلبي الزواج وإقامة الحفل، تواصلت مع أسرتي للذهاب إلى أهل العروسة لخطبتها، وبعد الموافقة ولله الحمد تم الترتيب وتجهيز جميع متطلبات الزواج، كما قدمت رئاسة أمن الدولة لي ولزوجتي هدايا مالية وهدايا عينية».

وأضاف «وفرت رئاسة أمن الدولة في تلك الليلة كافة الخدمات من ملابس وعطور وبخور وهدايا، وكان كل شيء في أبهى حلة، من العقال حتى دهن العود، كما أنني وعلى الرغم من ظروف وجودي في السجن وجدت تفاعلًا كبيرًا وتعاونًا من جميع منسوبي السجن».

نوع القضية

من جانبها، قالت منى، وهي طالبة جامعية إن «مسألة أن ترتبط بشخص يقبع خلف القضبان تحتاج كثيرًا من الوقت للتفكير وفي أكثر من جانب حتى يتم اتخاذ القرار المناسب، ولكن إن لزم الأمر إبداء الرأي المبدئي والأولي فلا شك أن هناك عدة أمور تحدد الموافقة من عدمها، وأولها موافقة الأهل التي تسبق كل شيء، حيث أنهم هم من سيعرضون عليّ الأمر وعلى رأسهم والدي وإخواني ووالدتي، ومن المؤكد أن والدي وإخواني هم أكثر دراية بالشخص إن كان يصلح للزواج من ابنتهم ويرون فيه الشخص المناسب.. ثانيًا، سأبحث عن سبب ايقافه وسجنه وما هي قضيته، فإن كانت مخلة بالشرف أو قضية مخدرات أو تمس الوطن أو قضية قتل ومحكوم عليه بالقصاص فهنا ستكون الموافقة مستحيلة وهذا أمر مفروغ منه، ولن يرتضيها أهلي لي أساسًا، أما إن كان النزيل موقوف أو محكوم بقضية عادية مثل قضايا النزاعات والخلافات والمضاربات والدين أو في حادث وقع قضاء وقدرًا ونجمت عنه وفاة أو إعاقة شخص، وكانت مدة السجن محددة، ورأيت أن أهلي وأسرتي يرتضونه لي، ورأيت أنه على خلق ودين فلم لا، لا أرى مانعا من القبول بعد المشاورة والاستخارة، والخيرة فيما يختاره الله».

إصلاح وتأهيل

يعتقد أبو طلال، وهو مواطن ستيني أنه لن يمانع من قبول طلب أحد نزلاء السجون الزواج ممن له حق الولاية عليهن، وقال «السجون في المملكة ليست أماكن للعقوبة، بقدر ما هي أمان للإصلاح والتأهيل. وسجن أو إيقاف أي شخص لا يعني أنه آثم لن يعود عن إثمه ولن ينصلح حاله، بل يمكن أن تكون مرحلة ضرورية لتقويمه وتأهيله وإعادته فردًا صالحًا ونافعًا لمجتمعه، ولا شك أنني لو كنت مكان أحد أولياء أمور الفتيات اللواتي تقدم نزلاء سجون لخطبتهن لما مانعت طالما أن النزيل مشهود له بالخلق وملتزم بأمور دينه».

وواصل «في كل الأحوال، لا بد من عرض الأمر على ابنتي، فهي التي تحدد هل ستوافق على من تقدم للزواج منها أو لا، وما أنا وإخوانها إلا ناصحون».

وتابع «لابنتي الحق في أن أجيبها على كافة استفساراتها وأسئلتها حيال الأمر، ولكن في العموم، يبقى النزيل واحد من أفراد مجتمعنا مثله مثل أي فرد خارج السجن، وما حصل له مكتوب ومقدر، وقد يكون له فيه خيرًا، فالسجن يعيد تأهيله من جديد ليصبح فردًا صالحًا ونافعًا».

حلم العمر

خلاف من سبقها، تجزم نورة م. ي، وهي معلمة صفوف أولية على أنه بالرغم من قناعتها بأن الزواج في حكم الغيب، ويبقى مسألة قسمة ونصيب، فإنها لن تفكر إطلاقًا بالارتباط أو الزواج من أيّ من نزلاء السجون مهما كانت المغريات، وقالت «رفضي الارتباط بنزيل سجون ليس تقليلا منه كإنسان مهما كانت قضيته، وكثير من النزلاء على خلق عال، لكني شخصيًا أرى أن ليلة الزفاف هي حلم بالنسبة لي مثلي مثل معظم الفتيات اللواتي يعتزمن الإقدام على الزواج».

وأضافت «تنتظر العروس وأمها وأهواتها وقريباتها وحتى صديقاتها ليلة زفافها ليفرحوا بها، وأنا أحلم بزفاف يبقى خالدًا في ذاكرتي، وأتخيله في قاعة مناسبات تلائمني، أما أن يكون زفافي في قاعة داخل سجن فذاك أمر مرفوض مهما كانت التسهيلات التي تقدم».

إقفال باب المواجع

أما فاطمة ص. ع، وهي أم لديها عدد من البنات فقالت «الزواج قسمة ونصيب، ولا يعلم إلا الله من سيرتبط بمن مستقبلا، لكني أرفض تماما أن تتزوج ابنتي من نزيل سجن، سواء كان قريبًا أو بعيدًا، وذلك أفضل لتجنب القيل والقال، فهناك من لا يدعك في حالك، لذا أفضل إقفال الموضوع والابتعاد عن المواجع».

وأضافت «يلعب سبب سجن النزيل دورًا مؤثرًا في إمكانية الموافقة على تزويجه خلال سجنه من عدمها، فمن الصعب الارتباط بنزيل إذا كانت قضيته تمس الشرف أو كان محكومًا بالإعدام، وبالنسبة لي لن أرضى أن يقال إن ابنتي تزوجت خريج سجون، أو سجينًا قابعًا خلف القضبان، فهذه مسالة قد تمتد إلى أبنائها لاحقًا، وقد يتنمر عليهم الآخرون بسبب ذلك».

زواجات نزلاء سابقين

شوال 1428

ـ نزيل محكوم عليه بالقصاص بسجن الطائف يتزوج من من ابنة مسجون معه بنفس الجناح

ـ الزوجان يرزقان بطفلة (أمل)

ـ إطلاق سراح النزيل في ربيع الأول 1434 بعد تنازل أهل الدم عنه بعد 18 عامًا قضاها خلف القضبان

ذي القعدة 1430

ـ زواج نزيل محكوم عليه بالقصاص بسجن أبها

جمادى الثاني 1434

ـ زواج أحد نزلاء الطرفية بالقصيم

صفر 1436

ـ زواج أحد نزلاء سجن بريدة

ذي القعدة 1436

ـ زواج أحد نزلاء سجن بريدة

محرم 1437

ـ زواج أحد النزلاء بسجن الدمام

صفر1437

ـ زواج أحد النزلاء بسجن تبوك

صفر 1438

ـ زواج احد النزلاء بسجن نجران

1439

إقامة زواج لأحد النزلاء بسجن ذهبان بجدة

جمادى الأول 1439

زواج أحد النزلاء بسجن الدمام

رجب 1440

زواج أحد النزلاء بسجن الحائر بالرياض

ربيع الأول 1441

زواج إحدى نزيلات سجن مكة المكرمة

محرم 1444

زواج احد النزلاء بسجن أبها