أقل من خُمس جيل الألفية، خاصة أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و35 عامًا، على يقين من أنهم يريدون أن يصبحوا آباء يومًا ما.

لكن وببساطة، 4 من كل 5 من شباب جيل الألفية يريدون البقاء بلا أطفال، خاصة إذا ركزوا على المخاوف المتعلقة بتغير المناخ.

جمعت دراسة أجرتها جامعة ساوثامبتون وبرنامج الأجيال والجنس، رؤى حول المواقف تجاه الأطفال والأسرة والقضايا السياسية المختلفة، وشملت عينة من 7000 فرد تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 59 عامًا يقطنون في المملكة المتحدة.

وكشفت النتائج عن وجود علاقة مع انخفاض معدلات المواليد في البلاد، مما سلط الضوء على انخفاض في عدد الشباب الذين يخططون لإنجاب الأطفال.

وأعرب 19 % فقط من جيل الألفية الأصغر سنا عن رغبتهم الأكيدة في إنجاب الأطفال، بينما مال 30 % نحو الرغبة في إنجاب الأطفال.

ومن بين جيل الألفية الأكبر سنا، الذين تتراوح أعمارهم بين 36 و41 عامًا، كان 36 % متأكدين من أنهم لن ينجبوا أطفالا، وكان 20 % يميلون إلى عدم إنجابهم.

اتجاه مختلف

يبدو الاتجاه مختلفًا بالنسبة للجيل Z – الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا. وتشير البيانات إلى أن الأشخاص في هذه الفئة العمرية الذين هم أكثر عرضة للرغبة في إنجاب الأطفال، هم أيضًا أكثر اهتمامًا بالقضايا البيئية والمناخية.

تقول البروفيسورة برينا بيريللي هاريس، من جامعة ساوثامبتون التي قادت مجموعة أجيال وأبحاث المملكة المتحدة «في حين وجدنا أن المخاوف البيئية هي عامل لدى جيل الألفية الأكبر سنًا الذي يعتزم البقاء دون أطفال، فإن دراستنا تشير إلى أن هذا ليس هو الحال بالنسبة للجيل Z».

وأضافت «قد يكون هذا بسبب أن بعض الشباب لا ينوون إنجاب أطفال لأسباب أخرى، أو ربما يكون الجيل Z الذي يرغب في إنجاب الأطفال أكثر قلقًا بشأن الكوكب الذي سيرثه أطفالهم».

اتجاه تنازلي

تسلط الدراسة الضوء على الاتجاه التنازلي في الرغبة في الإنجاب لدى جيل Z، مقارنة بالأجيال السابقة.

على وجه التحديد، ذكر 15 % من المشاركين في الاستطلاع من الجيل Z عدم وجود اهتمام واضح بإنجاب الأطفال. ويتناقض هذا مع 10 إلى 15% من الأفراد من نفس الفئة العمرية الذين عبروا عن مشاعر مماثلة بين عامي 2005 و2007.

بإضافة إلى ذلك، أشار 11 % من المشاركين في الجيل Z إلى أنهم ربما لن ينجبوا أطفالًا، وكان 22% غير متأكدين من ذلك. ووفقًا للدراسة، تشير هذه النتائج إلى أن معدلات المواليد في المملكة المتحدة قد تستمر في الانخفاض.

يقول البروفيسور بيريللي هاريس، وفقًا لـ SWNS «يشير مزيد من الشباب البالغين الذين يخططون للبقاء دون أطفال إلى أن الانخفاض الأخير في معدلات الخصوبة في الأعمار الصغيرة لا يتعلق فقط بتأخير الأفراد في الأبوة حتى يكبروا».

«بدلًا من ذلك، فإنه يشير إلى وجود اتجاه متزايد لدى الأفراد الذين لا يعتزمون إنجاب الأطفال. إذا كان هذا هو الحال، فيمكننا أن نتوقع انخفاض معدلات المواليد في المملكة المتحدة بشكل أكبر عن مستواها الحالي.

تحديات أمام الإنجاب

تتطرق الدراسة أيضًا إلى التحدي الكبير الذي يواجه أولئك الذين يختارون إنجاب الأطفال، ومنها التكلفة المرتفعة لرعاية الأطفال، حيث وجد الباحثون أن الآباء ينفقون عادة ما متوسطه 711 دولارًا شهريًا على رعاية الأطفال.

ويدفع ربع هؤلاء الآباء أكثر من 1016 دولارًا، وينفق 15 % أكثر من 1270 دولارًا.

بالنسبة للأسر ذات الدخل المنخفض، تمثل نفقات رعاية الأطفال نسبة كبيرة تتراوح بين 20 إلى 30 % من دخلهم. وهذه نسبة أكبر مقارنة بالأسر ذات الدخل المرتفع، والتي تخصص حوالي 10 % من رواتبها لرعاية الأطفال.

وكشف الاستطلاع أيضًا عن أساليب متنوعة لرعاية الأطفال بين الآباء. ويستخدم حوالي الخمس خيارات رعاية الأطفال الرسمية بشكل حصري، مثل دور الحضانة. وفي المقابل، يعتمد ربعهم فقط على المساعدة من الوالدين أو الأقارب أو الأصدقاء.

يذكر أن ثلث الآباء لا يستفيدون من أي رعاية رسمية للأطفال، وهو الاتجاه الأكثر انتشارًا بين الفئات ذات الدخل المنخفض.

تميل الأسر ذات الدخل المرتفع إلى استخدام رعاية الأطفال الرسمية حصريًا.

وفي الوقت نفسه، تميل الأسر ذات الدخل المتوسط ​​إلى الاعتماد على مزيج من الحلول الرسمية وغير الرسمية لرعاية الأطفال.

«تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الافتقار إلى القدرة على تحمل التكاليف قد يمنع الأسر ذات الدخل المنخفض من استخدام خدمات رعاية الأطفال، وفي الوقت نفسه يمنع الآباء من العمل لساعات أطول»، كما يقول الدكتور بيرنيس كوانج، الرئيس المشارك للمسح.