«اعتقادات خاطئة، قد تنتهي بكوارث صحية لا علاج لها، فليس كل ما هو طبيعي من زيوت البشرة أو الشعر مفيد، وليس كل ما هو كيمائي، ضار».. هذا ما خلصت إليه دراسات صحية، حذرت من التمادي في استخدام الزيوت دون إشراف طبي، يحدد الأنواع والكميات المستخدمة على وجه الدقة.

أضرار الزيوت ـ وإن كانت طبيعية ـ كانت محل اهتمام جهات عدة، رأت أن الاستخدام العشوائي لها، أو بكميات كبيرة، قد يؤدي إلى مشكلات صحية تبعث على القلق، ليس أولها إجهاض النساء الحوامل، وليس آخرها بلوغ الفتيات قبل الأوان، هذا خلاف الولادة المبكرة، وسقوط الشعر، والبهاق، والبقع والنمش.

التحذيرات شددت على أهمية إجراء مزيد من الدراسات والتجارب العلمية، للتأكد من جدوى هذه الزيوت، وعدم التسليم بفوائدها، قبل أن يقول العلم كلمته النهائية بشأنها.

نتائج وأرقام

شددت الدكتورة سلمى البرقاوي استشارية الجلد والليزر والتجميل على ضرورة تصحيح الاعتقادات الخاطئة لدى البعض، حتى يتجنبوا كثيرا من الأضرار التي قد تلحق بهم، دون أن يشعروا، وقالت «من المعروف أن مواصفات الشعر وراثية في المقام الأول، ولكن هذا لا يمنع من وجود زيوت يمكنها أن تساعد على تطويله ونعومته، وهي زيوت تمت دراستها واختبارها في مقدمتها زيت الحشيش، وزيت إكليل الجبل، ولكنها تظل بحاجة إلى مزيد من الاختبارات والدراسات العلمية لتثبت جدواها بنسبة كبيرة، لأن العينة التي تم إجراء التحاليل بشأنها، لم تأت بنتائج وأرقام كاملة، يمكن التعويل عليها، واعتماد جدواها بشكل نهائي».

وأوردت البرقاوي مثالًا، وقالت «هناك دراسات تشير إلى تفوق منتج بخاخ المينوكسديل على زيت إكليل الجبل. في الوقت نفسه، هناك اعتقاد لدى البعض بأن المينوكسديل، باعتباره منتجًا كميائيًا، فإن التوقف عن استخدامه، قد يؤدي إلى تساقط الشعر، علما أن الدراسات العلمية والمعملية أثبتت أن التوقف عن استخدام زيت إكليل الجبل، يؤدي أيضًا إلى تساقط الشعر، كما أنه غير آمن على المرأة المرضع، والمرأة الحامل ويسبب الإجهاض، رغم أنه منتج طبيعي، فضلًا عن تسببه في تغير لون الشعر من الأسود إلى الأبيض، ما يؤكد الحاجة إلى دراسات وأبحاث للتأكد من جدوى تلك المواد وعيوبها، مع ضرورة تغيير المفاهيم الاجتماعية، بأن المنتجات الكيماوية، قد تكون مُضرة بشكل أكبر من المنتجات الطبيعية».

إفراز السموم

رأت البرقاوي أن استخدام زيوت البشرة قد يشكل ضررًا كبيرًا، خاصة إذا كانت البشرة دهنية، ليس لسبب سوى أن هذه البشرة تعاني خللًا يؤدي إلى إفراز الدهون، واستخدام الزيوت على البشرة الدهنية، يربك عملية إفراز الدهون، ويزيد من كمية حبوب الوجه، أما إذا كانت البشرة جافة، وتعاني من الإكزيما، فيمكن استخدام بعض أنواع الزيوت، وهذا يعتمد على نوع الزيت، وطريقة إعداده وعصره، وأنواع الإضافات عليه.

وأشارت إلى أن العلم أثبت أن «زيت الزيتون ـ على سبيل المثال ـ الذي تستخدمه العوائل السعودية بكثرة، بعضه مفيد، والبعض الآخر ضار جدا، بحسب الأحماض الدهنية المضافة إلى أنواعه، ونسبة الأحماض المشبعة إلى غير المشبعة التي قد تعمل على تهيج الجلد».

تفتيح البشرة

تناولت البرقاوي كذلك زيوت تفتيح البشرة، وقالت «تختلف من نوع إلى آخر، وهناك ـ على سبيل المثال ـ زيت جنين القمح، الذي قد يسبب بقعًا على الجلد، مثل البهاق، وهذا نحذر من استخدامه إلا إذا كان تحت إشراف طبي كامل، والأمر نفسه بالنسبة لزيت اللوز، الذي يستخدم لتبييض الوجه، ولكنه على الجانب الآخر، يتسبب في زيادة الهرمونات، مثل الاستروجين، الذي يسبب البلوغ المبكر لدى الفتيات، وكبر حجم الثدي لدى الأولاد، وذلك حال استخدامه بكميات كبيرة ولفترة طويلة».

زيت اللوز

تؤيد الدكتورة نجاة علي النزر استشارية الجلدية ما ذهبت إليه زميلتها البرقاوي، وتشدد على أن لكل زيت فوائد ومضار، لا بد أن يدركها الإنسان قبل استخدامه حتى يتجنب مشكلات صحية هو في غنى عنها.

وتحدثت النزر عن زيت اللوز، وقالت «على الرغم من أن له عشرات الفوائد، إلا أن له أضرارًا عدة، تحتم على مستخدميه الإلمام بها، فهو يستخرج من حبات اللوز، وهي البذور الصالحة للأكل، ولها نوعان؛ الحلوة والمرة، واللوز الحلو له رائحة زكية، وهو ما نأكله، ويستخدم في الطهو، والعناية بالبشرة، ويستخدمه البعض كمهدئات لتهييج الجلد، أما اللوز المر، فقد يكون سامًا، لأنه يحتوي على حمض البروسيك، وله رائحة نفاذة، ويستخدم في مستحضرات التجميل والعطور».

عشرات الفوائد

تابعت النزر «من فوائد زيت اللوز تجديد البشرة وتحسينها، وتقليل ندبات حب الشباب، والتخفيف من أعراض الصدفية والإكزيما، والوقاية من تأثيرات أشعة الشمس على البشرة، وتقليل آثار تقدم السن، وعلامات التمدد، والحد من التجاعيد تحت العين، وإزالة الهالات السوداء، وعلاج الشفاه الداكنة والمتشققة، وإزالة تشققات كعب القدم، وترطيب اليدين الجافة، كما أنه مغذٍ للجلد، ويعمل على تفتيح البشرة، وإزالة الاسمرار، وتحسين صحة الشعر وفروة الرأس، وينعم الشعر، ويعزز نموه، ويقلل من خطر الإصابة بالثعلبة، ويقوي الأظافر، ويعالج غطاء المهد عند الرضع، ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويخفض نسبة الكوليسترول الضار، ويرفع من نسبة الكوليسترول الجيد، كما يخفض مستويات ضغط الدم، ويمنع تصلب الشرايين، ويعزز فقدان الوزن، ويحسن من صحة المستقيم، والجهاز الهضمي، ويقلل من أعراض متلازمة القولون العصبي، ويساعد في علاج مرض السكري، ويزيل شمع الأذن، ويخفف من أعراض الدورة الشهرية».

وأضافت «رغم كل هذه الإيجابيات، إلا أن لزيت اللوز آثارًا جانبية، سواء زيت اللوز الحلو أو المر، منها حرق فروة الرأس عند تطبيقه موضعيا للشعر، وزيادة الوزن، والولادة المبكرة، إذا استخدم خلال فترة الحمل، وخفض مستوى السكر في الدم إذا أفرط في استخدامه».

وأضافت «ينصح بتجنب استخدام زيت اللوز بشكل موضعي، إذا كانت هناك حساسية، كما ينصح بتجنب استخدام زيت اللوز النقي، الذي قد يؤدي إلى حروق في فروة الرأس».

زيوت غير آمنة

زيت إكليل الجبل

التوقف عن استخدامه يسبب تساقط الشعر.

غير آمن على المرأة المرضع.

غير آمن على المرأة الحامل ويسبب الإجهاض.

يتسبب بتغير لون الشعر من الأسود إلى الأبيض.

زيت جنين القمح

قد يسبب بقعًا على الجلد مثل البهاق ولا يستخدم إلا تحت إشراف طبي.

زيت اللوز

استهلاكه بكميات كبيرة ولفترة طويلة يزيد هرمون الاستروجين الذي يسبب البلوغ المبكر للفتيات، وكبر حجم الثدي للأولاد.

يحرق فروة الرأس عند تطبيقه موضعيا للشعر.

قد يسبب الولادة المبكرة إذا استخدم خلال فترة الحمل.