عادت فكرة تسمية الأبناء بأسماء الأجداد إلى الواجهة مرة أخرى، وهو ما يعرف بـ(السمي) بعد أن غابت نيفًا من الزمن، حيث يلجأ بعض الأبناء إلى تسمية أبنائهم، بأسماء يحملها الآباء (جد المولود)، أو أحد أفراد الأسرة، بغرض إبقاء الإسم حيًّا متداولًا بين أفراد العائلة،حتى لا يندثر ذكره بعد وفاتهم، أو بغرض إفراحهم وإدخال البهجة عليهم حال حياتهم، وهو فعل محمود بلا شك يشكر عليه الأبناء، لكن، إذا ما نقبنا وبحثنا عن بعض هذه الأسماء، فسنجدها أسماء قديمة جدًا، وبها بعض المحامل والإيماءات السيئة المعنى، وغير اللائقة، ولو كانت الأسماء عديمة المعنى وانتفى عنها المغزى السيء، ربما هان الأمر، لكن الأمر أعظم من ذلك، ومن تلك الأسماء ما لها توصيفات غير محببة إلى النفس، تعرض الأبناء للتهكم والسخرية من الأخرين، وتظهرهم في حال سيء يرثى له، خاصة أسماء البنات، فهم أكثر عرضة لذلك بحكم أنوثتهم وميلهم للأزياء والموضة وإلى كل ما هو جديد، (حتى الأسماء)، فدلالة اسم المرأة له تأثيره ووقعه الإيجابي أو السلبي على نفسيتها، وقد تقف هذه الأسماء القديمة سيئة السمعة حائلًا وعقبة تؤثر نفسيًا على مستقبلها العلمي والاجتماعي، على عكس الرجل الذي قد يتقبل ذلك بصدر رحب، والواقع أن العصر الحالي يتطور بإستمرار وبشكل سريع جدًا، ومع هذا التغيير، تتغير معه الأسماء ودلالاتها، ولا أدل على ذلك من إصرار الكثير من الشباب والفتيات على تغيير أسمائهم القديمة التي طالما وصفت بالمحرجة، التغيير لأسماء أخرى جديدة تواكب الحياة المعاصرة.
أخيرًا تجدر الإشارة إلى أن تكلفة وليمة (العقيقة) للمولود (السمي) سيتكفل بها من تم تسمية المولود باسمه، ففي الوقت الذي تقرر فيه إطلاق الاسم وإشاعته، لا يسعه حينها إلا القيام بذلك وهو وملزم أيضاً حسب العادات والتقاليد والأعراف بكسوتة في جميع الأعياد، كنوع من رد الجميل.