المدرسة المكان الأحب إلى قلوبنا، الذكرى التي لا ننفك عن الحديث عنها، كيف أصبحت كابوساً لطالبة كهذه، أحدهم رسخ فكرةً ما في ذهنها، أنها فاشلة، أنها غبية، ومن أقنعها أن القدرات صعبة، وأن الرياضيات لا تنفع، من قال إنه يجب أن ننجح دائماً! من لم ينجح ليس بفاشل بل حاول وتعلم لينجح في المرة القادمة ويشعر بطعم النجاح.
(فاشل) مجرد وسم يصنعه البعض لإعاقة الآخرين.
الغباء ليس من صفات الإنسان أصلاً، فكل إنسان لديه عقل يعقل به الأشياء، ولكن هناك من استخدم عقله وآخر اختار أن يرتاح، الذكاء أحياناً صناعة بيئة، بيئتك تساعدك على أن تكون ذكياً، لأنها تُبرز أفضل ما فيك. ليس هناك شخص يعرف كل شيء، بل المهم أن تعرف كل شيء أنت تمارسه، أن تمارس ما لا تفقه هذه مصيبة.
ما زالت في ذاكرة الكثيرين منّا مواقف لمعلمينا، حسنة كانت أو سيئة، شخصية المعلم تحبب أو تنفر الطالب من المادة، هناك معلم صنع عقدة لدى تلاميذه من مادة معينة، لم يستطيعوا تجاوزها حتى كبروا.
كيف تذاكر أهم من كم ساعة تذاكر، هناك المهم والأهم، تمنيت أن تكون هناك مادة تهتم بكيفية المذاكرة أو مهارة التعلم من مراحل التعليم المبكرة، حصص تفاعلية، ليست مرتبطة بدرجات الطالب. الأمريكي (ويل ريتشاردسون)، الذي كره مادة الرياضيات، تعلم كيف يتجاوزها، وأصبح مؤلفا في تقنية التعليم، وأسس مدونة (كيف تدرس سريعاً)، ما أحوجنا لمثل هذه التقنيات بالذات لمن يكره مادة معينة لسبب ما.
طالبة في المرحلة الثانوية ترحل بهمومها أينما حلت، أين دور الأخصائية الاجتماعية في المدرسة! من يحتوي هذه الطالبة، هل دور الأخصائية الاجتماعية مفعل في المدارس؟ لا يكفي أن تكون هناك مرشدة طلابية جل مهامها إدارة النشاطات المدرسية، المفترض أن تكون هناك اختصاصية اجتماعية في كل مدرسة، تحاصر وتشتت خوف الطالبات وتمتص طيشهن.
ولأن في الفضفضة للغرباء راحة، استمرت الصغيرة تحكي حتى وصلنا. أقنعتها أن إحساسها بعدم محبة الرياضيات ما هو إلا نتيجة عدم محبتها للمعلمة نفسها، فغالباً ما نحمله من شعور لأحدهم يحمل مثله لنا.
قلت لها: كل هذا سيمضي، وستبقى حكاية تروينها بفخر وكيف أنكِ نجحتِ رغم الصعاب لتكوني مُلهمة.