تعد الأسرة الداعمة والمحفزة لأفرادها خصوصًا ذوي الإعاقة، وهي جزء لا يتجزأ من برامج العلاج والتأهيل النفسي، حيث تسعى بعض الأسر لتعلم مهارات معينة انطلاقًا من إيجاد عمليات تواصل ناجحة.

قال حسين اليامي، إنه تعلم لغة الإشارة من خلال تعامله مع أقاربه من فئة الصم والبكم، ففي البداية تعلم من خلال تعاملهم مع بعضهم البعض ومن ثم استطاع فهم كثير من الحركات، ومع مرور الوقت بدأ يفهم طريقة التعامل معهم بشكل كبير جدًا، وأصبح حلقة الوصل بينهم وبين الأشخاص الطبيعيين، والآن أتقن لغة الإشارة بشكل جيد ويستخدمها في المجتمع مع فئة الصم والبكم، وأضاف أن لغة الإشارة سهلة جدًا ويتمنى مشاهدة أغلب المجتمع يتعلمها لمساعدة هذة الفئة الغالية التي من خلال تعامله معهم لاحظ امتلاكهم الذكاء والقدرة على العمل وكأنهم أشخاص طبيعيون.

جودة التواصل

أضافت أم محمد أن أختها من ذوي الإعاقة البصرية ولديها ضعف في السمع، مشيرة إلى أنه ومن باب التشارك وكسر بعض المفاهيم، حاولت وبذلت جهدا ليس باليسير لتتعلم لغة برايل حتى أتقنتها فهي تحرص على التواصل ومشاركة أختها كثيراً من الاهتمامات وهي أيضًا من شجعتها ودربتها على استخدام "العصا البيضاء"، مضيفة أنها وأسرتها حرصا على تحسين جودة التواصل، فالكفيف لا يحتاج إلى التعاطف والشفقة، بل يحتاج إلى بيئة داعمة ومحفزة تُشعره بأنه طبيعي ويمتلك قدرات ومهارات قابلة للتطوير.

موقف إنساني

أشار حسين بن سعيد وهو من سعى لتعلم أساسيات لغة الإشارة إلى أمرين أحدهما موقف إنساني لاحظ من خلاله أن أحد الموجودين من هذه الفئة مهتم لمعرفة ما يدور حوله من أحاديث، مما جعلهُ يسعى للتعرف على ثقافتهم وتعلم لغتهم، وبذلك أرسى دروبًا من الاتصال ليخبرهم أن التواصل معهم يُضفي للأحاديث متعة وأنهم ليسوا بمنأى عن المجتمع، أيضًا شاءت الأقدار أن يُرزق بطفلين من فئة الصم والبكم ومن هنا امتزجت عاطفة الأبوة برغبة الانطلاق نحو رحلة الاحتراف سعيًا للتطوير وتقديم خدمات دؤوبة في هذا المجال حتى تمكن من جني حصاد سنوات عديدة من السعي والتطوير، وأصبح مدرباً معتمداً ومترجم لغة إشارة معتمداً بوزارة الصحة.

أساليب الرعاية

أشار الأخصائي النفسي علي آل الحارث إلى أن الأسرة أول من يحتضن الأبناء ويوفر لهم سُبل وأساليب الرعاية المتوافقة مع حالاتهم واحتياجاتهم، وهناك عدد من الإرشادات النفسية التي تفيد الأسرة لمواصلة دعمهم أبناءهم من ذوي الإعاقة: أولها بناء سُبل تواصل مُجدية وتقبل الطفل كمل هو وليس كما نريد، الاعتزاز وعدم الخجل من وجود الطفل المعاق أو الشعور بالحرج، التعرف بشكلٍ دقيق على طبيعة الإعاقة التي يعاني منها وتطوراتها ومضاعفاتها ليستطيعوا التعامل معها بالأسلوب الملائم والصحيح، إشباع شعور الأمان لدى الطفل حتى بمراحل فشله أو إخطائه.