وفي وقت دارت فيه نقاشات عدة على مواقع التواصل بين عشاق هذه الوسائد القديمة المتمسكين بها من جهة، ومن ينفرون منها من جهة أخرى، حذر خبراء من أن «الوسائد الصفراء» تشكل خطرا على الصحة.
عنصر أساسي
في مجتمعنا يبدو النفور شبه تام وعام من الوسائد الصفراء، لكن هذه الوسائد المتكتلة ذات البقع الغامضة تمثل عنصرا أساسيا في عدد من المنازل وفق ما تكشفه محادثات ساخنة عبر الإنترنت تحاول فهم هذا الهوس الغريب.
يقول أحد تعليقات TikTok: «إذا لم تكن لديك وسادة صفراء يابسة، فلن تعيش أبدًا»، ويقول آخر: «ليست هناك وسادة مثل اللون الأصفر القديم».
بينما تلقت تغريدة حديثة، تسمى «الوسائد الصفراء سحرية»، كثيرا من الإعجابات، حتى جذبت انتباه NBC News.
لماذا وسادتك صفراء؟
تفسر الدكتورة ليندسي زوبريتسكي، طبيبة الأمراض الجلدية في ميسيسيبي الأمريكية، إصفرار الوسائد، إذ تقول: «تراكم الزيوت والأوساخ والعرق من شعرك وبشرتك مع مرور الوقت يترك بقايا قذرة على وسادتك، مما يؤدي إلى تغير اللون».
كما ينتج وجهك أيضا مادة دهنية لزجة، تسمى «الزهم»، التي تحافظ على ترطيب بشرتك. ويختلف الزهم عن العرق، لكنه يتجمع على وسادتك بالطريقة نفسها.
وتضيف: «سيلان اللعاب والمكياج ومنتجات الوجه الأخرى والشعر المبلل يمكن أيضا أن يجعل وسادتك صفراء».
خطر الوسادة الصفراء
تبين زوبريتسكي أن «النوم على وسادتك الصفراء المفضلة سنوات متتالية يمكن أن يؤدي إلى ظهور حب الشباب، وأنواع أخرى من تهيج الجلد، لأن تراكم الأوساخ يمكن أن يسد المسام. هذا ينطبق بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون الأكزيما أو الوردية أو حب الشباب الموجود أو البشرة الحساسة».
وداعا للوسائد القديمة
بقدر ما تعتقد أن وسادتك الصفراء توفر لك الراحة، فقد حان الوقت لتقول لها وداعًا.
يقول الخبراء إن كل هذا التغير في اللون هو تراكم للأوساخ التي يمكن أن تشكل مشاكل على صحة الجهاز التنفسي والجلد والنوم.
ويوضح الدكتور زاكاري روبين، أخصائي حساسية الأطفال في إلينوي الأمريكية: «هذه الوسائد الصفراء القديمة ذات الرائحة الكريهة، على الرغم من وجود نوع من الارتباط العاطفي بها، تعرضك لمسببات الحساسية، وتخلق أرضًا خصبة للعفن. بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأن هذه الوسائد تتآكل بمرور الوقت، فإنها لا تمنحك نوع دعم الرقبة الذي تحتاجه».
تعرض للحساسية
يشدد روبين على أن «الأمر الأكثر إشكالية بالنسبة لبعض الأشخاص هو التعرض للمواد المسببة للحساسية التي تنتشر على الوسائد الصفراء بالمنزل، وهي عث الغبار (على حد وصفه)، وهي حشرات مجهرية تحب أكل رقائق صغيرة من جلد الإنسان الميت. عندما تنام على وسادة قذرة، فمن المحتمل أنك تستنشق البروتينات من أجسامها المتحللة، مما قد يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية وتهيجها».
ويضيف روبين: «يزدهر عث الغبار في الرطوبة، لذا فأنت تنام مع مسببات الحساسية الرئيسية».
وتحتوي نحو 4 من كل 5 منازل في أمريكا على مسببات حساسية عث الغبار في سرير واحد على الأقل، وفقًا لجمعية الرئة الأمريكية. وتعد هذه المخلوقات محفزًا داخليًا رئيسيًا للأشخاص المصابين بالربو، ويمكن أن تعيش في الأثاث المنجد والسجاد والستائر أيضًا.
ويفيد روبين: «جهازك المناعي لديه إيقاع يومي، مما يعني أن حالات معينة مثل الحساسية والأكزيما والربو تتفاقم في جداول فريدة وفقا للوقت من اليوم، ولكن في الغالب في الليل. إذا كانت لديك وسادة متسخة، فمن المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم هذه الظروف بشكل أكبر عندما تحاول الراحة».
وتابع: «العفن ووبر الحيوانات الأليفة من المهيجات الأخرى التي يمكن أن تتراكم على وسادتك».
كيف تحافظ على نظافة وسادتك؟
تجنب النوم عليها دون غطاء وسادة. اختر أغطية وسائد تثبط نمو البكتيريا مثل المصنوعة من الحرير. استخدم غطاء بسحاب يمكن غسله. كيفية تنظيف وتطهير الوسائد بشكل صحيح
أزل أكياس الوسائد، ورش صودا الخبز أو بيكربونات الصوديوم واتركها 30 دقيقة على الوسادة، لتقليل الروائح الكريهة. رش وسادتك بمطهر آمن للأقمشة. انشر الوسادة في الهواء بالخارج بضع ساعات كل أسبوعين. اغسل الوسائد في الغسالة بدورة دقيقة كل 3 أشهر. يفضل استخدام منظفات خالية من العطور أو الأصباغ. جفف غطاء الوسادة النظيف بالهواء قبل استبداله. استبدل وساداتك كل سنة إلى سنتين.