يحكى أنه كانت هناك طائرة تطير بين الغيوم وفجأة فقدت اتزانها، وكان على متن الطائرة رجل جالس بجوار طفل صغير. تمسك الرجل بكل قوته من الخوف وكان يدعو الله في كل مرة تهتز فيها الطائرة، ولكن الطفل الجالس بجانبه يلعب في هدوء وطمأنينة، وبعد حين هبطت الطائرة بسلام فسأل الرجل الصبي كيف بقيت على هدوئك بينما تملّك جميع منهم حولك الخوف والذعر؟ فأجاب الطفل: أبي هو الطيار وأخبرني أنه سيهبط بي بسلام.

ليس سرا أن من أغلى ما يملكه الإنسان الثقة بالنفس، فهي إحساس الشخص بقيمة نفسه وإيمانه بقدراته، وعندها تحارب هذه الثقة كل قلق وتطرد كل رهبة تسللت إلى النفس.

يمكن القول إن الثقة بالنفس هي الإيمان التام بقدرة النفس على القيام بأمر ما وتقبل الذات بصفاتها حلوة كانت أو مرة، وتفعيل ما تمتلكه الذات من مواهب وإمكانات وإن كانت صغيرة في الصعود الى الأعلى. فتحقيق هذه الإنجازات الصغيرة هي تاريخ حافل تكاتفت فيما بينها ليزيد من ثقلها مع الأيام. فالثقة بالنفس هي مفتاح النجاح وسر قوة الشخصية والأساس الرئيسي لتحقيق الأهداف والأمنيات. ذكر إبراهيم الفقي في كتابه -الثقة والاعتزاز بالنفس- «إن إقناع نفسك بقدرتك يعد أول خطوة مهمة لبلوغ أي هدف». بلوغك إلى قمة ومهمة الثقة ستجعل منك شخصا لا يمكن إيقافه أو تحطيمه ولن يستطيع أحد كسر جناحيك بإسقاط كلمة أو تقليل من مقدرة أو تجاهل منفعة مسداة، فلن تنتصر على ظروف الحياة بالحظ، ولكن بالإرادة والثقة.


بغض النظر عن تجاربك السابقة، أيقظ الصوت الصادق بداخلك، فالله، سبحانه وتعالى، خلقنا سواسية، فالناجح منا استند على الاستفادة من كل فشل مر به وارتكز على قواعد قوية صارمة واحتفظ برصيد من الخبرات لا يستهان به، فلا أحد يستطيع إيقافه ولا مقاومة بريق ثقته فهو في تحرك وتطور مستمر، يسعى إلى ترميم ثقته بكل مهارة واحترافية كلما تصدعت، والبعض الآخر خدعته نفسه لمزيد من الدعة والراحة واقتنع بأنه لا يصلح ولن يصلح للتطوير.

لاكتساب الثقة يذكر إبراهيم الفقي في كتابه أنه يجب تقييم الذات بكل شفافية وصدق لنقاط القوة والضعف.

انظر دائما لصغير إنجازاتك بعين الفخر، تحدث مع نفسك بإيجابية، فعندما تزيد من ثقتك ومهاراتك عندها ستضع مزيد من الأهداف والخطط والتحديات في لوحة حياتك. ثقتك هي سر ولغز النكهة اللذيذة في صنع الطبق.