ما قبل التاريخ
يقول الفنان التشكيلي، علي النجمي، إن العصر الحجري القديم هو أقدم فن بشريّ عُثرَ عليه إلى العصر الحجري الحديث، تقريبًا من نحو 70.000 قبل الميلاد، وبشكل مؤكد من نحو 40.000 قبل الميلاد صُنعت أولى الأعمال الإبداعية من الصدف والحجر والطلاء من قبل الإنسان العاقل، باستخدام الفكر الرمزي كما مارس البشر الصيد وجمع الثمار، وعاشوا في الكهوف وطوّروا رسومها خلال العصر الحجري القديم الأعلى 50000-10000 قبل الميلاد، ثم بدأت الحِرف اليدويّة خلال العصر الحجري الحديث 10000-3000 قبل الميلاد.
وكان تاريخ ظهور أقدم القطع الأثرية البشرية الفنيّة يُشكّل موضوعًا مُثيرًا للجدل، إذ يُعتقد أنها كانت موجودة قبل 40000 عام في العصر الحجري القديم العلوي، والبعض يعتقد أنها بدأت في وقتٍ أبكر من ذلك، وصلت المظاهر الفنية للعصر الحجري القديم العلوي إلى ذروتها في فترة 15000 - 8000 قبل الميلاد ضمّ الفن من هذه الفترة منحوتاتٍ صغيرة حجرية ورسومات الكهوف.
فن الطقوس
ظهرت الآثار الأولى للكائنات البشرية في جنوب إفريقيا وغرب البحر الأبيض المتوسط وشرق أوروبا الوسطى «البحر الأدرياتيكي» وسيبيريا «بحيرة بايكال» والهند وأستراليا، عُثر على رسوم الكهوف في منطقة فرانكو-كانتابريان، يُعبر بعضها عن صور مُجرَّدة وأخرى عن صور طبيعية، رُسمت الحيوانات في كهوف: ألتميرا وشوفيه ولاسكو، كما كانت الوظيفة الرئيسية للفن الحجري القديم سحرية، إذ كانت تستخدم في الطقوس، كان الفنانون من العصر الحجري القديم أشخاصًا محترمين في المجتمع، لأن أعمالهم الفنية مُرتبطة بالمعتقدات الدينية وبالنتيجة، كانت القطع الأثرية رموزًا لبعض الآلهة أو الأرواح.
رسومات تخطيطية
أضاف النجمي أن العصر الحجري الحديث بدأ من نحو 10.000 قبل الميلاد، واحتوى الفن الصخري لحوض البحر المتوسط الأيباري على رسومات تخطيطية صغيرة لشخصيات بشرية، مع أمثلة بارزة في الكوجول وفالتورتا وألبرا ومينيدا، تشبه اللوحات في العصر الحجري الحديث اللوحات الموجودة في شمال إفريقيا «الأطلس والصحراء»، وفي منطقة زيمبابوي الحديثة.
غالبًا ما تكون لوحات العصر الحجري الحديث من النوع التخطيطيّ، وُجدت أيضًا لوحات مرسومة على الكهوف في منطقة نهر بينتوراس في الأرجنتين، وخاصة كهف دي لاس مانوس، كما استُخدمت مواد جديدة في الفن، مثل الكهرمان والكريستال وحجر اليشب، وفي هذه الفترة، ظهرت أولى آثار التخطيط الحضري، مثل البقايا في مدينة أريحا، وجرمو في العراق، وجاتال هويوك «الأناضول» ظهرت العديد من الثقافات في جنوب شرق أوروبا، مثل حضارة كيوكوتيني «من رومانيا وجمهورية مولدوفا وأوكرانيا»، وحضارة الهامانغيا «من رومانيا وبلغاريا»، وتعتبر الصين أيضًا من المناطق ذات الثقافات الكثيرة والمتنوعة، وأبرزها ثقافة يانغشاو وثقافة لونغشان، كانت المواد الشائعة للمنحوتات من العصر الحجري الحديث في الأناضول، هي العاج والحجر والطين والعظام.
العصر المعدني
قال النجمي إن المرحلة الأخيرة من عصور ما قبل التاريخ هي العصر المعدني، والذي استُخدم من خلاله النحاس والبرونز والحديد، حيث ظهرت الآثار الصخرية في العصر الحجري الحديث «العصر النحاسي»، ومن الأمثلة على ذلك: الدلمن والمنهير والكروم الإنجليزي، إذ يمكن رؤيته في المجمعات في نيوغرانغ وستونهنج، مع أنواع مختلفة من الآثار: نافيتا؛ وهي عبارة عن قبر على شكل هرم مقطوع، مع حجارة الطويلة؛ التولا، وهي حجران كبيران، أحدهما يوضع رأسيًا والآخر أفقيًا فوق بعضهما البعض؛ والتاليوت، وهو برج به حجرة مغطاة وقبة مزيفة، ظهرت حضارات مثل هالشتات في النمسا وحضارة لاتين في سويسرا في العصر الحديدي في أوروبا. نشأت الحضارة الأولى بين القرن السابع والخامس قبل الميلاد، بينما نشأت الثانية بين القرن الخامس والرابع قبل الميلاد، كما يشير العصر البرونزي إلى الفترة التي كان فيها البرونز هو أفضل المواد المتاحة، تم استخدام البرونزية لتزيين الدروع، وغيرها من الأشياء.
العصور القديمة
يقول المرشد السياحي، عبدالعزيز الهديب، إن النقوش الثمودية في المملكة العربية السعودية هي مفتاح لمعرفة تاريخ الحضارات السابقة.. كيف كانت لغتهم وأحجامهم وطريقة عيشهم والحياة اليومية، كل ما احتجناه في التاريخ عرفناه من النقوش، وتتجلى هذه النقوش في موقعين، لا سيما النقوش التي توجد في عدة مواقع في المملكة، في حائل والمدينة والقصيم، وأغلب مناطق المملكة وأشهر المواقع هي جبة في منطقة حائل تحتوي على 5400 نقش، وفي مدينة العلا التي تحتوي على نقوش تعود إلى 7000 سنة.
وأضاف الهديب أن للنقوش أهمية في السياحة، فهي مثلت الحضارات، وهذا جانب يجذب السواح لانتقالهم بين العصور والأزمنة من الحياة الصخرية إلى الحياة الحديثة، حيث تكثر النقوش في الصخور الرسوبية، وذلك لسهولة نحتها.
بلاد ما بين النهرين
قال النجمي: إن جنوب العراق في الألفية الرابعة قبل الميلاد شهد ظهور المدن الأولى، وأول شكل من أشكال الكتابة تغطي بلاد ما بين النهرين، ما يُعرف اليوم بالعراق وأجزاء من سورية وتركيا.. عاشت العديد من الحضارات هنا، لأن المنطقة تقع ضمن دلتا دجلة والفرات، ومن بينها الحضارة السومرية والأكادية والبابلية والآشورية.. وُضعت أقدم كتابة في هذه المنطقة باعتبارها واحدة من العديد من التقنيات الإدارية التي شملت أيضًا الختم الأسطواني..
وتتميز عمارة بلاد ما بين النهرين باستخدام الطوب والعتبات، ومخاريط الفسيفساء من الأمثلة البارزة الزيقورات والمعابد الكبيرة التي تأخذ شكل الأهرام المتدرجة، كان القبر عبارة عن غرفة مغطاة بقبة كاذبة، مثل تلك الأمثلة الموجودة في أور، كانت هناك قصور محاطة بمصاطب على شكل زيقورة، حيث أُنشئت الحدائق التي تعد ميزة فريدة، تعد حدائق بابل المعلقة واحدة من عجائب العالم القديم السبع.
كما تطور نحت النقوش البارزة التي استخدمت الخشب والحجر، صورت المنحوتات مشاهد دينية وعسكرية ومشاهد الصيد، بما في ذلك الأشكال البشرية والحيوانية، في الفترة السومرية، أُنتجت تماثيل تصور البشر، كان لهذه التماثيل شكل زاوي وصُنعت من الحجر الملون، كان لهذه الأشكال رأس أصلع ويدان مضمومتان إلى الصدر، صورت التماثيل في الفترة الأكادية شخصيات ذات شعر طويل ولحية مثل اللوحة التذكارية لـ«نارام سين»، في فترة العموريين «السومريون الجدد»، مثلت التماثيل ملوكًا مثل كوديا من سلالة لكش، مع عباءاتهم والعمائم على رؤوسهم وأيديهم على صدورهم، خلال فترة الحكم البابلي، كانت اللوحة التذكارية لحمورابي مهمة، إذ صورت الملك حمورابي العظيم فوق نسخة مكتوبة من القوانين التي قدمها، تُعتبر النماذج الآشورية مهمة بسبب التجسيم الذي شمل الماشية والجني المجنح، الذي صور محلقًا في العديد من النقوش التي تجسد الحرب ومشاهد الصيد، مثلما هو الحال في المسلة السوداء لـ«شلمنصر الثالث».
مصر القديمة
قال النجمي: نشأت واحدة من الحضارات العظيمة الأولى في مصر، امتلكت أعمالًا فنية معقدة أنتجها فنانون محترفون وحرفيون مهرة.. كان فن مصر دينيًا ورمزيًا، بالنظر إلى امتلاك السلطة لهيكل مركزي القوة وتسلسل هرمي، فقد أُنشئ قدر كبير من الفن لتكريم فرعون، بما في ذلك النصب التذكارية العظيمة، أكد الفن والثقافة المصرية على المفهوم الديني للخلود..
وشمل الفن المصري في وقت لاحق الفن القبطي والبيزنطي، كما تميزت العمارة بالهياكل الضخمة التي بنيت بكتل حجرية كبيرة وعتبات وأعمدة مصمتة، تشمل المعالم الجنائية كلًا من المصطبة والقبور مستطيلة الشكل، والأهرامات التي تضمنت الأهرامات المتدرجة «سقارة» أو الأهرامات ذات الجوانب الملساء «الجيزة»، والسراديب والمقابر تحت الأرض «وادي الملوك»، كانت المعابد من المباني العظيمة الأخرى التي تميل لأن تكون مجمعات ضخمة يسبقها طريق الكباش والمسلات.. استخدمت المعابد صروحًا وجدرانًا شبه منحرفة مع قاعات غير مسقوفة أو ذات أبهاء معمدة وأضرحة، من الأمثلة الجيدة على هذه المعابد، الكرنك والأقصر وفيلة وإدفو.
مواقع للنقوش الثمودية في المملكة
حائل
المدينة
القصيم
جبة
العلا