نُصبت سياط النقد لمدرب المنتخب السعودي، الإيطالي مانشيني، منذ الوهلة الأولى التي أعلن فيها الأسماء التي ستمثل الأخضر السعودي خلال المشاركات المقبلة، وزادت حدة الآراء خلال مواجهات أيام الفيفا. اللافت أن من يرمي بهذا النقد العاري من الرؤية الصحيحة لا يقف على أرضية فنية تجيز له الحديث في مثل تلك الظروف، وما يؤكد ذلك ساسة التدريب الذين يدركون أن المدرسة الإيطالية من أصعب المناهج الكروية، وتحتاج لوقت وعمل كبير، حتى يجسد المدرب أساليبه الفنية على أرض الواقع، والأكيد أن مانشيني أمامه صعوبات كثيرة، لعل أبرزها عدم قدرته على الوجود في التدريبات اليومية مع اللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار. الأمر الآخر شح مشاركة العديد من العناصر الأساسية خلال المباريات، نظرا لوجود كم كبير من اللاعبين الأجانب المؤهلة، وفي مثل تلك الظروف تغيب حساسية اللاعب المحلي. لذلك يجب علينا الهدوء إذا كنا ننشد تحقيق المصلحة العامة، خاصة أن منتخبنا مُقبل على محك صعب المراس، ويتعين تضافر الجهود في مثل هذا التوقيت، لكي لا نفقد المكتسبات التي يرسمها المدرب بخطته التدريبية. ولو عدنا للخلف لوجدنا أنه تحت قيادة مانشيني فازت إيطاليا بكأس أوروبا صيف 2021، وحققت سلسلة قياسية من المكاسب بـ37 مباراة دون هزيمة بين سبتمبر 2018 وأكتوبر 2021، وهذا تأكيد أنه يعرف التعامل مع إيقاع لاعبي المنتخب بقدر ما كان يجسد خلال مسيرته التدريبية مع فرق فيورنتينا 2001. جملة القول في هذا المقام، لا بد من الصبر يا جماهيرنا وإعلامنا على كادر بمقدوره تحقيق أفضل المكتسبات متى ما وجد التعاون من الجميع. عموما، بعد الفراغ من أيام الفيفا ستجد فُرق الهلال والاتحاد والنصر صعوبات لضغط المباريات محليا وخارجيا، فخلال 10 أيام هناك 4 نزالات حاسمة، وقد يكون الهلال الأكثر تأثرا على اعتبار أن جل لاعبيه المحليين والأجانب فرغوا للتو من مباريات منتخبات بلادهم. اللافت خلال فترة التوقف الماضية تصدر البليهي الناصية بالحديث عن البطاقة الصفراء المزعومة، وهذا تأكيد لتفرد هذا اللاعب حال تمرده بالميدان أو عندما تلاحقه الشائعات، حيث يبقى مادة دسمة لمن يستهوون نقده، لأنه غرس في قلوبهم غصة هم يعرفون تفاصيلها. الأمر الآخر، الكابتن سالم الدوسري يتعين عليه عدم الالتفات لما يطرح حول أفضليته على الصعيد الآسيوي، لأن الحقيقة تؤكد ذلك من خلال المعطيات على أرض الواقع في الميدان العالمي والآسيوي، وليس استفتاء مجلة تدخلت فيها الأهواء، ونجحت ثلة من الجماهير والإعلاميين في تحويل النجومية للاعبهم بقدر نجاحاتهم في معارك الترشيحات والبطولات الوهمية.