في الحقيقة البعض منا إلى الآن يطنطن على مقولة أفضلية الرجل على المرأة، وما زالت دونية المرأة معششة في ذهنية بعض مجتمعاتنا العربية والخليجية.
ليس غريبا مثل هذه الإحصائيات عن ثقافة المرأة، التي تتفوق فيها عن الرجل حيث نشر تقرير جديد أن النساء أكثر مثابرة في قراءة الكتب من الرجال، وفقاً لما نشرته، صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، عن دراسة أجرتها Audience Agency، أن البيانات المتعلقة بعادات القراءة لدى الناس أن الرجال يتخلون عن الكتاب قبل أن يصلوا إلى الصفحة 50، بينما تتجاوز النساء في كثير من الأحيان 100 صفحة.
ويعلق الكاتب محمد عبدالغني عن كتاب «نشوء الرواية» لمارت روبير، حيث يؤكد في الفصل الخاص بقارئ الرواية أن النساء شكلن منذ قرون بعيدة فئة القراء الأبرز والأكثر مساهمة في اقتناء الروايات وقراءتها، في وقت كان يقضي فيه الرجال سحابة نهارهم في المعامل والمزارع، وجزءاً من سويعات ليلهم في الحانات والأندية.
وتشير الدراسات إلى أن التراجع عن ممارسة القراءة يبدأ من السن 13-14 بين صفوف الذكور أكثر. في هذه السن يتوقف الذكور عن القراءة، باستثناء المتمرسين وعشاق القراءة منهم. لكن يبقى المرور الانتقالي إلى المراهقة يجعل عملية القراءة، وقراءة الروايات على الخصوص، تتوقف لدى المراهقين الذكور، بعكس الفتيات اللاتي يبقى ارتباطهن بالقراءة راسخاً ويزداد تطوراً على مدى حياتهن. وحين يبلغن 45 سنة، ويكون أطفالهن قد كبروا، يستطعن أن يصبحن من جديد قارئات نهمات، رغم أنهن لم يتوقّفن لحظة واحدة عن عشقهن للقراءة، والأدهى والأمر أن المجتمعات الذكورية سعت دوماً من إجل إيقاف النساء عن قراءة الروايات، ويعلق الأديب عبدالغني إن إحدى أطروحات رواية «مدام بوفاري» لغوستاف فلوبير، هي أن «إيما بوفاري» أصبحت ما هي عليه لأنها سُمح لها بقراءة الروايات. فطيلة زمن اعتبرت قراءة الروايات أمراً خطيراً على النساء. ولعل ما نشهده في معرض الكتاب من حضور قوي للمراة السعودية لهو شاهد حي على ما نقول.