مئات التحديات
يقول بيدرسن (44 عاما) إنه واجه مئات التحديات، بما في ذلك مشاكل التأشيرات ومناطق الحروب والمخاوف من الاقتراب من الموت، لكنه أنهى رحلاته بثقة قوية في نفسه وفي العالم.
في يناير 2013، قرأ بيدرسن مقالا عن السياح الذين زاروا كل دولة من دول العالم. وأراد أن يسجل رقما قياسيا في السفر، لذلك بدأ في رسم طريق يأخذه حول العالم دون اللجوء إلى الطائرات.
وأضاف أنه تلقى تمويلا من شركة طاقة حرارية أرضية في الدنمارك اهتمت بمسعاه، وسحب آلاف الدولارات من حساب التوفير الخاص به وحصل على عدة قروض.
في أكتوبر 2013، بدأ رحلاته بركوب قطار من الدنمارك إلى ألمانيا. وقال إنه أمضى 24 ساعة على الأقل في كل بلد، حيث غالبا ما استأجر سريرا في عنبر للنوم أو نزل، أو وجد مضيفا على تطبيق Couchsurfing. كان يهدف إلى إنفاق حوالي 20 دولارا في اليوم.
السفر إلى أوروبا الأسهل
كان السفر إلى أوروبا أسهل جزء من رحلته، حيث واجه بيدرسن عقبته الأولى عندما قال إنه لم يتمكن من العثور على قارب لنقله من النرويج إلى جزر فارو في ديسمبر 2013. وقال بيدرسن إنه بعد حوالي ثلاثة أسابيع، سمحت له شركة شحن بالصعود على متن السفينة.
وقال بيدرسن إنه في مايو 2014 ركب قاربا في ظروف سيئة من أيسلندا مرورا بالجبال الجليدية. ثم في يونيو 2015 تم تشخيص إصابته بالملاريا الدماغية في غانا. وقال إنه يعتقد أنه أصيب بالفيروس قبل نحو أسبوعين في ليبيريا، حيث قال إنه نام خارج محطة وقود. وقال إنه أصيب بالهلوسة وفقد مؤقتا قدرته على أداء مهام بسيطة، مثل الكتابة، وحتى بعد حوالي أسبوعين من العلاج، اهتزت يداه لمدة 3 أشهر تقريبا.
رحلة وسط حرب أهلية
زار بيدرسن جنوب السودان في نوفمبر 2016، بعد ما يقرب من 3 سنوات من الحرب الأهلية التي استمرت سنوات في البلاد، وقال إنه كان مرعوبا وهو يشاهد الحافلات تتعرض لإطلاق النار والركاب يُهاجَمون.
وجاءت إحدى ذكريات بيدرسن المفضلة الأخرى في أكتوبر 2019 في جزر سليمان، حيث قال إن الكهرباء انقطعت، وسأله أحد السكان عما إذا كان لديه أي أفلام على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به. بعد حوالي ساعة، كان حوالي 80 شخصا يجلسون حول جهاز الكمبيوتر الخاص به.
لاحظ بيدرسن إن هناك قواسم مشتركة بين الناس في جميع أنحاء العالم. كان الجميع يناقشون «لعبة العروش» عندما تم بثها في عام 2020. وقال إن الناس لعبوا كرة القدم وتبادلوا آرائهم حول دونالد ترمب في كل بلد تقريبا. في مارس 2020، وصل بيدرسن إلى هونج كونج مع 9 دول أخرى لزيارتها. ثم ضربت جائحة كورونا وتم تعليق السفر الدولي. وقال إنه تمكن من الحصول على وظيفة في كنيسة وفرت له السكن، حيث عاش في هونج كونج لمدة عامين تقريبا، وذهب إلى بالاو في يناير 2022.
وقال بيدرسن إنه وصل في مايو إلى آخر بلد في جزر المالديف. وإنه بعد بضعة أيام بدأ الإبحار لمدة شهرين عبر محيطات متعددة إلى الدنمارك. واستقبله حوالي 150 شخصا - من أفراد الأسرة والأصدقاء ومتابعي وسائل التواصل الاجتماعي - على الساحل الشرقي للدنمارك في 26 يوليو. وبالعودة إلى الدنمارك، يبحث بيدرسن عن هوية جديدة. كان خجولا قبل عقد من الزمان لكنه يأمل الآن في إلقاء محاضرات حول رحلته عبر العالم وتأليف كتاب. خلاف ذلك، يريد فقط الذهاب إلى مكان هادئ حيث يمكنه معالجة ما تعلمه خلال العقد الماضي. وفي الختام اختصر بيدرسن شعوره عن زيارة هذا الكم الكبير من البلدان قائلا: «الناس هم مجرد أشخاص في كل مكان».
قواسم مشتركة
توربيورن بيدرسن
رحّال دنماركي
زار 195 بلدا حول العالم
كان ينفق نحو 20 دولارا في اليوم
بدأ رحلته عام 2013