استفحلت حالات الاستهزاء بكبار السن، وانتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة، وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفشيها على نحو واسع خصوصا مع سهولة التعليقات عبر هذه الوسائل، وغياب التحلي بروح المسؤولية من قبل كثيرين تجاه كبار السن الذين يحتاجون أولا وقبل كل شيء إلى التقدير والاحترام.

غياب الاحترام

تشدد الأخصائية الاجتماعية منال عبدالوهاب على أن التنمر على كبار السن بدأ بالانتشار أخيرا، وبدأ يتحول إلى ظاهرة دخيلة على مجتمعاتنا.

وأعادت انتشار التنمر بكثرة في الآونة الأخيرة إلى عدة أسباب، منها «سوء التربية، وعدم التشديد على الأبناء لضرورة احترام الكبير، وكذلك عدم اللجوء إلى الردع».

وأضافت «نصِف هذه الظاهرة بأنها دخيلة لأن مجتمعاتنا اعتادت على احترام الكبير وكان هذا ديدنها دائما، ومن هنا أرى وجوب أن يكون هناك بند قانوني يتصدى للتنمر على كبار السن، فمن لم تردعه تربيته يجب أن يردعه القانون، وبعض شبابنا لم ينضج كفاية، وإذا لم يتم التصدي لهذا البعض فإنه يستمر في القيام ببعض الأفعال المشينة التي برز منها أخيرا التعليقات السلبية على كبار السن».

وتضيف «حتى في بعض البيوت يتنمر بعض الأبناء على آبائهم لأن آباءهم مثلا يجهلون التعامل مع وسائل التقنية الحديثة، أو لأنهم لا يستطيعون مواكبتها، ويجعلون من الآباء موضع سخرية، مما يؤثر سلبا على صحتهم النفسية».

رفض التبرير

تعليقا على ذلك ظهر طبيب في إحدى القنوات الفضائية وقال إن الأسباب التي تدفع الأشخاص للتنمر على كبار السن هي شعور المرء بالضغوط في العمل، وهي ضغوك تؤثر عليه نفسيا وتدفعه لإزاحة هذا التأثير بالتنمر على شخص آخر مثل كبار السن، رد الأخصائي النفسي أحمد سليمان، وقال «كل شخص قد يعاني من ضغوط نفسية، ولكن هذا لا يجب أن يبرر له أو أن يقوده إلى إيذاء مشاعر الآخرين، فالضغوط التي يتعرض لها يستطيع أن يعالجها بنفسه أو باللجوء إلى مختص».

وتابع «التنمر على الأب أو الجد أو على أي شخص كبير سواء قريب للمتنمر أم بعيد عنه، لا يعد مزاحا، ولا مزاجا، بل لا يمكن وصفه إلا أنه فعل سيئ يستوجب التصدي له، حتى لو بلغ الأمر حد وضع قانون يعاقب المعتدي أو المسيء إذا أظهر عدوانه أو استخفافه في مواقع التواصل الاجتماعي».

واستطرد «كبار السن أكثر عرضة من غيرهم للشعور الحاد بالحزن جراء تعرضهم لأي أمر مؤذٍ نفسيا، فهم لا يتحملون السخرية أو حتى المزاح في هذه السن، وهم يحتاجون إلى التعامل برفق ولين، ويحتاجون إلى من يعاملهم باحترام ووقار».

وأشار سليمان إلى أن هناك من ينادي بتفعيل قانون الذوق العام وتوسيع اختصاصاته للتصدي لحالات التنمر التي يتعرض لها كبار السن، بهدف تعزيز مكانة كبار السن والحفاظ على أمنهم وسلامتهم وصيانة وحماية حقوقهم.

لا حق في التعليق

انتقد كثيرون بعض التعبيرات التي وجدوها غير لائقة في حق كبار السن، ومنها تعليقات طالتهم لمجرد تواجدهم في المولات حيث طالبتهم بعض تلك التعليقات بأن يغادروا المولات ويتركوها للشباب، حيث رد أحدهم على بعض التعليقات «وش المطلوب منهم، يعني يشتري كفن ولا يروح يسجل في دار العجزة».

ويضيف متسائلا باستغراب «هل يوضع في الأماكن العامة والمرافق ـ ممنوع دخول الشيبان؟ـ».

وعن هذه المسألة تعلق منال ميرغلاني «كون كبار السن يلتقون في مقهى مقابل للسلالم أو في الممرات بعدها، ثم يتناولون الإفطار أو الغداء المبكر، فإن هذا لا يعطي أحدا الحق في التنمر على ما يقولون عنه «كرش» أو «صلعة» أو «طول» أو «شكل» أو «عمر» أي من هؤلاء الكبار».

ويقول خالد عبدالله «الحديث والتنمر على الشياب وأشكالهم وجلطاتهم وأمراضهم، أو القول لهم ليقعدوا في البيوت، يعد هبوطا في الطرح».

وطالب بأن يُترك كبار السن في حالهم، فلا يتنمر عليهم أحد.

ازدياد حالات التنمر على كبار السن وسائل التواصل الاجتماعي تزيد انتشار حالات التنمر مختصون يعدون الظاهرة دخيلة على المجتمع ويستنكرونها دعوات لتوسيع قانون الذوق العام ليشمل التنمر على الكبار مطالبات بسن قانون يجرّم ويردع المتنمرين على الكبار